بغداد/ المدىأعربت الكتلة العراقية البيضاء عن قلقها إزاء عودة التخندقات الطائفية التي تحاول أن تتخذ من القائمة العراقية قاعدة تتمركز فيها من خلال تحالفها مع الوسط، الأمر الذي رفضه ائتلاف علاوي مشددا على أن التحالفات البرلمانية شأن داخلي لا يحق لأية جهة التدخل فيه.
وذكر بيان للكتلة أمس أن "انطلاقة القائمة العراقية في الساحة السياسية كانت مبنية على مشروع وطني بعيد عن التخندقات الطائفية، وقد حظيت العراقية على أساسه، بجمهور واسع يتطلع إلى عراق تعددي وحكومة موحدة خالية من الاستقطابات الطائفية، ولكن جماهير العراقية اليوم هم أول من باتوا مصدومين بهذه التغييرات في خارطة الكتلة، سيما بعد التحاق الحزب الإسلامي بها".كما حذرت البيضاء من جعل العملية السياسية نقمة على المواطنين بدلا من أن تكون خدمة لهم.وأضاف البيان: لا يخفى على احد أن التكتيك المرحلي الذي استخدمه الإخوة في الحزب الإسلامي منذ بدء الانتخابات الأخيرة وحتى يومنا هذا قد نجح بامتياز، فقد توزعت قيادات الحزب الإسلامي على قوائم انتخابية متعددة ليلتئم شملها من جديد في القائمة العراقية التي ستصطبغ بالصبغة الطائفية.وتابعت الكتلة في بيانها: وما زاد الطين بلة هو القلق من فقدان زعيم القائمة العراقية إياد علاوي قوة قراره وسط هذه الزعامات المتعددة داخل القائمة والتي تحيط به بعد التحالفات الأخيرة التي جرت بين العراقية والكتل ذات الانتماءات المعروفة، سيما وأن زعامة علاوي للعراقية بدأت تصبح زعامة شكلية أكثر من كونها فعلية.وبينت أنه في الوقت الذي تعرب فيه الكتلة العراقية البيضاء عن أسفها لهذه الاستقطابات الطائفية التي بدأت بتكريس نفسها في القائمة العراقية، تعلن تمسكها بالمشروع الوطني الحقيقي الذي لا يميز بين طائفة او دين أو قومية على حساب الاعتبارات الوطنية.وأعلن تسعة من أعضاء كتلة العراقية البرلمانية في آذار السابق انسحابهم من الكتلة وتشكيل تكتل جديد باسم "كتلة العراقية البيضاء" برئاسة حسن العلوي، وشملت قائمة المنسحبين من كتلة العراقية التي يتزعمها إياد علاوي، كلاً من حسن العلوي وجمال البطيخ وعالية نصيف. وقال جمال البطيخ، الكتلة جاءت رداً على سياسة القائمة التي لم توفق بانجاز ما خطط لها. وقال جمال البطيخ خلال مؤتمر صحافي عقده في البرلمان مع سبعة من نواب العراقية، إن "القائمة العراقية لم توفق في إنجاز ما خطط لها خلال الفترة الماضية"، مؤكداً أن "ثمانية نواب قرروا الانسحاب من حركة الوفاق وتشكيل الكتلة العراقية البيضاء برئاسة حسن العلوي".من جانبها، اعتبرت القائمة العراقية أن تحالفها مع الوسط شأن داخلي، ولا يحق لأي كتلة ثانية التدخل في الجهات التي تتحالف معها.ويقول النائب عن العراقية طلال الزوبعي "إن العراقية كتلة كبيرة ولها الحق في التحالف مع من تشاء وتراه مناسبا والأمر داخلي لا يخص العراقية البيضاء وبالتالي فليس لها التدخل فيما لا يخصها".ويرفض الزوبعي في تصريح لـ"المدى" أمس السبت إعطاء صبغة طائفية على التحالف الجديد، موضحا "لم تكن العراقية تمثل طائفة معينة كما الحال بالنسبة للوسط وبالتالي هما كتلتان وطنيتان لهما التأثير على المشهد السياسي العراقي وبتحالفهما ازدادت العراقية قوة من جميع النواحي العديدة ومن ناحية تمثيلها للشعب العراقي لان الوسط أيضا تمثل عدداً لا يستهان به من المجتمع العراقي".وكان الزوبعي هدد في تصريحات صحيفة سابقة بالانسحاب من العراقية على خلفية ما اعتبره تهميشا لكتلته "الشباب" والتي تتكون من ستة نواب، داخل البرلمان، داعيا إلى استبدال رئيس الوفد المفاوض لائتلافه.كما شهدت العراقية قبل يومين من ائتلافها مع الوسط، انسحاب احد نوابها عن محافظة نينوى، زهير الأعرجي، إذ جرى تبادل للتهم بينه وبين ائتلاف السابق، حيث جرى اتهام الأعرجي بأنه سرب إحدى محاضر اجتماعات ائتلاف العراقية، بالمقابل، أكد النائب المنسحب، إن ائتلافه قبّل الأيدي الإيرانية في سبيل الحصول على المناصب في الحكومة.وفي الجانب الآخر، يرى النائب عن تحالف الوسط محمد إقبال "أن البيضاء أرادت إيصال رسائل سياسية للغير من خلال بيانها الأخير"، إلا انه رفض الإفصاح عن الجهات التي كان يعنيها.وتابع إقبال "أن هذه الرسائل التي تسعى البيضاء لإرسالها تهدف لإثارة الفوضى بالرغم من أنها سلبية لا تخدم مصلحة البيضاء ذاتها"، موضحا "هناك اندماج وتقارب كبير بينهما".وأضاف أن هذه التصريحات زوبعة في فنجان لن تؤثر على العلاقات بين الطرفين وهي شأن داخلي لا يحق للبيضاء التدخل فيه.أعلن مطلع الشهر الحالي تحالف الوسط اندماجه بشكل كامل ضمن كتلة العراقية ليكون بذلك احد المكونات الأساسية المتحالفة مع العراقية في إطار تعزيز المشروع الوطني.  جاء ذلك في أعقاب اجتماع ضيّفه طارق الهاشمي رئيس قائمة تجديد والقيادي البارز في العراقية ضم قادة العراقية مع تحالف الوسط.  وفي مؤتمر صحفي أعقب اللقاء أكد إياد علاوي رئيس كتلة العراقية وجود تحديات كبيرة تواجه العراق ومسيرته نحو الاستقر