TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان: العراق والجوار .. حزورة الحاضر والمستقبل

كتابة على الحيطان: العراق والجوار .. حزورة الحاضر والمستقبل

نشر في: 13 أغسطس, 2011: 09:30 م

  عامر القيسيلا تخلو الصحف اليومية باختلاف اتجاهاتها من أخبار عن تدخلات في الشأن العراقي من مختلف دول الجوار وبأشكال متعددة، بما في ذلك التدخل العسكري بحجج واهية لا تصمد أمام الوقائع. وتساءلنا في مقال سابق عمن يحمينا في ظل وضع عراقي جيو-سياسي معقد وحساس ومنفتح على أكثر من احتمال. وليس أقلها حظا أن دول الجوار
 بما في ذلك الضعيفة تكشر عن أنيابها لتصفية حساب الماضي مع سلطة صدام على حساب الحاضر والمستقبل العراقي. ورغم وجود الأميركان حتى الآن في العراق، إلا أن البعض لا يكترث كثيرا لهذا الوجود، ربما لاعتبارات إستراتيجية لجر الأميركان مع مواجهة بأيدٍ عراقية جاهزة، للأسف، للتنفيذ تحت راية الجهاد!! نقول برغم ذلك، إلا أن حكومتنا كعادتها مع كل الأزمات تعطي الواقع أذنا من طين وأخرى من عجين، بل أن بعض السياسيين المشاركين في العملية السياسية بهمة ونشاط يتهم واتهم الحكومة بالتواطؤ في الكثير من التدخلات الفاضحة وآخرها حتى الآن القصف الإيراني لحدود كردستان العراق. والأكثر وضوحا أن الحكومة تعقد اتفاقات تجارية واقتصادية ونفطية مع هذه الدول المعتدية تحت راية "تحسين العلاقات بين البلدين"، حتى أن بعض القوى الحليفة للمالكي بدأت تتذمر من الموقف الحكومي إزاء الاعتداءات على السيادة العراقية، واتخذ الاستياء طابع التصريحات الصحفية والتهديدات بسحب الثقة حكومة المالكي.لا أحد يدري ماذا تفعل الحكومة اذا كانت لا تستطيع ان تحل الازمات الخدمية منها والسياسية والاقتصادية. وحتى تبجحاتها بمشاريع المصالحة الوطنية تتعرض لانتقادات قوية وجارحة من قبل بعض القوى ومنها العراقية المعنية بالموضوع، بل ومن حتى أطراف في التحالف الوطني التي ترى أن الطريق الذي تسير فيه الحكومة نحو المصالحة هو طريق خاطئ. والحكومة أخطأت وفوتت علينا فرصة انعقاد مؤتمر القمة العربي في بغداد والحكومة والحكومة.. الخ. وكانت تقول سيادة الحكومة إنها أمام ضغوطات داخلية ومشكلات مالية واختلالات وزارية.. وكان البعض يصدق ذلك بمن فيهم كاتب هذه السطور. ولكن ماذا بشأن الاعتداءات الخارجية، هل سيختلف أحد مع الحكومة لو أنها اتخذت مواقف واضحة وحاسمة إزاء الاعتداءات المتواصلة على البلاد والعباد والتدخلات الصلفة في الشؤون الداخلية؟ هل كان أي سياسي يستطيع أن ينتقد الحكومة مثلا لو أنها أدانت واستنكرت بوضوح الاعتداءات المسلحة الإيرانية والتهديدات التركية بالاجتياح ومحاصرتنا اقتصاديا بل ومحاربتنا بإشكال مختلفة لكنها واضحة، قطع المياه وتلويث الأنهر وبناء الموانئ وسرقة النفط فضلا عن تهريب الأسلحة للعصابات والجماعات المسلحة والميليشيات وتمرير المخدرات؟ ماذا تفعل الحكومة بالتحديد للتعامل مع ملف تحويل العراق إلى ممر لكل الأجندة الإقليمية، وهو ممر من نار وحديد وموت وضحايا!! ماذا تفعل الحكومة تحديدا للاستفادة من كل العناصر الايجابية والأوراق السياسية المتوفرة لصالحنا من اجل إغلاق الطرق أمام هذه الممرات الجهنمية؟ماذا تفعل الحكومة تحديدا لحماية الحدود من كل الأطماع المحيطة بنا والتي تعتقد أنها تصفي حسابات قديمة مع حاضر العراق ومستقبله؟ لا أحد يجيب وربما لا أحد يسمع والأرجح أن السيد المالكي يعتقد أن كل هذه المخاطر هي مزنة صيف لا تبلل  العراقيين، وان بللتهم قليلا فالرجل مؤمن بالمثل العراقي الشعبي "المبلل ميخاف من المطر"!! بأية طريقة يدار ملف المخاطر المحيطة بالوطن وبنا معا؟... اعتقد أن لا أحد يعلم في الحكومة ولا في البرلمان، هذا إذا كان هنالك ملف بهذا العنوان عند الطرفين الحكومة والبرلمان معا!! 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram