بغداد/ احمد الموسويفي وقت استبعد مراقبون إمكانية حدوث ظاهرة الانقسام والتفتت في التحالف الوطني شبيهة بسبب الآليات المكونة لها، أبدا عدد من الأعضاء من داخل التحالف امتعاضهم من سيطرة بعض الأشخاص على القرارات ما قد وضع بضعهم أمام خيار اللجوء لظاهرة الانفصال إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه داخل التحالف الوطني. فقد أكد عضو التحالف الوطني والنائب عن كتلة شهيد المحراب فالح الساري وجود أزمة داخل التحالف الوطني بسبب هيمنة 4 أو 5 أشخاص على قراره المركزي.
وقال الساري في حديث صحفي له أمس إن "التحالف الوطني غير موجود في ظل الخلافات التي تشهدها مكوناته، ويشهد أزمة داخلية سببها تلك الهيمنة من عدد محدود على صناعة القرار وتحكمها بأخطر القرارات". من جهته أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد سعد الحديثي، انه وبالرغم من هذه التصريحات فان إمكانية انسحاب أعضاء من داخل التحالف الوطني اقل بكثير من تلك التي في العراقية وفي اتصال هاتفي أجرته المدى يوم أمس قال الحديثي، "من غير الممكن آن تصل هذه التصريحات لبعض النواب إلى درجة الانسحاب من التحالف في المستقبل القريب على اقل تقدير، حيث أن آلية تكوين وتشكيل العراقية تختلف عن تلك في التحالف الوطني". وعرج على التصعيد الأخير والذي حصل في موضوع المفوضية قائلاً "لو كانت هناك بوادر للانسحاب لكانت قد ظهرت بعد التصريحات النارية بين أعضاء التحالف الوطني في قضية مفوضية الانتخابات"، وتابع الحديثي انه "طالما أن المتغيرات الداخلية والإقليمية لا تزال قائمة، فان من المستبعد أن نرى انسحابات من التحالف الوطني".وأوضح الحديثي أن هذه الانسحابات وان حصلت فلن يكون لها التأثير الايجابي على العملية السياسية لعدم وجود إستراتيجية تنظم عمل النواب السياسي بعد الانسحاب من تحالفاتهم وكتلهم". من جهة أخرى أكد النائب عن كتلة شهيد المحراب والعضو في التحالف الوطني علي شبر "أن بعض الكتل السياسية تحاول أن تتفرد في اتخاذ القرارات، ولكنا نسعى جاهدين من خلال اللقاءات إلى الحد من هذه الظاهرة، مضيفاً ليس هناك من اتفاقات بالمطلق على اغلب القضايا داخل التحالف وإنما يتم التداول للوصول إلى اتفاقات ترضي الأطراف ككل".وعن دور النائب داخل هذه التحالفات أجاب شبر أن "هناك تأثيرا سلبيا كبيرا على دور النائب ومواقفه بسبب هذه التحالفات، فالنائب في كثير من الأحيان لا يعبر إلا عن إرادة زعيم الكتلة التي ينتمي إليها في ظل غياب رأيه الخاص، وبالتالي هناك خلل في المسؤوليات التي يؤديها النائب إمام الشعب"، وتابع شبر" حتى أن رئيس مجلس النواب في الكثير من الأحيان يتحدث عن اتفاق قادة الكتل بغض النظر عن اتفاق النواب داخل هذه الكتل".وعرج العضو في التحالف الوطني عن إمكانية انفصال النواب عن التحالف الوطني إذا ما استمر تهميش النواب، حيث تحدث في اتصال أجرته المدى يوم أمس "من الممكن أن تتأثر مسيرة التحالف الوطني إذا ما استمرت هذه الممارسات". وفي سياق متصل أكد القيادي في ائتلاف دولة القانون والعضو في التحالف الوطني عدنان السراج أن "سلطة الرموز في اغلب التحالفات هي مسألة طبيعية، ففي الكثير من الأحيان تعمل القيادات على اتخاذ القرارات من دون العودة إلى النواب". وتابع السراج أما "بالنسبة إلى ائتلاف دولة القانون فلديه عدد من اللجان وهيئة للشورى، إلا أن ازدحام مواعيد النواب يجعل من عملية تواصل الجلسات واللقاءات أمرا معقدا".وعرج العضو في التحالف الوطني إلى أن "هناك نقطة قد وقعنا فيها وهي نقطة التكتلات السياسية التي تقلص من دور النواب، وبالتالي اعتقد أن التحالف الوطني ليس بمستوى الطموح ولم يصل إلى تطلعات مؤيديه".وتحدث السراج عن مواقف بعض النواب لجهة اتخاذ القرارات داخل التحالف قائلا "من خلال الاحتكاك بنواب التحالف الوطني تجد بعض مواقفهم سلبية، أي ينصاعون بشكل كلي إلى إرادة القيادة لكنه يستدرك فيقول أحيانا أخرى يكون هذا الانصياع ايجابي حيث يتم من خلال الاقتناع بقرارات القيادة".وعن مدى إمكانية انفصال بعض النواب عن التحالف الوطني أجاب "لا اعتقد أن من الممكن أن يحدث في التحالف الوطني حالات تفتت كتلك التي حصلت في العراقية لسبب أن الأخيرة فيها الكثير من الرموز على العكس من التحالف الوطني".وكان نائب عن دولة القانون قد أفاد أن التحالف الوطني حين تم تشكيله كان قويا جدا ومتماسكا، إلا انه أصيب بالضعف، وتابع "كاد أن يحصل انفصال بين التيار الصدري وحزب الدعوة في إحدى الفترات"، مستدركا "أن مكونات التحالف بدأت تشعر بخطورة المرحلة بالتزامن مع التظاهرات المطالبة بتحسين الخدمات، ومن ثم التفكير بوضع الحلول للمشاكل لأن المرحلة تتطلب تضافر الجهود والابتعاد عن المهاترات السياسية".وتابع النائب الذي فضل عدم ذكر اسمه في اتصال هاتفي سابق مع "المدى" أن فترة الـ 100 يوم كانت بمثابة التحدي الأكبر أمام التحالف، وقال "إن تقويم الوزارات أدى إلى ظهور وزراء ضعفاء، الأمر الذي حدا بالتحالف إلى إن يفكر بإن المسؤولية بين مكوماته تضامنية والكل مسؤول عن الفشل الحكومي إذا ما حصل"، مستدلا في رجوع التحالف إلى قوته بأن "الجميع متفق على ترشي
أزمات التحالف الوطني تنذر بالانسحابات.. والساري: نُحْكَم من 6 نواب
نشر في: 13 أغسطس, 2011: 09:27 م