TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > على هامش الصراحة:قاعة شمران الياسري

على هامش الصراحة:قاعة شمران الياسري

نشر في: 13 أغسطس, 2011: 06:04 م

تتهيأ جامعة واسط لافتتاح قاعة كبيرة وأنيقة للاحتفالات والمهرجانات. ولقد زرت القاعة اثناء اعمال الإنهاء و(التشطيب)، ورأيت الاستعدادات لإظهارها كأحد وجوه التداخل بين المهام التعليمية والثقافية للجامعة. وبين ثنايا المبنى الذي تقع فيه القاعة تتوزع عدة لوحات كبيرة تجسد جانباً من المعالم الآثارية في المحافظة.. وقد وقعتُ على عدد من المعالم لم أره من قبل، ولم أسمع ببعضه بالاحرى.
و(قاعة شمران الياسري) إحدى قاعتين قرر مجلس الجامعة منح اسماء اثنين من مبدعي العراق من ابناء المحافظة عليهما لتأكيد الهوية المعارفية للجامعة، وصِلتها بجانب من جوانب رحلة التنوير العراقية التي قادتها كوكبة من مثقفي العراق منذ مطلع القرن المنصرم.وبمقدار ما بذلت السلطات العراقية، عبر عقود طويلة، جهوداً كبيرة في الإعراض عن مبدعي العراق ومُنتجي ثقافته وفنه، وارتضت (تصنيع) أمجاد للزائفين من أدعياء الثقافة والفن، فإننا اليوم نقف عند منجز اخلاقي عظيم تتبناه مؤسسة صاعدة كجامعة واسط. ويمثل هذا المسار الذي تنهجه الجامعة عزاءً لمثقفي العراق ومثقفي محافظة واسط لفقدان أمتنا واحداً من أضلاع ثقافتها، وعموداً من أعمدة بيتها الثقافي الذي هوى، ويا للأسف، في ذروة سعيه لخلاص هذا البيت من العسف والجبروت. فمحافظة واسط كانت في الزمن الذي ضاع من عمرنا، ساحة لصراع الخير في مقابل بطش سلطة أرادت ان تُسكت كل صوت إلا صوتها وأصوات السائرين على (بركاتها). ولكن جامعتها، وبيت تنويرها، تفك اليوم أسرار الانتماء.. إذ  سيفتتح رئيس الجامعة الدكتور الموسوي (بإذن الله تعالى) يوم 17/8/2011 هذه القاعة في الذكرى الثلاثين لرحيل المبدع (شمران الياسري- أبو كاطع) في مثل هذا اليوم من عام 1981.. وهي ذكرى أليمة لرحيل واحد من أبناء المحافظة الذي نبتَ في واحدة من ضياعها المترامية وتعلّم إذ لم تكن المدارس قد أصبحت متاحة، وتغلّبَ على من كان من جيله، وشقّ درباً مجيداً تفخر به المحافظة وأهلها وكل حاملي لواء الفكر والمعرفة والتنوير.إن جامعة واسط التي بادرت باختيار الراحل عنواناً لإحدى شرفاتها نحو العوالم المديدة والبهيجة، تؤسس لمهام نفخر بها للجامعات. وإن ريادة الجامعة في تكريم أبناء المحافظة، تضع لكل مثقف ومُنْتِج ومُبدع منارة يرنو إليها، وأملاً بأن لا يُنسى، حيث يكون النسيان سيد الحسابات الخاطئة لكل أمة تفصل حاضرها عن ماضيها، مُعتقدةً إن الحاضر هو منجزها وليس غرس الماضي، فيما يكون هذا الحاضر بعد غد ماضيها الذي قد تتأسى به أو تخجل منه..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram