TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > بلاد أكلتها الحرائق

بلاد أكلتها الحرائق

نشر في: 12 أغسطس, 2011: 08:15 م

محمود النمر أتصور ان حرائق العراق خلال سنوات مابعد سقوط صدام الى يومنا هذا بلغت رقما قياسيا لايمكن لاية دولة ان تسبقنا بحرائقها سوى  غابات قارة استراليا المشهورة بحرائقها  نتيجة الحرارة المرتفعة وليست بالتماسات الكهربائية ، ونحن عكس ذلك تحترق بناياتنا الحكومية والمتهم الوحيد هي الكهرباء، لذلك يمكن ان نطلق تسمية على بلادنا ( بلاد أكلتها الحرائق).  الحرائق التي تشتعل كل يوم في الغرف الموصدة،
 وأعني غرف الاوراق والعقود والمشتريات، وتلك الغرف فيها الحقائق  والوثائق  المبرمة مع الدول والشركات وجميع الاتفاقات والمشتريات، وهي عبارة عن (فخ) تكشف اللصوص على حقيقتهم، اذا ما اطلعت عليها اللجان المختصة في عملية كشف الاوراق والمستور او كما يقال المسكوت عنه ،لذلك ترى هذه الغرف الموصدة، مستهدفة  للحرق، من قبل  الموظفين، وعذراً أقصد الموظفين (اللصوص) وهم اليد التي تنفّذ اوامر اللجان المختصة بابرام العقود وهي صاحبة السطوة والحصة الاكبر في السرقات الكبرى، والذي يثير العجب وليس التعجب ان هذه الغرف هي التي تحترق دون غيرها ،وحتى تختلط الاوراق يتم حرق الطابق بكامله ولكن شريطة ان تكون الغرفة الاولى هي المعنية بالحريق، وحين  ينتهي كل شيء، وعندما تحضر فرق الاطفاء  تكون النار قد اجهزت على كل شيء،ساعتها تكون الحواسيب والاوراق والعقود قد اكلتها النار ، والعجيب في الامر ان المتهم الاول في كل عملية من هذه الحرائق هي( الكهرباء). منذ سقوط  صدام  او حتى قبل ذلك التاريخ  ان الكهرباء في العراق قد اصابها العطب في العمود الفقري منذ عام 1991ولحد هذه الساعة فهي مجرد اسم وزارة    تبرم العقود وتبشر بان هذا العام سيكون احسن من العام الماضي، ولكن في الحقيقة يكون اسوأ من العام الفائت وهي في حالة" موت سريري دائم  " والتماسات الكهربائية   تحدث في المساء او في العطل الرسمية ،وهذه التماسات الحارقة، لاتستهدف غرف الحراس او غرف الموظفين او قاعات المحاضرات ، لكنها تحرق الغرف الدسمة فقط  واكرر  فقط !!!  حتى باتت الكهرباء تحت طائلة القانون باعتبارها صاحبة السلاح الفتاك ،ولو ان" توماس اديسون "موجود في الحياة لاقمنا عليه" الحد " باعتباره  هو مشعل الحرائق  بشكل غير مباشر  . الشك اساس اليقين ، وان بعض الظن فطنة، في  كل واحدة من هاتين المقولتين حكمة مجربة ، جاءت نتيجة تجارب كثيرة لاتقبل الجدل،ان مشعلي الحرائق سيقدمون الى العدالة مهما طال الزمن ،وان المظلات التي يحتمون تحتها ستزول ويد القانون ستطول كل الذين امتدت ايديهم  الى المال العام ،مهما حاولوا ان يخفوا تلك السرقات . الحرائق لاتدوم وعلينا ان نجمع الادلة  ضدهم ،وتتشكل لجان في كل وزارة للتقصي في سبيل ردع الذين تقنعوا بأقنعة خلف مسميات واحزاب وكتل لتمرير مكائدهم وسرقاتهم ،وان سينوريوهات الحرائق باتت مكشوفة لدى الجميع .وأقول للتاريخ ان تهمة الكهرباء ( سيدة التاج المضيء ) باطلة ،وهي في حالة موت سريري تصحو ثم سرعان ما تعود الى غيبوبتها ولكنها دائما متهمة بإشعال الغرف الموصدة، بالرغم مرور اكثر من عشرين عاماً على موتها السريري ،لكن صاحبة الجلالة متهمة وهي على فراش الموت .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram