TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث :عودة صالح ؟

في الحدث :عودة صالح ؟

نشر في: 7 أغسطس, 2011: 08:46 م

 حازم مبيضين ليس مفهوماً لماذا يقيس البعض شرعية العقيد علي عبد الله صالح كرئيس لليمن, بالفترة التي يقضيها خارج البلاد, للعلاج من آثار الانفجار الذي استهدفه وأودى بحياة الكثيرين, وخلف عند صالح نفسه الكثير من الآثار التي لن تكون عمليات التجميل قادرة على محوها, إلا باعتبار أن الدستور يحدد فترة غياب الرئيس عن البلاد بستين يوماً انتهت الخميس الفائت، وبذلك تكون شرعيته كرئيس للبلاد قد سقطت بموجب الدستور،
ويصبح نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، هو الرئيس المؤقت لمدة لا تزيد على ستين يوماً، يتم خلالها إجراء انتخابات جديدة للرئيس, غير أن المهم هنا ملاحظة أن أنصار صالح يركزون على البحث في الشكليات متجاهلين أن شرعيته سقطت بالفعل, حين ثار اليمنيون ضد نظام حكمه العائلي الدكتاتوري المتسلط, ورفضوا مغادرة الشوارع والساحات قبل ضمان تنحيه عن السلطة وإسقاط نظامه بالكامل.اللافت أن أنصاره يروجون اليوم أنه سيعود ليحكم اليمن عن طريق صناديق الاقتراع، غير أن الأمر يبدو أكثر من ذلك حين نستمع لخطيب الجمعة وهو يتحدث إلى أنصار الرئيس في "جمعة التراحم"، متوعداً خصوم النظام بشي جلودهم والتنكيل بهم وقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف, وإذا كان هذا هو مستوى الخطاب والتفكير في جمعة التراحم, ومن قبل رجل دين, وفي شهر رمضان,  فلنا أن نتصور خطاب وأعمال رجال أمن الرئيس, وحرسه الجمهوري, وهم أصحاب المصلحة الاولى في استمراره رئيساً, إلى أن يتمكن من تمرير مؤامرة توريث إبنه احمد, وطبعاً سيكون ذلك عبر صناديق الاقتراع, التي لانجانب الصواب إن ساورتنا الظنون بأنها امتلأت منذ اليوم بالأوراق الضامنة لنجاح العقيد الصغير.أنصار صالح سواء من المستفيدين أو من المتملقين أو ضعاف النفوس, يحدثوننا اليوم عن المعجزة الإلهية التي أبقته حياً بعد الهجوم الذي استهدفه, ويدعوننا للتأمل فيها, باعتبار أن هناك عناية إلهية تحفظه, وتدعونا للامتثال لها, باعتبار أن بقاء حكيم العرب على قيد الحياة, وإن كان مشوهاً وعليلاً  هو رحمة من الله، وخير أراده لأبناء الشعب اليمني، الذين يتوجب عليهم استغلال شهر رمضان لشكر الرب على نعمته, وإذا كان الرجل نجا بأعجوبة من الموت, وغادر المشفى ولكن ليس إلى صنعاء وإنما إلى فترة نقاهة في الرياض, فإن ذلك يعني أن الشكوك تحيط بفكرة عودته, ذلك أن الواضح أن السعودية معنية بأمنها, قبل أن تعنى بعودة الدكتاتور الذي خبرته وعرفته مراوغاً وبغير مبادئ, إلى ساحة معركة ستنفتح على أبواب الجحيم إن وطأت قدماه أرض اليمن.يعرف الرئيس العليل أن قرار عودته إلى اليمن لم يعد بيده, وأن الجعجعة الصادرة عنه أو عن بوقه الإعلامي "الجندي" , وهو بالمناسبة يذكرنا بإعلام صدام حسين والصحاف, وأن تهديدات أنصاره بقطع الأيدي والأرجل من خلاف, لاتعني شيئاً على أرض الواقع, فالثورة قطعت أشواطاً ولم يعد ممكناً التراجع قبل تحقيق أهدافها, إضافة إلى أن استقرار اليمن قضية إقليمية ودولية تتجاوز عنجهية العقيد العليل, وتتجاوز طموحاته في الاستمرار حاكماً حتى بعد انقضاء أجله, من خلال إبنه وقائد حرسه الجمهوري العقيد أيضاً أحمد, وإذا كانت هناك ذرة من حب اليمن ما تزال عند صالح, فإن أفضل ما يختم به عمله هو التنحي وعدم العودة إلى صنعاء. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram