باسم عبد الحميد حمّودييلاحظ مشاهدو الفضائيات العراقية –على وجه الخصوص – أن عددا كبيرا , متنوع الثقافة والأداء من مقدمي ومقدمات البرامج يظهر على الشاشة الفضية وهو لايدرك أهمية الرسالة التي يقوم بها.
ومن الطبيعي أن تختلف نوعيات البرامج تبعاً لتوجهات الفضائية وسياستها والجهة الممولة لها ،فهناك برامج سياسية ودينية ومنوعة وتاريخية وسياسية وحوارية عامة وتقارير وثائقية وغيرها.وإذا كانت الصورة الكلاسيكية لشكل المقدم –المقدمة – قد جرى تعديلها باستمرار بحكم الضرورة وضغط العمل بحيث لم يعد وجه المقدم مهما قياسا إلى امتلاكه حيوية الحضور على الشاشة وقدرته على الحوار أو استمرار (عرض ) صورته بنجاح للمشاهد .من تجربة شخصية في الإعداد والتقديم الإذاعي والتلفزيوني –تمت منذ زمن – أقول إننا كنا نستعد لمقابلة الشخصية –الشخصيات – المستضافة ونكون على دراية بخبراتها واهتماماتهالنستطيع محاورتها بنجاح . وإذا كان ذلك قد تم منذ أكثر من ثلاثين عاما، أيام لم يكن هناك انترنيت يعينك في الوصول إلى المعلومات الأولية عن شخصيات المقابلة وموضوعها فإن وجود برامج استطلاعية اليوم عن قضايا متعددة مثل مشاكل المياه والصرف الصحي ومشكلات التعليم الأهلي والنقل وسواها يتطلب وجود مقدم خبير يستطيع السيطرة على موضوعه بمساعدة ضرورية من المعد و( البروديوسر ) المنتج وهو عادة –أو غيره – كاتب السيناريو الخاص بالبرنامج الذي يحدد الحركة العمل وكادر الحركة . قبل فترة استمتعت بمشاهدة برنامج صحي لم يهتم مشاهدوه الذين كانوا برفقتي بجمال مقدمة البرنامج ولا تسريحتها ( وقد كانت جميلة فعلا ) بقدر ما اهتم المشاهدون بطبيعة الأسئلة الخاصة بالأدوية وحيوية العرض الذي قدمه الطبيب والصيدلاني اللذان استضافهما البرنامج ,لقد بدا من عرض البرنامج إن الشخصيتين المستضافتين قد وزعا العمل بينهما وأنهما يتحدثان عن موضوع جاف بحيوية ويشاركان في الحوار مع المقدمة في قضية لاتستهوي كثيرين لكنهما استطاعا بخبرة المحاور الذكي وباللغة التي يمتلكانها شد المشاهد للاستماع إلى التفاصيل التي كان من بينها مدى قدرة الدواء على التأثير على متناوله وهو يشرب الشاي أو القهوة أو العصير ,ذلك أن لكل حبة دواء وزنها وهي ترتبط بالمواد السائلة التي تؤخذ معها مما يضعف تأثيرها عند تناول المنبهات –كمثال –معها .استمرالعرض حيويا رغم موضوعه غير المشوّق بالنسبة للكثيرين في وقت نجد فيه أن مقدما أو ضيفا (ضيفة ) يضيّعان موضوعا مهما ويضعفان مستوى تلقيه بسبب سوء الأداء وقلة المادة الثقافية التي يحملانها عن الموضوع إضافة لطريقة الإخراج الرديئة التي لاتحسن اختيار كوادر العمل والإضاءة السيئة التي تصاحب البرامج المسلوقة التي تتم في استديوهات لاتحمل الدرجة الملائمة فنيا .بعض الفضائيات تحسن الصرف على استديوهات مخدومة ماديا مع إنارة مذهلة ولكنها لاتحسن اختيار المقدمة التي تظن أن تغيير اللكنة وإضعاف عراقيتها سيجعلها أكثر قبولا وهي تخطئ باستمرار في تلفظ أسماء المدن والقرى والشخصيات . إن البرنامج الناجح مهما كان نوعه –إذا كان برنامج استوديو – يعتمدتصوير تقارير خارجية ناجحة وحضورضيوف بمستوى ممتاز يحسنون الحوار ومقدم –مقدمة - بمستوى المادة موضوع الحوار (سواء في التاريخ أو الأزياء أومسرح الطفل 000 الخ ) وهو يرتدي زيا مناسبا لموضوع العرض متكامل الشكل . إننا نتحدث عن أتتاج برنامج ناجح سواءكان فنيا أم سياسيا أو سواهما وبرنامج الاستديو –الذي هو ليس على الهواء – يعتمد إنارة جيدة وكاميرات بمستوى البرنامج وديكور متوازن إضافة إلى المستوى الطيب للمقدم وضيوفه . إننا هنا نتناسى معد البرنامج وهو واضع أسئلته والسيناريوالخاص به إذ هوالمكوّن الأساسي للنجاح إضافة للمخرج وكادر الإنارة والتصوير . إن عملية إنتاج البرامج-لو أخذت القنوات بجديتها – لا تكاد تختلف عن عملية الإنتاج الدرامي إلا في التوجهات ،فهي بناء متكامل يقدمه إلى الشاشة الصغيرة فريق عمل متكامل الأدوات والمهمات. إن مبالغ طائلة تصرف على إنتاج برامج غير مخدومة فنيا أو معلوماتيا ،وهما أمران يضرّان بالقناة موضع البث وبسمعة الضيوف وكادر العمل ،وبالإمكان تحسين الإنتاج عند الالتفات إلى مكوناته وخدمتها بالتوجيه وبمراعاة توجهات المشاهدين ومستوى قبولهم للمادة موضع البث ،وذلك أمر يحققه التويتر والانترنيت ووسائل الاستقصاء الأخرى في عالم الميديا وهو عالم لو تعلمون –شديد الأسر والحيوية.
البرامج التلفزيونية مشكلات ونتائج
نشر في: 14 أغسطس, 2011: 05:15 م