اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات :مرة أخرى.. إيران لماذا؟

كردستانيات :مرة أخرى.. إيران لماذا؟

نشر في: 6 أغسطس, 2011: 05:59 م

وديع غزوان بعد أن كان مؤملاً أن تبادر طهران بموقف حسن النية تجاه العراق وشعبه وتتوقف عن قصف القرى الحدودية، وتعريض أهلها الأبرياء  لخطر الموت، فإنها، ومع الأسف الشديد، استمرت بسياسة إنكار الحقائق وتزويرها، وهي ليست المرة الأولى حيث سبق لها أن مارست مثل هذه السياسة الملتوية في البصرة وميسان وخانقين،
ما أثارت ردود فعل سلبية كبيرة على تلك المواقف غير المبررة، أصلا والمستهينة بكل دعوات العراق وإقليم كردستان، بمعالجة المشاكل بالحوار احتراماً للعلاقات المتميزة التي تربط العراق بإيران والتي كان يفترض أن تصب باتجاه آخر بعيد عن مثل هكذا تصرفات استفزازية .إن ما تتعرض له المناطق الحدودية إلى أذى متعمد ومقصود، وقطع مياه روافد الأنهار وإحالة أراض زراعية إلى خراب ، مناف لقيم الإسلام ، الذي يأمر بالعدل والتعامل مع الآخر بالتي هي أحسن،فإذا لم ترض هذه الجارة الاحتكام لقواعد القوانين الدولية في هذا الموضوع فعليها إن تتذكر ما يأمرها به الإسلام ، كما إن توجيه مياه البزل إلى شط العرب فعل لا ترضاه الشرائع السماوية ولا ينسجم وحقوق الجيرة.. فلماذا هذه الأعمال يا إيران ؟ سؤال بات على لسان كل عراقي في الجنوب والوسط وفي إقليم كردستان، وهو سؤال إن مر اليوم بشكل عابر، فإنه في المستقبل قد يتحول إلى عامل ضغط شعبي، يضع الجهات المسؤولة في موقف الحرج الشديد أمام مواطنيها، وعلينا أن ننتبه إلى مواقف النقد الشديدة  التي بدأت تتصاعد حتى وصلت حد مطالبة منظمات المجتمع المدني في كردستان بمقاطعة البضائع الإيرانية ومنها مجموعة "إيران توقفي"، رافقتها دعوة الناشطة هناء ادوارد الحكومة الاتحادية إلى ممارسة الضغوط على الحكومة الإيرانية لوقف اعتداءاتها.وبصراحة نعتقد إن استمرار هذه الاعتداءات وبهذا الشكل المجافي لمنطق الأشياء وضع المسؤولين في بغداد وأربيل بمواقف لا يحسون عليها، وصلت حد الاتهام بالضعف والتهاون إزاء مصالح الشعب، ومع ذلك فان صبراً طويلاً وسياسة تهدئة عقلانية كانت وما زالت هي سمة التعامل مع الموقف الإيراني غير المكترث بتداعيات ممارساته تلك، بل وصل الأمر إلى أكثر من ذلك عندما تم عقد مؤتمر ولقاءات مشتركة  في السليمانية مع شركات إيرانية.. أي إن المدفعية تقصف وتشرد سكان القرى الآمنة، ونحن نمد أيدينا إلى السلام، قد تكون مثل هذه اللقاءات محاولة حث للشركات الإيرانية لممارسة ضغط على حكوماتها، غير أنها، مع كل الدعوات الأخرى، لم تجد نفعاً، كما يبدو، لذا ولهذه الاعتبارات  فقد كان قرار البرلمان الكردستاني بعقد جلسة استثنائية غداً الاثنين  نظنها ستكون ساخنة لمناقشة  استمرار القصف المدفعي الإيراني للمناطق الحدودية داخل إقليم كردستان،  ونأمل أن تكون قراراتها بمستوى الخطر المزمن الذي ظل يسكن العوائل البسيطة الآمنة، وان تعالج أصل المشكلة وتضع حداً لها .و ما زلنا نتمنى على إيران أن تعيد النظر بسياستها تلك مع العراق وتفكر جدياً بما قد تلحقه من آثار سلبية على مستوى العلاقات مستقبلاً.. مع تذكير مستمر بأننا جيران وان الجغرافية لا تتغير كما أن زمن القوة قد ولى إلى الأبد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram