عن: نيويورك تايمز اعلنت الحكومة العراقية الاثنين الماضي انها تعرضت للاحتيال عندما وقعت عقدين لتوليد الطاقة بقيمة 1,7 مليار دولار مع شركتين اجنبيتين اكتشف فيما بعد ان احداها مزيفة و الثانية كذبت بشان وضعها المالي . هذا الاعلان يعكس اغفال الحكومة العراقية و هي تحاول جذب المستثمرين الاجانب الى العراق للمساعدة في اعادة بناء اقتصاد البلاد
الذي يعتمد اساسا على النفط بعد سنوات من الحرب و العقوبات . و صرح نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني للمراسلين و الحرج باد على وجهه « هذه العقود تدمر سمعة العراق ، الا ان ذلك لا يعني ان المشاريع الكبيرة لبناء المصانع الكبرى سوف تتاثر «. و جاء تصريح الشهرستاني بعد يوم من تصريح احد المصادر من ان رئيس الوزراء المالكي قد طلب من وزير الكهرباء التنحي عن منصبه و قامت الحكومة بالغاء هذين العقدين . و اضاف الشهرستاني ان العراق ينوي مقاضاة الشركتين بتهمة الدجل و الاحتيال ، و قالت وزارة الكهرباء ان العراق لن يخسر اية اموال لأن العقود مصممة للدفع على المدى البعيد . ان العراق بحاجة الى الاستثمار في اغلب المجالات الصناعية ، الا ان مجال توليد الطاقة هو الاكثر حساسية . فمنظومة الطاقة التي دمرتها الحروب توفر فقط ساعات قليلة من الطاقة الكهربائية في اليوم تتخللها بعض الانقطاعات ، و هذا الجانب يقع في قلب الاحتجاجات التي تخرج ضد الحكومة . هذا الحدث قد تكون له تداعيات بين مختلف الكتل ، فوزير الكهرباء رعد شلال ينتمي الى القائمة العراقية التي تتهم المالكي بانه يتنصل من الاتفاق الخاص بتقاسم السلطة . و قال الشهرستاني بان التحقيق الذي اجري في العراق كشف تورط احدى الشركتين - كابجنت الكندية – و هي شركة مزورة ليس لها مكاتب و لا القدرة على تنفيذ العمل الذي تعاقدت بشأنه مع الوزارة ، و اضاف انها ادعت امتلاكها دعما ماليا من مصرف الاستيراد و التصدير الاميركي الا ان المسؤولين الاميركان انكروا معرفتهم بها .اما الشركة الاخرى – ام بي ايتش الالمانية - فقد سبق ان اعلنت افلاسها قبل توقيع العقد مع العراق . كلتا الشركتين لم ترد على الاتصالات الهاتفية و البريد الالكتروني من اجل التعليق او بيان تفاصيل بشأن هذا الموضوع .من المتوقع ان توفر المنظومة الوطنية للطاقة الكهربائية اقل من نصف حاجة العراق للطاقة و البالغة 15000 ميكاواط في هذا الصيف الذي ارتفعت فيه درجات الحرارة الى فوق 50 درجة مئوية . الاحتجاجات تتضاءل شيئا فشيئا ، الا ان الشكاوى الخاصة بالطاقة الكهربائية و نقص الخدمات تنافس الاهتمامات بالوضع الامني بالنسبة للكثير من العراقيين . ترجمة: عبد الخالق علي
العراق يتعرض للنصب في توقيع عقود الطاقة
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 9 أغسطس, 2011: 08:31 م