متابعة/ المدى بعد قرابة عامين من الانتظار للانتقال إلى العيش في الولايات المتحدة في اعقاب أربع سنوات قضاها مترجم للجيش الامريكي في العراق، بدأ محمد يعتقد انه ربما يضطر لإعادة التفكير بشأن خططه.ويخشى محمد من أن يتم التخلي عنه وأن تصل إليه الميليشيات المسلحة في نهاية المطاف إذا انسحبت القوات الأمريكية بحلول المهلة المحددة في نهاية العام قبل قبوله ضمن برنامج يتيح للعراقيين فرصة الإقامة في الولايات المتحدة.
يأتي ذلك، بعد ان حذّر تقرير صادر عن الأمم المتحدة حول أوضاع حقوق الإنسان في العراق أثناء العام 2010 من أن أعمال العنف المسلحة والانتهاكات "الصامتة" لحقوق الإنسان لا تزال تلحق الضرر بشرائح كبيرة من السكان. التقرير الذي أصدرته امس الاول ونشرته "المدى" لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) ومفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ناقش مجموعة من القضايا ذات العلاقة بحقوق الإنسان بما في ذلك أثر النزاع المسلح وأعمال العنف على المدنيين، فضلاً عن الاعتقالات وسيادة القانون وحماية حقوق مجموعات معينة، كما يُغطي هذا التقرير أوضاع الحقوق السياسية في البلاد بما في ذلك الحق في التجمع والتعبيرونقلت وكالة رويترز عن محمد الذي طلب عدم استخدام اسمه بالكامل قوله "ليست عندي خطة بديلة ولا اعرف ما الذي سأفعله."وأضاف بلكنة أمريكية قوية "إذا رحل الاميركيون عن العراق وبقيت هنا فان الميليشيات ستقتلني."واضطر محمد بالفعل إلى تغيير محل إقامته مرتين خلال عامين بسبب مخاوف أمنية. واعتاد أن يغطي وجهه خلال خروجه مع الجيش الامريكي في مهامه لكنه يشعر بالقلق من أن يتم كشف هويته بعد الانسحاب الامريكي المقرر.ومثل آلاف آخرين من العراقيين يأمل محمد في الحصول على تأشيرة من التأشيرات الاميركية المخصصة للاجئين العراقيين للهرب من العنف الذي ما زال يجعل من العراق مكانا خطيرا رغم تراجع حدة الصراع منذ أكثر الأيام دموية قبل أربعة أعوام.ويذكر ان تقريرا اميركيا صدر قبل اسبوع، جاء فيه: «لا يزال العراق مكانا خطرا إلى حد بعيد للعمل فيه، فهو أقل أمانا، عنه قبل 12 شهرا».ويتفاوض العراق والولايات المتحدة حول ما اذا كان بعض الجنود الاميركيين سيبقون في العراق كمدربين عندما ينتهي العمل بالاتفاقية الامنية هذا العام وتنسحب القوات الامريكية بعد اكثر من ثمانية أعوام من بقائهم.وفي أوج العنف الطائفي بين عامي 2006 و2008 كان ينظر إلى من يعملون مع الجيش الامريكي أو المنظمات المدنية الامريكية على أنهم عملاء وخونة. ويقول محمد إن البعض ما زال يعتقد انه يتعين قتل من هم على شاكلته.وقال عراقي آخر يدعى عصام كان يعمل لصالح منظمة أمريكية غير حكومية إن حياته معطلة لأنه أعد نفسه وعائلته للرحيل.وقال عصام الذي طلب ذكر اسمه الأول فقط لأسباب أمنية "الآلاف منا يعيشون في مثل هذه الظروف العصيبة."والآن هناك تأجيل آخر لإجراء المزيد من الفحص الأمني على أصحاب الطلبات.وذكر بيان لمكتب التحقيقات الاتحادي الامريكي على الانترنت ان المكتب اعتقل في 25 مايو ايار 2011 بولاية كنتاكي عراقيين اثنين كانا قد دخلا الولايات المتحدة عام 2009 وذلك بتهمة الاشتراك في هجمات بالقنابل في العراق ضد الجيش الامريكي وإرسال متفجرات وقذائف إلى العراق لاستخدامها ضد الاميركيين.ومنذ ذلك الحين بدأ المسؤولون الاميركيون في إعادة فحص ملفات 59 ألف عراقي غادروا بالفعل إلى الولايات المتحدة وتشمل أيضا أولئك الذين ما زالوا ينتظرون في العراق.وقال اريك شوارتز مساعد وزيرة الخارجية لشؤون السكان واللاجئين والهجرة الشهر الماضي "لا نستطيع تأجيل تنفيذ أو تأخير إجراءات الفحص الأمني التي تتسم بالفاعلية لكن تلك الإجراءات تستغرق وقتا لا محالة وتبطئ العملية."ويأمل عصام وآخرون في الانضمام إلى ما يربو على 4.7 مليون عراقي غادروا بلادهم منذ عام 2003 فيما وصفته المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في الشرق الأوسط منذ عام 1948.وكان العراق قد بدأ في إعادة البناء بعد سنوات الحرب ومن قبلها العقوبات وتحتاج البلاد إلى الاستثمار في كل قطاع تقريبا. لكن عملية إعادة البناء تسير ببطء، بل إن الخدمات الأساسية مثل إمدادات الكهرباء والمياه لا تزال تواجه الكثير من المشكلات.ويحتل العراق وأفغانستان وكلاهما يستضيف عشرات الآلاف من القوات الاميركية الأولوية في برنامج إعادة توطين اللاجئين. وتكون الأولوية في الحصول على التأشيرة للأشخاص المعرضة حياتهم للخطر بسبب تعاونهم مع الحكومة الاميركية أو الجيش الامريكي أو المنظمات التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها.وقال متحدث باسم السفارة الاميركية في بغداد لرويترز "تدرك الولايات المتحدة المسؤولية الخاصة تجاه عراقيين لديهم صلات أمريكية وقد طورت عدة برامج يمكن أن تسهل تأهلهم للنظر في توطينهم بالولايات المتحدة."ولكن الأمر بالنسبة لأشخاص مثل أحمد وهو مترجم آخر ومراسل عمل يوما مع الإعلام الغربي بعد سقوط صدام حسين فان البطء في الإجراءات يبدو على نحو متزايد كأنه وسيلة للتخلي عنهم.وقال أحمد وهو أب لثلاثة أبناء ويعيش في شرق بغداد "ربما يتعين أن أجد سبيلا لمواجهة مستقبل غامض في العراق."وأضاف "
المترجمون يخشون على حياتهم بعد الرحيل الأميركي
نشر في: 9 أغسطس, 2011: 09:53 م