القاهرة/ وكالات هل تخطف ثورة يناير الأضواء من نجوم رمضان؟! سؤال فرضته الأحداث المتلاحقة المطروحة علي الساحة خاصة بعد ارتفاع نسبة المهتمين بالأمور السياسية في ظل حدث تاريخي فوق العادة.انشغال المواطنين في الوقت الحالي يتركز في شؤون البلاد ووقت وكيفية استقرارها،
فهم إما مشغولون بها من خلال تواجدهم في قلب الحدث »ميدان التحرير« أو الميادين الأخرى بالاعتصامات والوقفات الاحتجاجية أو مشغولون بمتابعة ما يحدث من خلال الشاشة وهم من يطلق عليهم »الأغلبية الصامتة«، فهل تجد دراما رمضان مكاناً على أجندة المشاهد، أم أن تداعيات الثورة قادرة على سحب البساط؟ وهل يعد نزول النجوم هذا العام وسط هذا الزخم السياسي مخاطرة ومجازفة وبالتالي يصبح الغائبون هم المحظوظين أم العكس؟! أسئلة كثيرة فرضتها حالة الاهتمام البالغ بنشرات الأخبار وبرامج التوك شو لدى جمهور الشاشة والتي قد تضع نجوم رمضان في مأزق، ويجيب عنها مجموعة من المنتجين والنقاد خلال السطور الآتية ممن تباينت آراؤهم ما بين مؤيد ومعارض.. فماذا قالوا؟!الناقد كمال رمزي يؤكد أن الفيلم المثير الذي نعيشه حالياً أهم من أي دراما ويقول: من المؤكد أن الأوضاع السياسية والتداعيات السريعة وتلاحق الأحداث قادرة على سحب البساط من الشاشة خاصة أن الفيلم المثير الواقعي الذي نعيشه هو أقوى درامياً من أي مسلسل.. فمن يميل للمسلسلات ذات الطابع الملحمي يجدها في أحداث اليمن، ومن يعشق دراما التشويق يبحث عنها في مصر، وبالتالي يقل الاهتمام بالمسلسلات إلا إذا استقرت الأوضاع السياسية حينئذ تكون المسألة مرتبطة بقدرة كل مسلسل على جذب الجمهور، وبعيداً عن جودة المضمون فيشترط أن يكون صناعة جيدة، فنّاً أولاً ومعه القضية التي يطرحها.أهمية الخبرالمنتج أحمد الجابري يتفق مع رمزي في الرأي إلى حد كبير، ولكنه يرى صعوبة في الإجابة على سؤال إذا ما كان نجوم الدراما في خطر، ويقول: رغم صعوبة الإجابة عن السؤال لكن فيه شيء من الحقيقة، إذ أن هناك خطراً بالفعل على النجوم خاصة أن الناس مهتمة جداً بما يحدث وتحديداً بالأحداث المثيرة مثل محاكمة مبارك ، هناك من سيتابع مسلسلات، فالعمل الجيد يفرض نفسه ورغم ذلك فإنني أرى أن نسبة المشاهدة ستكون ضئيلة مع الاستعداد للانتخابات والأحداث الطارئة التي تقع بين الحين والحين، إلا إذا رجحت كفة الأصوات التي تنادي بهدنة ميدان التحرير.ويواصل الجابري: أتصور أنه سيحدث تأثر ملحوظ خاصة مع حالة عدم الاستقرار التي نعيشها، فالمواطن يريد أن يعرف »رايحين علي فين؟« وبالتالي فمتابعة الأخبار تعد أكثر أهمية، وأكبر دليل على توقع أو ترجيح حدوث تأثير سلبي على نجوم الدراما هو انسحاب بعض الأعمال التي خشي صناعها عليها من الظلم.نجوم جددوعلى النقيض ينفي المنتج إسماعيل كتكت وجود أية مخاطرة على الإطلاق ويقول: بالعكس هذا العام سيشهد ميلاد نجوم جدد في رمضان هم شباب 25 يناير، وسيكون هناك أصول لمرحلة سابقة من الفن من حيث الشكل والمضمون، فالموضوعات ستكون أرقى.وعن غياب بعض النجوم يقول كتكت: بصراحة أعتقد أن ذلك أفضل فنحن منذ ثمانية أعوام تقريباً نرى الوجوه في رمضان كل عام مكررة لا تتغير، وهو ما يصيبني بالحزن أحياناً، وعموماً نسبة المشاهدة للدراما لا تقل برؤيتي الخاصة، فشهر رمضان ذو طبيعة مختلفة تماماً. ولكن هل ثورة يناير أضافت أم أخذت من شاشة هذا العام؟ يقول كتكت: أنا أقصد أن ثورة يناير أعادت الأمور إلى نصابها فلم يعد هناك النجم الأوحد الذي يسخِّر كل عناصر العمل لخدمة نجوميته ولم يعد هناك السيناريو التفصيل على مقاس نجم بعينه ولن نسمح له بعد اليوم بالتحكم فينا كمنتجين خاصة أنه كان وضعا شاذا ،وبالتالي نجد هذا العام موضوعات شبابية جداً مثل مسلسلات »إيد واحدة« و»دوران شبرا« وغيرهما.. إضافة إلى أن الموضوعات المطروحة كلها شبابية وهادفة واستطاعت أن تزيل الترهل الدرامي الذي كان يتناسب فقط مع المرحلة السابقة، فكانت بمثابة المكواة الحديدية القديمة التي لها فعل السحر على الملابس.حالة مللورغم اختلاف المنتج جمال العدل في وجهة النظر مع احتمالية تأثير الظروف السياسية الراهنة على مشاهدة أعمال رمضان إلا أن له مبررا يرى أنه منطقي ويقول: بالطبع أحداث الثورة مهمة جداً جداً، ولكن أيضاً برامج التوك شو الكثيرة التي ازدحمت بها الشاشة خلال الفترة الماضية نتج عنها تشبع المشاهد إلى حد الملل، وبالتالي فالجميع ينتظر شاشة رمضان لتلقي شيء مختلف وهو بالطبع الدراما، إلا إذا وقعت أحداث عارضة جسيمة مثل حادث العباسية مثلاً.ولكن بهذا المعنى هل يعد الغائبون هم المحظوظون أم العكس؟ سؤال يجيب عنه العدل قائلاً: بالعكس تماماً فالمتواجدون هم المحظوظون ويكفي أنهم حرصوا على التواجد في ظل الأزمة الإنتاجية فكل من شارك بالتأليف أو الإخراج أو التمثيل لم يحصل على نفس الأجور المتعارف عليها في الأعوام الماضية، ولكن التواجد في حد ذاته مكسب.
الربيع العربي ..يضع نجوم دراما رمضان في خطر
نشر في: 12 أغسطس, 2011: 09:21 م