إياد الصالحييوما بعد يوم يؤكد الاتحاد العراقي لكرة القدم انه ماضٍ في سياسته العشوائية تجاه أبرز القضايا الكروية التي يتوقف عندها مصير الكرة العراقية عموماً ومنتخبنا الوطني خاصة في رحلته العصيبة ضمن تصفيات كأس العالم 2014 التي مهما قيل بانها ( أسهل من شربة ماء) في لقاء منتخبات الصين والأردن وسنغافورة ، الا ان واقع تجاربنا السابقة في التصفيات نفسها يشير الى ضياع فرص سهلة بسبب عدم ايجاد الاتحاد البرنامج التحضيري الملائم لاخراج الأسود من عنق زجاجة الفشل كل مرة!
وتلوح في الأفق ورطة جديدة يتحملها رئيس الاتحاد ناجح حمود بعد ان دخل في مفاوضات مبتورة وشبه عقيمة مع شقيق المدرب البرازيلي زيكو الذي مهما تحدثنا عن نجوميته في عالم الكرة تبقى القيمة الفنية في ميزانه منقوصة بسبب ابتعاده عن التصنيف المتقدم لمدربين عالميين كبار معروفين في ساحة التدريب بعد ان اكتفى (بيليه الابيض) بتوزيع خبرته في محطات برازيلية ويابانية وتركية محدودة لن تشكل حافزاً لأي اتحاد اهلي في العالم للاستعانة به طمعاً بدخول (جنة المونديال) !ان المعلومات المتوفرة لدينا تؤكد ان ناجح حمود لم يكن متأنياً في رحلته نحو العاصمة الاردنية عمّان وتسرّع في اطلاق تصريحاته الى وسائل الاعلام استناداً على مكالمة هاتفية من شقيق زيكو ابدى فيها الموافقة الاولية بـ( الإنابة) ! وكأن التعاقد مع اخيه بات محسوماً في ضوء النداء العجول هذا من دون ان نسمع وجهة نظر زيكو نفسه وشروطه وطلباته فيما اذا وافق على التدريب في العاصمة بغداد أم أربيل ومدة العقد والشرط الجزائي والى غير ذلك من اصول التعاقدات المتعارف عليها ، كل ذلك ما زال في عالم الغيب ، ولا يدري حمود إن كان تحركه العاجل سينقذ المنتخب الوطني من ورطة الوقت الضائع الذي احرج اسود الرافدين ووضعهم في صورة لا يحسدون عليها لاسيما ان هناك اطرافاً من داخل الاتحاد تلوك بندمها لسوء اختيار توقيت انهاء عقد المدرب الالماني وولفغانغ سيدكا باعتبار ان الفترة المتبقية لأي مدرب لا يمكن ان تعينه على رسم تطلعاتنا وفق حسابات التأهل الى الدور الرابع الحاسم إلا اذا عززنا الثقة باحد المدربين الوطنيين وسلمناه مسؤولية قيادة المنتخب في التصفيات من دون تردد !ان تهافت بعض سماسرة المدربين من ابناء البلد أو دول الجوار أو من جنسيات اجنبية على التنسيق مع الاتحاد لبلورة صيغة تفاهم مع احد المدربين ممن صدّع الاخير رؤوسنا كل يوم بملفاتهم يعد سبباً رئيساً في المشكلة ، اذ يفتقد الاتحاد الى الخبرة في انتقاء الوقت والمدرب المناسبين للمباشرة في اعداد المنتخب الوطني ، وسلّم الصاية والصرماية لوكلاء المدربين من دون ان يأخذ العبر مستقبلا ، ولكم ان تتخيلوا كم مدرباً عمل معنا بطريقة (القطعة) وشربَك حسابات المنتخب ورحل من دون ان يخسر من رصيده شيء ، بل العكس غرف من خير العراق وحسّن من وضعه المعيشي بضربة حظ وفرناها له عن طيب خاطر ، فيما بقي الأسود يعانون الأمرّين امام مرأى اعضاء الاتحاد انفسهم ؟ان اتحاد الكرة امام مسؤولية وطنية كبيرة تتطلب منه ان يكون واعياًَ لما يدور في كواليس التعاقدات مع المدربين الاجانب ، فزيكو ليس بالمدرب الخرافي الذي يستحق ان ننتظر منه الكلمة الاخيرة وكأننا أفلسنا من خياراتنا الاخرى في ظل تسارع الايام وتصاعد استعدادات المتنافسين في مجموعتنا لنيل جرعات مثالية في معسكرات تجريبية ومباريات ودية قوية تأهباً لجولات الذهاب والاياب ، فساعة الصفر مضت بُعيد رحيل سيدكا ومن المعيب ان يبقى الاتحاد مشلولاً ازاء تسمية المدرب البديل ويدور في فلك التكهنات ، مثلما سمى عدنان حمد للمهمة وكأن الاخير يشكو البطالة في عمّان وليس لديه عقد مع نشامى الاردن ينتهي بعد عام واحد ، وكان حرياً بالاتحاد ان يبادر الى دعمه في شأن آخر يرفع عنه الحيف الذي طاله قبل ثلاثة اعوام ويتحرك باتجاه رفع عقوبة حرمانه من تدريب المنتخبات الوطنية مدى الحياة ، تلك العقوبة التي ما زالت تشعر حمد بالألم بعد انجازاته الباهرة لوطنه علما انه لم يصدر حتى الان اشعار رسمي بذلك بالرغم من تصريحات كبار مسؤولي الرياضة بان العقوبة أمست في طي النسيان !نكرر نصيحتنا هنا بضرورة الالتفات الى المدرب الوطني الكفء في هذه المرحلة وعدم العناد في اللهاث وراء سراب (وعود) المدرب الاجنبي التي ستقود منتخبنا الوطني الى وداع التصفيات وضياع الآمال والأموال ، وعندها لن ينفع بكاء ملايين العراقيين على الحلم المونديالي ولن يفلح حتى ناجح حمود تصبيرهم بواحدة من خطبه المشهورة من سِفر مجد الأسود الآسيوي!iyad.s@almadapaper.com
مصارحة حرة: ألو.. زيكو
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 6 أغسطس, 2011: 09:07 م