ترجمة وإعداد: عبدالخالق علياسم الكتاب: الحر: العيش في الخمسين سنة القادمة على الأرض المؤلف: مارك هيرتسغارد لا شيء يضاهي أن تكون والدا يركز اهتمامه على المستقبل. كيف سيكون العالم بعد قرون من الآن بالنسبة لأبنائنا. هذا هو الدافع وراء كتاب مارك هيرتسغارد. عندما اقبلت ابنته شيارا (البالغة 5 سنوات من العمر حاليا)، ايقن بان الانحباس الحراري –
الذي كتب عنه قبل 20 عاما – هو ليس مجرد قضية مجردة و علمية لن يشهد آثارها في حياته. كونه اصبح والدا لم يغير فقط وجهة نظره بل اضاف ضرورة ملحة الى موضوعه، لذلك آلى على نفسه ان يكتشف " ماذا سيحصل لأبنته و جيلها لو عاشوا في زوبعة من التغيير المناخي ". للأمانة، لم اكن اتطلع لكتابة هذا الكتاب، لكن بعد متابعة التغيير في المناخ على مدى 20 عاما تقريبا احسست بانطفاء جذوة الموضوع، اذ يبدو انه موضوع صعب المراس مثل مواضيع " عملية السلام في الشرق الأوسط" او " اصلاح تمويل الحملات " و هي مواضيع مرضرضة لا يمكن للسياسة معالجتها. لكني عدت الى الموضوع بتفكير و شعور مختلف – ليس فقط باهتمام متجدد بما يفعل الانسان بمناخ الارض، بل ايضا بمزيد من الأمل (ربما كوني أصبحت جدا مؤخرا قد غيّر نظرتي). لقد اختار هيرتسغارد عنوان " الحر" و هو يتأمل الانحباس الحراري وتأثيره على مستقبل الابناء بدون مداهنة. انه يكتب عن العلم و سياسة التغيير المناخي بوضوح و بتفصيل كاف. فمثلا يفسر، دون ان يربك القارئ، أهمية التلطيف و التكيف، أي اتخاذ إجراءات تقلل من غازات البيوت الخضراء (الزراعية) التي تسبب التغير في المناخ، ثم الاستعداد للانحباس الحراري الذي لا مناص منه. يسافر هيرتسغارد في كل بقاع الأرض – إلى إفريقيا، أوربا، الصين، جنوب آسيا، الولايات المتحدة - من اجل كتابة التقارير التفصيلية و إجراء مقابلات متعمقة مع ابرز الخبراء في العالم. كذلك فانه يفصّل الإجراءات المهمة التي تقوم بها بعض المجتمعات البشرية (كما في سياتل) و الدول (كما في هولندا) استعدادا لذلك. رحلات هيرتسغارد قادته الى اجزاء من العالم حيث تتخذ الشعوب خطوات مهمة للتعامل مع الامر المحتم الذي لا بد منه. إذن هناك أمل رغم ان الموقف خطير جدا. بسبب الزيادة في غازات البيوت الخضراء التي بدأت مع بداية الثورة الصناعية و تزايدت في القرن العشرين مع دخول الصناعة الى المجال الزراعي، و المركبات، و الزيادة السكانية في العالم، يكتب هيرتسغارد قائلا " على مدى الخمسين سنة القادمة، سوف يحوّل التغيير المناخي عالمنا بأساليب بدأنا تصورها توّاً. يشير هيرتسغارد الى ان اغلب العلماء – ماعدا حفنة من المشككين و المنكرين – يحذرون من عواصف أقوى و احتباس اكبر للمطر و مواسم متقلبة و ارتفاع في مستوى سطح البحر. انها ليست مسألة هل من المحتمل ان يحصل ذلك ام لا، و إنما مسألة الى اي درجة سيحصل ذلك. لقد تسبب البشر في تغيير مناخ هذا الكوكب، و ان ذلك سيغير كل شيء حسبما يتكهن هيرتسغارد، " من كيفية زراعة الغذاء و الحصول على الماء الى كيفية انشاء المباني و محاربة الامراض، و من كيفية تنظيم الاقتصاد و السيطرة على الحدود الى كيفية ادارة منظومات النقل و نشر الجيوش، و من كيفية ملء استمارات التأمين و صنع النبيذ الى كيفية التحدث مع أبنائنا و التخطيط للمستقبل ". لقد بدأ التحدي فعلا، و هو محفوف بمخاطر كبيرة تشمل – كما اشار القادة العسكريون الاميركان – صراعات إقليمية ناجمة عن الهجرة الإجبارية. لقد أوضح هيرتسغارد التحدي، و هو يفكر بابنته و بكل أطفال العالم، و في نفس الوقت أشار إلى سبل الحل.
كيف ستكون حياة أبنائنا على كوكب حار؟
نشر في: 8 أغسطس, 2011: 05:40 م