TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثـامـن: ضحايا المالكي

العمود الثـامـن: ضحايا المالكي

نشر في: 10 أغسطس, 2011: 10:55 م

علي حسينلا أصدق رئيس الوزراء ، ولم أصدق أغلب زملائه الذين سبقوه ،  قد يكون الرجل أعرف منا فيما يقوله ويفعله  كل يوم،  وهو يتحدث عن الرخاء الذي نعيش فيه ، عن ارتفاع نسبة النمو، وارتفاع مستوى الدخل، وانخفاض نسبة البطالة. فهو الأدرى، وهو الأعلم، كما أنه يقيم في المنطقة الخضراء وبقربه مستشارون  لا يخطئون أبدا ، لكن ماذا نفعل إذا كان الشعب لا يحس ولا يشعر بالنعم التي أنعمها عليه المالكي ومستشاروه ومقربوه .
، ولا تنفع معه كلمات رئيس الوزراء المفعمة بالاطمئنان بان الوضع بخير ،، الناس تشكو و الأزمات تزداد  في المياه والكهرباء وارتفاع الأسعار، والبطالة وغياب الخدمات ، وهم لا يفهمون جيدا أن نموهم زاد حجمه  ودخلهم ارتفع  والشباب وجدوا وظائف في انتظارهم وحر الصيف سيمضي سريعا مادامت الكهرباء تعمل ليل نهار ، الناس ناكرة للجميل فماذا يفعل المالكي وقد استلم بلدا مخربا ، لا بنية تحتية ، لا كهرباء ، بلدا يعيش في القرون الوسطى ، نسبة المتعلمين فيه قليلة والكفاءات معدومة والخبرات لا وجود لها على ارض الواقع ، فماذا فعل الرجل استعان بخيرة العقول العراقية لكي تنظم حياة الشعب وتنقلهم من عصر الظلمات إلى عصر النور ، وكل هذا تم بفضل كفاءات لا يستهان بها للسادة علي الدباغ وعلي الشلاه ، وحسن السنيد وسامي العسكري وعزت الشابندر ووحيد كريم وخلفه رعد شلال ، طبعا يجب ألا ننسى السيد كمال الساعدي والشهرستاني ومعهم " ثلة " من المحافظين ورؤساء مجالس المحافظات الذين حولوا البصرة إلى هونغ كونغ الشرق وميسان إلى فينيسيا العراق وفي زمنهم نافست ديالى بلدا بحجم هولندا في الزراعة وأصبحت الأنبار تصدر لأوروبا الغاز ، أما بغداد فمطارها لا تتوقف فيه حركة الطيران للسياح المتلهفين لقضاء ولو ساعات في إحدى أبراج العاصمة العراقية ، فيما  متاحف نينوى تنافس اللوفر وبرلين.  هذا الكلام ليس هجوما على المالكي وخبرائه ، فهذه الأيام مخصصة لمديح الرجل والثناء عليه وذكر منجزاته ، ولا يمكن أن أشذ عن السرب.لا أصدق المالكي  في أي شيء لسبب واحد، أن حكومته بجلالة قدرها عاجزة عن توفير الكهرباء ولو لمحافظة واحدة، عاجزة عن بناء مستشفى،  عن الوقوف في وجه قياصرة الفساد ، الذين يجاهرون بمخالفة كل القوانين في كل لحظة. كيف لي أن أصدق حكومة تقول للفاسدين واللصوص : سيروا وعين الله ترعاكم لا اصدق المالكي  و أنا  أراه قد أغمض عينيه ولا يريد أن يعرف  أن العديد من حكومات العالم المنتخبة تسقط حين تفشل في الإيفاء بوعودها للناس فكيف بحكومة ضربت الرقم القياسي بعدد وزرائها و يستيقظ الناس كل يوم على فضائحها المالية والسياسية. ما يحدث كل يوم في العراق يدل على تخبط الحكومة وتصميمها على التصرف بعشوائية،والضحك على الناس بشعارات جوفاء، حكومة أوجعت رؤوسنا بكلمة الشعب للكذب على الناس دون أن تكون عندها أية قيمة لهذا الشعب، حكومة اختصرت الديمقراطية في صندوق وبطاقة انتخاب ولافتة تأييد، بعد أن نزعت منها الروح وجعلتها مسرحية هزلية.حكومة دفعت الناس إلى حالة من الاحتقان الدائم، و من الكراهية للعملية السياسية، من الإحساس بالظلم.، حكومة ضحاياها يضيعون في بحور البطالة،  فيما مقربوها متخمون ويتاجرون بأحلام وأموال الناس. لا اصدق المالكي لأنه ساهم ويساهم في موت السياسة في العراق ، ذلك أن أداءه في الكثير من المواقف لم يبتعد كثيرا عن أداء الحاج كامل الزيدي، كل ما يهمه أن يستمر في السلطة  ، متجاهلا، أبسط قواعد مخاطبة الجماهير.  الناس لا تتوقع أن يتغير أداء المالكي ، والسبب أن المقربين يطاردونهم  بالتصريحات ليل نهار  يدعونهم لتحقيق أحلامهم بالتوقف مؤقتًا عن سماع الأخبار المغرضة والإيمان  بأننا نعيش أزهى عصور التطور.لماذا لا نستمع إلى متخصصين يحترمون عقولنا ويشرحون لنا ما الذي سيحدث في الشهور  والسنوات المقبلة، وهل ستنتهي البطالة ، وهل ستحل أزمة السكن ؟ وهل يجب أن تكون هناك قرارات حكومية عاجلة لدعم الفقراء وحمايتهم من حيتان السياسة ؟في غياب قوانين وتشريعات تحاسب الحكومة ، يعاملنا السيد المالكي  بوصفنا ضيوفا في بلده ، لا ينبغي لنا  أن نتدخل في أمور البيت وأصحابه، وأصبح علينا أن ندفع  تكلفة أخطاء الحكومة ، كما دفعنا تكلفة أخطاء حكومات سابقة  دون جريرة أو ذنب.الناس تريد أن يدفع المالكي ومقربوه ووزراؤه ثمن فشل السنوات الماضية التي ضاعت من أعمارهم  ،  الناس تريد  أن تتوقف المشاهد التمثيلية للمالكي ومقربيه والأهم  أن يتوقف رئيس الوزراء عن " استحمارنا " فقد مللنا أن نكون كومبارس  في مسرحية كوميدية لا تنتهي فصولها.  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram