رعد العراقيلا أعرف لماذا أتوجس دائما عندما يبتسم لنا الحظ قليلا في أية بطولة رسمية ؟ ربما لأننا لا نعرف التعامل مع المباريات السهلة ولا نجد أنفسنا إلا في مواقف حساسة وصعبة عندها ننتشي بالأداء ونعضّ النواجذ على النتيجة.
عندما سُحبت قرعة كـأس العالم 2014 الخاصة بدوري المجموعات لقارة آسيا ، اجمع المحللون على ان المنتخب الوطني كان محظوظا عندما أوقعته القرعة في مجموعة سهلة نسبياً قياساً لبقية المجموعات ، ضمت الى جانبه كلاً من المنتخب الأردني الشقيق والتنين الصيني ومنتخب سنغافورة المتطور ، وكقراءة أولية لتأريخ ومكانة فرق المجموعة فان الترشيحات ذهبت أكثرها نحو احتمالية ان تكون بطاقتا التأهل تكونا محصورتين بين العراق والأردن والصين أما منتخب سنغافورة فتبدو أن حظوظه قليلة! إن كرة القدم علمتنا إن الحسابات لا تأتي بالركون إلى التاريخ ولا الأمنيات لكنها تصبح واقعا عندما تستند الى حقائق مدروسة تعتمد على جدية الاستعدادات واحترام الخصوم ومعرفة كيفية خطف بطاقة التأهل عبر كسب النقاط وفق آلية نطلق عليها 9+ 3 كهدف أولي ننطلق منه لتجنب أية مفاجآت ربما تحدث وبالتالي تفقدنا فرص المنافسة لتخطي هذا الدور.وعندما نستعرض قوة منتخبات المجموعة فاننا سنضع المنتخب الأردني الشقيق والمنتخب الصيني في مستوى متقارب من حيث القدرة الفنية وصعوبة المواجهة ثم يأتي منتخب سنغافورة بالمستوى الثاني وعلى ذلك فان استغلال عاملي الجمهور والأرض هما ضرورة لابد منها في كسب النقاط الـ(9) من المنتخبات الثلاثة ومن ثم التركيز في الحصول على النقاط الـ(3) من اضعف فرق المجموعة ألا وهو المنتخب السنغافوري عندما نلاقيه خارج الديار تلك هي خطة طوارئ لا بد ان تكون في ذهن الملاك التدريبي واذا فرض المنتخب الوطني نتيجة ايجابية حينما يلتقي بقية المنتخبات على أرضهم فان التأهل سيكون مضمونا بنسبة كبيرة وهو ما نتمناه بالتأكيد الحقيقة الأخرى ان المنتخب السنغافوري ليس بالفريق السهل الذي يتصوره البعض ، بل انه من الفرق التي تحقق نتائج جيدة على أرضه ، وسبق وان خسرنا معه خلال تصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا 2007 ، وهو دائما ما يكون منافساً محترما للمنتخب الصيني وربما يكون صعباً للفريق الأردني وتلك ميزة ستكون في صالحنا ان استطعنا ترويضه وكسب الجولة على أرضه لأنه سيكون مؤثراً جداً في استنزاف النقاط من الخصوم وتعزيز موقعنا في المجموعة.لذلك فان من الخطأ استسهال المواجهة مع المنتخب السنغافوري والتركيز على عدم تفريط أية نقطة في المواجهتين معه وخاصة نحن سنكون على موعد معهم في المرحلة الثانية من مباريات المجموعة على أرضهم وبين جماهيرهم وسيكونون بالتأكيد متحفزين للفوز أكثر سواء أكانوا عائدين من رحلة الصين التي سيلتقون بها في الجولة الأولى منتصرين لتعزيز حضورهم أم خاسرين ويسعون للتعويض! مباراة سنغافورة ستكون على درجة عالية من الأهمية وستشكل منعطفاً مهماً بحساب أهمية الفوز خارج الأرض واجتياز منتخب ربما سيكون عامل حسم لترتيب فرق المجموعة وسيخلط الأوراق على المنتخبات التي لا تقوى على تأكيد تفوقها عليه داخل الميدان وليس على الثقة الزائدة والأمنيات ! إن على الاتحاد العراقي لكرة القدم وكل الجهات المسؤولة الشروع فوراً من اجل إعادة ترتيب أوضاع المنتخب الوطني وتشذيبه من كل العوالق التي ظهرت على كيانيه الإداري والفني ومعالجة أزمة الخلافات سواء بين اللاعبين او مع الملاك التدريبي من خلال إيجاد حلول ناجعة ونهائية لاستنهاض روح الحماس والأمل التي وجدناها غائبة خلال مباراتي اليمن كما انه من الضروري وضع منهاج مميز لاستعدادات المنتخب بشكل يتناسب ومهمته المصيرية واستدراك الوقت الذي بات إحدى معضلات الكرة العراقية عندما تتأهب لأية بطولة رسمية.إن المنتخب الوطني قادر على فرض سطوته على منتخبات المجموعة وخطف بطاقة التأهل متى ما وجد كل الظروف مهيأة له وقدم الجميع يد العون والمساعدة لتجهيزه بشكل لائق ، وبخلاف ذلك فان مَن كان سعيداً بالقرعة سيكون حزيناً أكثر حينما يجد اسود الرافدين غير قادرين على منافسة الفريق السنغافوري لحجز حتى المركز الثالث! وقفة..إن كنت تريد الفوز عليك الالتزام باحترام ثلاثة : الوقت بالتجهيز، والخصم بالتفكير ، وقدراتك داخل الميدان.
رأيك وأنت حر : حذار ِ من سنغافورة!
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 13 أغسطس, 2011: 08:43 م