بغداد/ منتصر الساعدي تم العثور مؤخرا على مجموعة من الجثث المتفسخة في إحدى المنازل المهجورة في منطقة "خارج التغطية " ، الجثث تجاوزت الثلاث ومدفونة في "براميل " مغطاة بمادة "الجص ". لم يكن من السهولة العثور عليهم في بيت هجره أصحابه ولم يعودوا له ، لولا قيام احد الأشخاص
من الجيران بالاطمئنان على البيت بين الحين والآخر بطلب من أصحاب البيت الذين يسكنون في الأردن الان ، الجار حين دخوله البيت في المرات السابقة لم ينتبه الى البراميل ، لكن في ذلك اليوم احتاج الى احد البراميل وحاول تكسير "الجص " فتفاجأ بوجود جثة بالداخل ، وعلى أثرها اتصل بالشرطة التي وجدت الجثث البقية .المنطقة التي رغبنا بأن نسميها بـ(خارج التغطية ) خوفا من كشفها للمجاميع الإرهابية التي مازالت تتحصن فيها، الا انها كما تسمى الان بـ"النائمة " ، عانت هذه المنطقة في الفترة السابقة مع جنون العنف الطائفي من حالات القتل والخطف والتهجير كان أبطالها ثلة من المنحرفين ومعظمهم من المراهقين الفاشلين كانوا في سجون النظام السابق ووجدوا من حالة الفوضى والتحشيد الطائفي فرصة للظهور من جديد وممارسة هواياتهم الاجرامية مقابل حفنة من الدولارات . هذه المجاميع المسلحة التي استغلت تدهور الوضع الأمني لاستعراض عضلاتهم المفتولة والمدججة بالأسلحة الدموية ، الا انهم واصلوا مشوارهم لتكون نهاية تمسكهم وإصرارهم وعزيمتهم في خدمة بلدهم ، القتل بطريقة وحشية وبشعة لا يمكن أن تشاهد او تسمع الا عبر شاشات التلفزيون . حيث اعترف احد أفراد التنظيم في تلك المنطقة وهو الشخص الرئيس في التنظيم ويدعى (ف.ج ) عن قيامه هو ومجموعته المكونة من خمسة أفراد بقتل وخطف وتهجير عدد من المواطنين من ضمنهم اطباء ، ففي تاريخ 2006 بدأ (ف.ج ) أولى خطواته في ارتقاء سلم الإرهاب حين انضم الى شخص يدعى (ع. ف) وبالتنسيق معه تلقى أوامر بان يقوم بخطف مجموعة من الأطباء في المنطقة التي يسكن فيها وفي المناطق المجاورة وأخذهم الى مكان مهجور ومن ثم يقوم بقتلهم دون اي سابق تحذير ، حيث يقول الارهابي " لم تكن لدي أوامر بإخفاء الأطباء في مكان ما وطلب الفدية بل كانت الأوامر هي تصفية اكبر عدد من الأطباء وقتلهم بأية طريقة ".ومع الاستمرار في عمليات القتل والخطف استطاع الإرهابي (ف.ج ) تشكيل مجموعة من الشباب الصغار بعد ان تلقى اوامر بقبولهم في التنظيم وإغراقهم بالأموال ، حيث قاموا من السنة نفسها باقتياد مجموعة من الاطباء في المنطقة الى منزل احد افراد التنظيم ، وقد تلقوا اشد العذاب خلال ثلاثة أيام ومن ثم مات معظمهم من التعذيب، والآخرون قتلوا بالرصاص .توسعت عمليات الخطف في العراق خلال السنوات الاخيرة لتشمل عددا من خيرة اطباء البلاد، مما حدا بالكثير منهم الى الهجرة بحثا عن ملاذ آمن لا يخشون فيه من يهدد حياتهم وحياة عوائلهم. واوضحت مصادر في وزارة الصحة ان جميع هؤلاء الاطباء خطفوا من عياداتهم الخاصة في بغداد واطلق سراحهم بعد دفع مبالغ الى الخاطفين بالعملة الصعبة. وأشارت الى ان هذه الظاهرة دفعت بالعديد من الأطباء الى المغادرة او التفكير جديا في مغادرة البلاد الى دول الجوار بحثا عن عمل وملاذ آمنين لحماية حياتهم وحياة عوائلهم من تلك التهديدات.المجموعة الإرهابية التي تم إلقاء القبض عليها والذين اعترفوا بمسؤوليتهم عن قتل وخطف الأطباء،أوضحوا بأنهم قاموا باختطاف مجموعة من الأطباء ، احدهم تم خطفه في بعد عودته من المستشفى ، بعد ان قاموا بصدم سيارته بواسطة سيارتهم (bmw ) فاضطر الى الوقوف للنظر إلى ما أحدثه الاصطدام ، وفور نزوله وجهوا الأسلحة الى رأسه واقتادوه الى سيارتهم ، احد الإرهابيين يقول " قمنا بأخذه الى المنطقة التي فيها سكة للقطار وربطناه هناك ومن ثم أطلقنا النار عليه ".وبعد مرور أيام من الحادث الأخير خططوا لخطف احد الأطباء يعمل في عيادة شعبية ،الطبيب الشاب كان في العقد الثالث من عمره ، اتصلت المجموعة به واتفقوا معه بأنهم في حاجة الى استشارة طبية وحالة إنسانية لامرأة عجوز ، وعلى أساس الموعد جاء الى المكان الذي اتفق عليه في الاتصال ، لكنه تفاجأ أنهم قيدوه واقتادوه الى جهة اخرى ، الإرهابي المدعو (القذر ) يقول " لم نستطع أن نحصل مبلغ الفدية الذي طلبناه من ذويه وعلى أثره قتلناه ودفناه في العراء".وبعد الاستقرار الأمني بدأت محاولة الحكومة العراقية بتشجيع مئات الأطباء العراقيين الذين فروا من العنف على العودة وان الكثير منهم عاد الى الوطن بالفعل مدفوعا بتحسن الوضع الأمني، أكثر من 400 طبيب عراقي عادوا وشجعهم على ذلك تراجع العنف وتحسن المرتبات .
فـي منازل مهجورة ..العثور على جثث متفسخة تعود لفترة العنف الطائفي
نشر في: 13 أغسطس, 2011: 05:51 م