عبدالخالق دوسكي/ دهوك
امتلأ معبد لالش الأيزيدي بالزوار الايزيديين في هذا العام الذين قدموا شتى بقاع العالم للاحتفال بأطول وأقدس الأعياد لدى الطائفة الايزيدية وهي عيد (جما) او عيد الجماعية التي يشترك فيها كافة طبقات المجتمع الايزيدي وتجري فيه طقوس ومراسيم يشترك فيها رجال الدين الى جانب العامة. وتجري هذه المراسيم في معبد لالش الوقع في كلي لالش في قضاء الشيخان ابتداء من السادس من تشرين الأول وتستمر طقوسه لمدة ستة أيام متتالية.
صيانة معبد لالش
وبحسب قول خيري بوزاني مدير عام الشؤون الايزيدية في حكومة إقليم كردستان للمدى، فان هذا المعبد يعاني من ضيق وهو بحاجة إلى ترميم وصيانة وقال "لقد تكفلت حكومة إقليم كردستان بترميم هذا المعبد وتوسيعه عن طريق شركة ألمانية قامت بوضع التصاميم الأساسية للمعبد وسيباشر بترميمها بعدما خصصت حكومة الإقليم مبلغ 28 مليون دولار لترميمها على شكل مراحل".
من جانبه أوضح جعفر سمو مسؤول إعلام مركز لاش الثقافي في محافظة دهوك للمدى، أن عيد هذا العام يختلف عن بقية الأعوام لأن حكومة إقليم كردستان قد اولت اهتماما كبيرا بالايزيديين وقال "لقد أصدرنا بيانا بهذه المناسبة وطالبنا فيه المجتمع الايزيدي بضرورة الالتزام بالتعليمات التي أصدرها أمير الايزيدين بخصوص زيارة معبد لالش وشكرنا الجهود التي قدمتها حكومة اقليم كردستان في احياء المناسبات الدينية للايزيدين وتخصيص مبالغ مالية لتوسيع وترميم معبد لالش".
وبخصوص المراسيم التي تقام في هذا العيد يقول الياس بابا شيخ وهو من الباحثين المهتمين بالشأن الايزيدي ان هذه المراسيم تبدأ في اليوم الأول بالدف والشباب وإشعال الفتائل وثم تأتي البري ثم تجري مراسيم ذبح الثور موضحا "أن هذه المراسيم تجري بالتتابع في ايام العيد لكن أهم هذه المراسيم هي السماء التي تبدأ منذ الليلة الأولى وتستمر لبقية الليالي حيث يقوم رجال الرين برقصات دينية روحية في قرب ضريح الشيخادي وتختتم هذه المراسيم بوليمة كبيرة يقيمها أمير الايزيديين للذين يخدمون في المعبد".
تاريخ يمتد إلى ما قبل الميلاد
اما استاذ قسم التاريخ قادر سعيد المختص بالديانة الايزيدية فقد بين أن جذور هذا العيد قديمة جدا وترتبط بعبادة الشمس والنار في الديانة المثيرائية التي تعد من الديانات القديمة المنتشرة في بلاد ما بين النهرين والتي مازال الكثير من آثارها باقيا حتى الآن وقال "الديانة الأيزيدية فيها الكثير من طقوس ورموز الديانة المثرائية التي كانت سائدة في هذه المنطقة قبل الميلاد بآلاف السنوات ومازال الكثير من بقايا معابدهم متواجدة في جبال كردستان، وهذا العيد يدل على مدى عرقة المكون الأيزيدي في هذه المنطقة عمق تأريخه الممتد الى ما قبل الميلاد". من جهته اوضح الكاتب الايزيدي قادر حسن ان هذا العيد من أهم الأعياد الايزيدية لأن مراسيمه تجرى في معبد لالش وهو من اقدس الأماكن لدى الايزيدين وفيه النبع الأبيض ومرقد الشيخادي مشيرا الى ان " لهذا العيد في هذا العام طعما خاصا بعد التعليمات الأخيرة التي أصدرها الأمير الأيزيدي تحسين بك حيث تنازل عن حصته من واردات معبد لالش ووضعها في صندوق لدعم الفقراء والمحتاجين من الايزيديين" ويرى قادر ان للتعليمات التي أصدرها الأمير الأيزيدي بخصوص زائري المعبد في ايام العيد لها اهمية كبيرة في ترسيخ الجوانب الاجتماعية لدى المكون الايزيدي وقال "هذه التعليمات ضرورية للحفاظ على قدسية معبد لالش وتماسك المجتمع الأيزيدي".
يذكر أن الأيزيديين يعدون من المكونات الأصيلة المتواجدة في العراق منذ آلاف السنين وغالبيتهم يعيشون في القرى والمجمعات التي تقع مابين محافظتي دهوك والموصل ويصل تعدادهم الى حوالي (500) ألف نسمة بحسب تقديراهم ومعبدهم الوحيد هو معبد لالش.