TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > عين: بين الحلة والغزالية

عين: بين الحلة والغزالية

نشر في: 6 أغسطس, 2011: 09:12 م

 عبد الخالق كيطانلا أحد يعرف على وجه الدقة ما الذي حدث في الغزالية في الوقت الذي كانت فيه الأنظار تتجه إلى سجن الحلة مع أحاديث عن انتهاكات لحقوق الإنسان تبعه جدل حول زيارة وفد برلماني إلى السجن دون التنسيق مع وزارة العدل وانتهاءً بالاشتباكات التي حصلت في السجن وهروب عدد من السجناء على إثرها.
والغزالية منطقة سكنية تقع في بغداد وليس على الحدود، وبالتالي فأن تقوم مجموعة من "المسلحين" بشن حرب شوارع مع القوات الأمنية فيها، كما يقول الإعلام الحكومي، مسألة فيها الكثير من الغرابة. هل نحن في العام 2011 أو في العام 2006؟ الشرطة تقول إن القوات الأمنية فرضت إجراءات أمنية مشددة في المنطقة على خلفية الاشتباكات التي حدثت أواخر الأسبوع الماضي بين "مسلحين" وعناصر الجيش العراقي وذهب ضحيتها ضابط ومسلح، ورفضت قيادة عمليات بغداد التعليق حول تلك الإجراءات الأمر الذي يدفع إلى التساؤل عن حقيقة تلك الإجراءات، بل حقيقة ما جرى هناك.أما في الحلة فتقول الأخبار أن عدداً من السجناء في سجن الحلة سقطوا بين قتيل وجريح جراء أعمال شغب اندلعت عقب حدوث عملية هروب، وتقول المصادر إن "نحو ثمانية من السجناء في سجن الحلة الإصلاحي وعددا غير معروف من الحراس سقطوا بين قتيل وجريح في أعمال شغب ومواجهات مسلحة جرت داخل السجن عقب حدوث عملية هروب فيه تمكن خلالها سجينان على الأقل من الفرار بعد استيلائهما على أسلحة من حراس السجن"...مثل هذه الحوادث لا تعطي سوى رسائل سلبية عن الوضع الأمني في العراق، وهي رسائل، كما يبدو، تتقاطع مع تصريحات المسؤولين الأمنيين والعسكريين، وحتى السياسيين، حول جاهزية القوات الأمنية بعد الانسحاب. مع ملاحظة أن حوادث مثل تلك التي تقع في سجوننا ممكنة الحدوث في أكثر النظم استقراراً. ولكن المصيبة أن يتكرر الحدث ذاته وفي أكثر من سجن وفي مختلف أماكن الجغرافيا العراقية. أما عن خروج مجاميع مسلحة إلى الشوارع في مراكز المدن والقيام بعمليات "نوعية" ضد قواتنا العسكرية فهو أمر مريب جداً ولا شك، ويدفع إلى إثارة أكثر من سؤال. تقارير لجان حقوق الإنسان الدولية، وحتى المحلية منها وآخرها ما صدر عن لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي تؤكد جميعها وجود انتهاكات في السجون العراقية، وهذه الانتهاكات غير مبررة بالمرة في دولة تريد أن تقطع مع ميراثها السابق في القتل والتنكيل وما إليه. كما أن استمرار حجز المواطنين بدون محاكمة يمثل مشكلة بحد ذاته ما يولد الكثير من النقمة وردود الأفعال. ومن المؤكد أن السجون ليست منتجعات سياحية، ولكن التعامل مع السجناء بوصفهم أقل من المرتبة الإنسانية أمر غير صحيح في العالم المعاصر، حتى أشد المجرمين قسوة يحظون بمعاملة إنسانية معقولة. لا ندعو هنا سوى إلى إجراء محاكمات عادلة لهم وبالتالي إطلاق سراح الأبرياء منهم. ما حدث في الغزالية وما لحق به في الحلة قصتان حزينتان للغاية، والعبر المستخلصة منهما كثيرة، أبرزها أننا لم نزل بعيدين عن معايير حقوق الإنسان العالمية في التعامل مع أبناء شعبنا، وأن الإعلام العراقي يراد له أن يظل بعيداً عما يجري في الملفات الأمنية، وإن ما يشاع عن جاهزية قواتنا، مع احترامنا الكبير لها، ليس دقيقاً بالمرة...

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram