TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > بين البعثين.. لاتخسروا الشعب السوري!!

بين البعثين.. لاتخسروا الشعب السوري!!

نشر في: 13 أغسطس, 2011: 06:00 م

حسام مصطفى أكثر شعب عانى ظلم البعث وتعسفه في المنطقة هو الشعب العراقي ، والبعث وان لم يحكم في بلدان اخرى باستثناء سوريا والعراق  إلا ان له مواقف " مشرفة " في التخريب وبث الفتنة واشعال الحروب و صب الزيت فوقهما بل وخلفهما ، لبنان نموذجا بالنسبة للبعثين العراقي والسوري ، فكل بعث دعم جهة وارسل لها العتاد والمال والمرتزقة ،
وهي احداث معروفة لاتحتاج الى براهين ، دفع الشعب اللبناني ثمنها غاليا وفادحا حتى اللحظة ! والعلامة الفارقة في هذه المسيرة هي اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري التي لاتخلو آثار الجريمة من تواجد سوري في احد مفاصلها على الاقل . اليوم ينتفض الشعب السوري ضد سرطان الأمة وكابوسها معا ، ويدفع يوميا بالشهداء في طريق اسقاط و ازالة نظام لايجيد غير خلق الازمات وبناء الزنزانات وتشريد المثقفين الحقيقيين وتحويل شعب برمته الى مجموعة من الباحثين عن لقمة الخبز وزيادة عدد الذين يغادرون الحياة اعداما وشنقا واغتيالا على ايدي الوحدة والحرية والاشتراكية !  ، كما حال صنوه بعث العراق ، هل نذكرامثلة عما حلّ بنا جراء حكم البعث الذي نسي جرائمه البعض ؟!ورغم كل التهم التي يوجهها نظام بشار الاسد  لهذه الانتفاضة لتشويهها وحصرها بمجموعات مسلحة وعصابات تنهب وتخرب ، وتخويف  اميركا واوربا بفزاعة القاعدة ، وهو نفس اسلوب القذافي الذي تجاوزته الأحداث . إلا ان الانتفاضة تتصاعد وتتجاوز الاتهامات من خلال شعاراتها الواضحة ورموزها الوطنية والليبرالية والدينية المعتدلة ، وفي طريقها تكسب حتى المتعاطفين مع النظام ، مثل روسيا والصين اللتين وافقتا اخيرا على قرار ادانة عنف النظام ضد الانتفاضة . ذلك ان شبيحة النظام وصفوة قوات الاسد اعطت صورة واضحة لا لبس فيها على مدى شراسة القمع وافتقاره الى الضمير الانساني الذي تمارسه هذه القوات ضد الشعب السوري الأعزل . وهي قوات يمكن تشبيهها دون اي مبالغة أو تجنٍ ، بفدائيي صدام وصفوة الحرس الجمهوري الخاص لصدام ونظامه . الانتفاضة السورية الآن تذكرنا بانتفاضة الشعب العراقي الآذارية عام 1991 ، باختلاف المعطيات والمحفزات والظروف والنتائج  ، إلا انها ذات هدف واحد هو اسقاط نظام البعث ، والمشترك الآخر في الانتفاضتين هو ، الصمت العربي الشعبي والرسمي ، واذا استثنينا الرسمي باعتباره صمتا تقليديا ، الا ان الصمت الشعبي غير مبررعلى الاطلاق . واذا كانت تداخلات الانتفاضة العراقية تمنح للصمت "مبررا" بحجج الاميركان والتدخلات الايرانية التي اجهضت الانتفاضة ، الا ان الانتفاضة  الشعبية السورية لاتمنح للصمت اي تبرير  ، رغم كل الاتهامات التي وجهها لها نظام بشار الاسد الذي لم يتجرأ ويتهمها ولو من باب الاشارة باعتبارها محركة من قبل أيد من خارج الحدود . انها انتفاضة عالية النقاء والجودة  ومضمونة النتائج التي يساهم فيها بشار الاسد شخصيا من خلال صممه وعنجهيته اللذين يعيقان عقله من الاستماع حتى الى نصائح الاصدقاء والاشقاء  من ان عليه ان لايسلك طريق صدام حسين و زين العابدين بن علي وحسني مبارك والقذافي ، والسبب واضح وجلي هو ان مدرسة البعث لاتستمع الا لصوتها ولو ادى ذلك الى بحر من الدماء ، ذلك ان صدام ايضا لم يستمع الى اصدقائه والاشقاء الذين كانوا حريصين على العراقيين من نتائج حرب مازالت آثارها حتى اللحظة وربما ستمتد الى سنوات قادمات! ان مواجهة انتفاضة الشعب السوري بهذا الصمت العربي  المريب  سيترك آثاراً نفسية بالغة على علاقة السوريين ، بعد نجاح انتفاضتهم ، مع الوسط العربي ، وهي نفس حالة الشعب العراقي في عدم وقوف الاشقاء العرب معه في تجربة ما بعد سقوط الدكتاتورية ، بل ان الكثير من العرب ، رسميا وشعبيا ايضا ، وقفوا ضد ارادة الشعب العراقي في بناء تجربة ديمقراطية جديدة في المنطقة !فأرسلوا لنا المفخخات والمفخخين وبشروا بفتاوى " الجهاد " وكان نظام البعث السوري احد عرابي هذه المواقف المشينة. نقولها للجميع بما في ذلك الاوساط الشعبية والرسمية العراقية ان يمدوا يد العون للشعب السوري ولانتفاضته المباركة، التي هي جزء من عصر جديد في المنطقة، انه عصر انتفاضات الشعوب والتوق الى الحرية التي لن يصمد بوجهها لادكتاتور جديد ولا انظمة مستبدة تنتظر دورها لرميها الى مزبلة التأريخ على يد شعوبها. هذه هي حقائق عصر انتفاضات الشعوب في المنطقة ، فلا تقفوا مكتوفي الايدي والألسن بل والنوايا ، وانتظار اللحظات الاخيرة التي سيقف فيها نظام البعث السوري خلف قفص الاتهام كما هو حال بعث العراق وكما هو حال استبداد حسني مبارك والمعتوه القذافي الذي يعدّ الثوار في بنغازي ومصراتة وزليتين العد العكسي لوجوده ومحاكمته . اقرأوا التأريخ جيدا وافهموه ولا تخسروا الشعب السوري ، لأن وقفته القادمة مع العراق ستغير الكثير من الوجوه والمعادلات! 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram