اسم الكتاب: صورة الهند المؤلف: باتريك فرينج هناك سبعة مليارات  من البشر يعيشون على كوكب الارض،منهم 1،2 مليار  في الهند،مما يجعلها اكبر ديمقراطية في العالم. في الاقتصاد الهندي النامي والمكافح، يجمع رجال الاعمال ثروات مذهلة وبسرعة فائقة  - كما كان بارونات اميركا اللصوص في القرن التاسع عشر –
 مما يضعهم على لائحة اغنى اغنياء العالم. مع ذلك فان 300 مليون من الهنود على الاقل يعانون أوضاعا معيشية مزرية،معظمهم يعيش تحت خط الفقر. الطبقة المسحوقة من العبيد و المسلوبين كبيرة جدا: يبدو ان شبه القارة الهندية مثلها مثل  ديمقراطية خاصة  بالنخبة فقط. يقول فرينج " تسير التناقضات جنبا الى جنب مع بعضها - كالثروة الفاحشة مع  الفقر المدقع، و الإيديولوجيات المتصارعة  مع الافتقار الى التوحد،و العطف مع القسوة الحادة،و العلاقات المعقدة مع الدين،و الحقائق المتوازية مع سرعة التغييرات الاجتماعية.  فالهند هي عبارة عن عالم مصغر  و ربما تكون هي الشكل المتخلف للمستقبل ". في هذا الكتاب،يمزج فرينج التحليل التاريخي بالريبورتاج الواقعي وهو يهدف الى تصوير  البلد بكل ما يزخر به من التعقيدات المتغيرة. و كانت النتيجة صورة غنية،جذابة   متعددة الألوان.ينقسم كتاب فرينج الى ثلاثة أقسام: " راشترا " الذي يتناول تطور السياسة المحلية،و " لاكشمي " الخاص بالاقتصاد،و " ساماج " المتعلق بالمجتمع والدين. يبدو ذلك تخطيطا نظاميا،لكن في كل حالة يعتمد فرينج على القصص الفردية  ليبين رأيه  حول  كيفية وصول الهند الى ما هي عليه اليوم. هذه القصص غالبا ما تكون سريعة و ناطقة رغم كونها مألوفة في بعض الاحيان. يعيد فرينج دائما  قصة انتزاع الاستقلال من البريطانيين عام 1947 و ظهور أسرة نهرو – غاندي،و هي ملحمة رجال و نساء متعطشين للسلطة، ملحمة عنف و مأساة عائلية  لا تساوي أمامها مأساة عائلة كندي شيئا. إذن لدينا قصص جواهرلال نهرو،انديرا غاندي و اولادها،سونيا غاندي – الايطالية المولد – التي ما زالت واحدة من اقوى نساء العالم. في عام 2004،عندما اتضح انها ستصبح رئيسة للحكومة،احتشدت مجاميع كبيرة خارج منزلها تطالبها  بقبول المنصب. يقول فرينج " وقف احد الرجال على  سيارته  و هو يلوّح بسيف و مسدس و يهدد بقتل نفسه اذا ما رفضت ذلك  ". إلا إن سونيا رفضت فعلا " بتواضع " فازدادت  قوتها. تقول مانيكا غاندي – زوجة أخ سونيا – التي لها خلافات معها " ان رفضها عبارة عن  تمثيل ". لكن لم يخبرنا فرينج بما حصل للرجل الواقف على سيارته. يدرس فرينج محاباة الاقارب في البرلمان الهندي،و يدخل الى آليات السياسة في الهند التي تبقى شأنا عائليا،و الى سبب بقاء الهند شبه اقطاعية رغم التغيرات. يرسم فرينج صورة الملياردير سونيل ميتال. انه يتنقل في الاقليم الخطير المتنازع عليه– كشمير – لمقابلة شاكيل احمد بهات الذي صار رمزا عالميا مكروها للرعب الإسلامي. انه يتأمل تأثير الهـند على مستقبل جون مينارد كينيس وبالعكس. يقول فرينج " في صميم فكر كينيس المتغير هناك قبول بالمخاطرة و إيمان بان أي نظام متصلب لابد ان يفشل".  يقابل فرينج التاجر سريكانث ناظاموني   الذي درس في اميركا و عمل لمدة 14 عاما في (سليكون فالي) قبل عودته الى الهند. اخبر ناظاموني فرينج "  الفلسفة الهندية التي تعلمتها و انا صغير  ربما جعلت من السهل عمل قفزات فكرية  و العمل في عالم مثالي  "،مشبها الانترنيت بالمفهوم الهندي، وهو تركيب خيالي " الـــــــــه يمتلك العديد من الايدي". و بينما تولد الهند الجديدة،فان الهند القديمة لا تزال موجودة. بالنسبة إلى فرينج  يكمن جوهر الهند الفريد في تمسكها المشوش بالتاريخ. يكتب فرينج قائلا " داخل البلد نفسه،فان الاستجابة للتقدم الاقتصادي الأخير متشابكة أما مع الغرائز الاشتراكية القديمة  مقابل  الرأسمالية و العولمة،او على رؤيتها كرد فعل منتصر على الإذلال القديم "، و يسمي انقسام  ما بعد الاستيطان بأنه " تكتيف فكري " ما زال مهيمنا. من بين كتب فرينج السابقة سير ذاتية للمستكشف فرانسيس يونغهزبند و الفائز بجائزة نوبل نايبول. كتاب نايبول فيه الكثير من الوضوح بسبب أسلوب فرينج الحاد. أما في " صورة الهند " فان المهمة تختلف و لا يمتلك  الكتاب نفس  الهمة و الدوافع. نايبول نفسه كان قد كتب عن الهند. فرينج كاتب دقيق   لكنه لا يمتلك مواهب نايبول كمراقب لامع. لقد كتب نايبول ذات مرة بان غاندي قاد الهند الى الاستقلال لكنه تركها دون إيديولوجية مما جعل الاستقلال  نقمة. أما فرينج فان لديه وجهة نظر مختلفة،اذ انه