TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات :(التحرير) والغفلة

كردستانيات :(التحرير) والغفلة

نشر في: 12 أغسطس, 2011: 08:21 م

وديع غزوان لم تعد أخبار تظاهرات ساحة التحرير تحتل الصدارة في وسائل الإعلام  وتسليط الضوء عليها بما يتناسب وما تحمله الظاهرة من مغزى كبير لا نبالغ إذا ما ربطناه بمستقبل العراق، بل ان الكثير من الفضائيات ووسائل الإعلام لم  يعد يتابع أخبار "التحرير" عدا القلة التي ما زلت  تجد فيها فرصة لتصحيح المسارات الخاطئة للعملية السياسية، فتجدها دائمة التحفز لمتابعة أخبار النشطاء من الشباب وما توصلت اليه عقولهم البريئة وغير الملوثة من خطط لإدامة زخم هذه الفعالية الشعبية الشبابية
التي بقيت محافظة على طابعها السلمي رغم المساعي المحمومة لحرفها عن أهدافها الحقيقية،والاستفزازات واعمال القمع والمطاردات التي طالت شباب (التحرير) النجباء التي وصلت حد الطعن "بالمطاوي" والضرب بالهراوات والاعتقال والتهم الجاهزة.وفي رصد حي وواقعي لما شهدته جمعة أمس، يمكن تلمس مدى الإصرار عند البعض على إبقاء جذوة التغيير الحقيقي من خلال الحضور المتواضع للعدد القليل من الشباب المندفع لتحقيق رسالته النبيلة بإخلاص  تساندهم  مجموعة من كبار السن لتمتزج خبرة وتجربة الشيوخ المريرة -إذا صح التعبير- مع اندفاعات الشباب المدروسة والمحسوبة الخطوات.. التي أثبتت مستوى النضج  العالي بمستوى المسؤولية تجاه الوطن ومستقبله.. مجموعة الشباب والشيوخ حضرت هذه الجمعة الى الساحة، ربما لغرض الفرز بين الغث والسمين ولتقول ان شعاراتهم بمعالجة المشاكل المتراكمة ومن بينها البطالة والكهرباء وسوء الخدمات والبطاقة التموينية، كانت منذ البدء تهدف الى تسليط الضوء على ما أصاب العملية السياسية من تشويه، لذا فإنها ارتبطت بمطلب ملح يتمثل بمحاربة مظاهر الفساد بكل أنواعها ونقد مجلس النواب والسلطة التنفيذية ومواقفهما المتشبثة بالمحاصصة، لذا فأنهم - وكما أظن –أرادوا أن ينبهوا الى خطورة محاولة بعضهم استغلال ساحة التحرير لتجميل وجه المسؤولين، هذا البعض عمل، ومنذ ان كلف بالحضور الى الساحة بصحبة مكبرات صوت متطورة، ان يرفع كل أسبوع  شعارات مطلبية بحته لكنه يتصدى لكل من ينتقد المالكي، كونه مسؤولاً من موقعه كرئيس للوزراء عن تشخيص المشاكل ووضع المعالجات لها، حتى ولو بأبسط الكلمات، وقد وقف أبرزهم أمام كاميرا إحدى الفضائيات ليصرح بانه  ومجموعته يطالبون بالكهرباء والتعيين بل حتى بالإصلاح، لكنهم لا يجدون من داع لتوجيه اللوم للسيد المالكي، على قاعدة (لا تذم الكافر اذا  كان غافل)، بحسب ادعائه.. احد الحاضرين من النشطاء قال له وهو يهم بالانسحاب من الساحة: انك موجه لتأدية واجبك هذا   الذي تؤديه بإخلاص، لكن المالكي وكل  السياسيين مسؤولون عن الذي يجري بالعراق، لذا احتجا جنا لن يتوقف ونحن نعد العدة لتعود التظاهرات بنفس قوة يوم الخامس والعشرين من شباط، لأننا لا نجد في  ممارسات وسلوكيات المسؤولين من  امل بعد كل تلك الوعود التي أطلقتها.. غادرت الساحة  أيضاً مع أربعة من الشيوخ، عذراً لهذا التعبير الذي يدل على العمر فحسب وليس له علاقة بما يمتلكونه من حيويه  وهم يصرخون: المالكي ليس بغافل.. وستبقى ساحة التحرير عنواناً للمطالبة الصادقة والنقية لإصلاح العملية السياسية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram