TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > عين: دراما رمضان 2

عين: دراما رمضان 2

نشر في: 8 أغسطس, 2011: 08:51 م

 عبد الخالق كيطاناستكمالاً لما بدأته بالأمس أقول إن موجة الدراما العراقية في رمضان، وبالرغم من كل ما يؤشر عليها من سلبيات، إلا أنها تؤسس لمستقبل جديد. ولنقل بوضوح وصراحة، إن ما تقدمه قنوات "الرشيد" و"الشرقية"، على وجه الخصوص، من برامج درامية استعراضية، هو إضافة مهمة للفن الدرامي العراقي، وسأؤجل الحديث عن المضامين قليلاً.
ففي القناتين ثمة سباق لتقديم أعمال استعراضية بمشاركة نخبة من الممثلين والممثلات العراقيات مع عمليات إنتاجية غير مسبوقة في الشاشات العراقية، وهو أمر مهم لأي إنتاج استعراضي بسبب ما يتطلب من كلف عالية على طريق تصميم الديكورات ووضع الموسيقى والألحان والأزياء والإضاءة وما إليه.. ولقد كانت قناة "الشرقية" سباقة في هذا المضمار، فهي تنتج منذ أعوام أعمالاً استعراضية عراقية تنفذها خارج العراق، ولقد نفذت عملها الأخير "سامبا" في البرازيل، الأمر الذي نعده شخصياً إضافة بائنة لفن الاستعراض في العراق، مع بروز ممثلين في هذا المجال نستطيع أن نسمي الفنان اياد راضي واحداً منهم، بل الأبرز في السنوات الأخيرة. ولقد حذت قناة "الرشيد" حذو "الشرقية" في هذا المجال مع ما يتطلبه من إنفاق كبير وبهرجة في الصورة التلفزيونية، ولكن ما يعاب على هذه الأعمال هو إسقاطها الموضوع من حساباتها لصالح الشكل الفني، وأعتقد إن هذه الملاحظة، وبالرغم من أهميتها، إلا أنها، وما دمنا بصدد الحديث عن بدايات لفن الاستعراض التلفزيوني، فإن عملية تطور المواضيع مستقبلاً يبقى أمراً قائماً. من المهم التأكيد المتكرر على أن خلو الشاشات العراقية من مادة الاستعراضات الدرامية يجعلنا نتفاءل بالاستعراضات التي تقدمها قناة "الشرقية" أو تلك التي بدأت قناة "الرشيد" بتصميمها. تكشف هذه الدرامات عن إمكانيات فنية لافتة: في التأليف، التمثيل، الإخراج، التأليف الموسيقي، الرقص، الديكور، الأزياء وتأثيث الاستديو... ألخ، بعد أن كانت برامج المنوعات لا تتعدى جلوس مطربين اثنين وسط مجموعة من العازفين وغابة من "البالونات وباقات الزهور".. ومن مشاكل هذا النوع الدرامي الجديد الذي تقدمه "الشرقية" و"الرشيد" هو وقوع بعض الممثلين، للأسف الشديد، بالإسفاف الذي كانوا أبطاله في فترة "المسرح التجاري"، وهم يتناسون حقيقة أن للمسرح جمهورا غير جمهور التلفزيون، وإن برامج التلفزيون تسهم مباشرة في تكوين ذوق فني عام، وربما أخلاقي، وإن قفشات أبطال تلك الدرامات الراقصة إنما يحفرون في ذاكرة المتلقي الكثير مما ينتجونه، وبالتالي فإن النكات والحركات المبتذلة ستجد طريقها مباشرة إلى الجمهور، وربما تقليدها. ليست المواضيع، في تقديري، إلا جزء من أجزاء العملية الفنية، وبالتالي فإن حصر السجال حول المواضيع التي تطرحها الدراما الاستعراضية فيه بعض الاجحاف بحق عناصر أخرى أساسية ومؤثرة، دون أن أقلل من أهمية الموضوع. ما أريد الوصول إليه هنا، إننا نكسب الكثير في الاستعراضات الدرامية على مستوى الحصول على تقنيين ومتخصصين، في وقت تعاني منه الكوادر المتخصصة في هذا المجال من ضعف وقلة خبرة سببها عدم وجود أعمال كبيرة في مجال الاستعراض الدرامي والراقص. موجة الاستعراضات الدرامية هي جزء لا يتجزأ من دراما رمضان، والأمل في أن تتطور تلك الاستعراضات لتصل إلى مستوى المنافسة مع الأعمال الاستعراضية المصرية التي قطعت شوطاً طويلاً في هذا المضمار.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram