اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > شبابُ العراق يستقبلون يومَهم العالمي بلا مبالاة

شبابُ العراق يستقبلون يومَهم العالمي بلا مبالاة

نشر في: 14 أغسطس, 2011: 06:22 م

تحقيق وتصوير/ سها الشيخليحكاية الشاب محمود  تقيٍ الطالب في كلية الآداب  يمكن ان تكون مدخلا للحديث عن مشاكل الشباب في العراق ، محمود  الذي حاولنا أن نهنئه بذكرى يوم الشباب العالمي والذي صادف يوم12 أب الحالي، فاجأنا بلا مبالاة للمناسبة
حيث قال إن المشاكل التي تحيط به والظروف القاسية التي يعيشها كلها تدفعه لليأس من الحياة، وأضاف : " تخرجت منذ خمس سنوات من كلية الهندسة وما زلت ابحث عن وظيفة تحقق طموحي في الحياة .. لهذا أفكر بالهجرة، لم يعد أمامي خيار آخر " كثيرون حاولنا أن نسألهم عن يوم الشباب العالمي فلم نجد غير اللامبالاة وعدم الاهتمام بالمناسبة، البعض ارجع الأمر الى ضغوطات الحياة التي يعاني منها الشباب ، والبعض أبدى عدم معرفته بالمناسبة، فيما أجمعت الآراء على ان الظروف القاسية التي تحيط بالشباب  تجعلهم غير مبالين لمثل هذه المناسبات.اليوم الدولي للشبابتبنت الأمم المتحدة في  عام 1999،  توصية قدمها المؤتمر العالمي للوزراء المسؤولين عن الشباب بعد اجتماعهم في لشبونة في الثاني عشر من أب 1998 ، للارتقاء بواقع الشباب في كل دول العالم ، لذا  تقرر تخصيص يوم 12 /أب من كل عام ليصبح اليوم الدولي للشباب. ويهدف هذا اليوم إلى تشجيع الشباب على المزيد من المشاركة في صناعة قرارات المستقبل لدولهم  حيث تجتمع في  هذا اليوم  المنظمات والهيئات الحكومية وغير الحكومية مع ممثلي الشباب من كل أنحاء العالم، ليناقشوا القضايا والمواضيع المختلفة التي تخص بناة المستقبل. وينتهي اللقاء بأجندة عمل مستقبلية، تركز على نقاط عملية محددة. وتتنوع هذه المواضيع، من توفير فرص العمل للشباب إلى الصحة والبيئة ومشاركة الشباب في التنمية ومحاربة الفقر.إن الحديث عن يوم الشباب العالمي هو الحديث عن واقع الشباب العراقي  المتدهور من جميع النواحي وخاصة في الواقع العلمي والثقافي وذلك في ظل  ارتفاع نسبة الجهل والأمية المنتشرة بين الشباب  إضافة الى العديد من المشاكل الاجتماعية كالبطالة والتسرب من الدراسة والهجرة خارج البلاد وانتشار حالات الانتحار بصور مروعة وغيرها من الظواهر كاللجوء للإرهاب والتجارة بالمخدرات وعصابات السرقة مع صمت الحكومة وتغاضي الجهات المعنية وضعف دور وزارة الشباب على مدار الأعوام الثماني التي تلت سقوط الدكتاتورية، فلم تعمل هذه الجهات على وضع خطة وطنية تعالج من خلالها واقع الشباب.rnشباب تشغلهم مشاكل الحياة عن الاهتمام بالمناسبة  مع أن شبابنا لا يعرف هذه المناسبة وبعضهم لم يسمع بها  اليوم  بسبب غياب ثقافة حقوق الإنسان عن جميع العراقيين وخصوصا فئة الشباب،و جهل شبابنا بمناسبتهم هذه إلا أن كل الذين التقيناهم طالبوا الحكومة بالالتفات الى الشباب وتوفير ابسط شروط الحياة التي كفلها لهم دستورهم وناشدوا المعنيين والمسؤولين كافة للوقوف إلى جانبهم والاهتمام بواقع شباب العراق من خلال اعطاء الاولوية لقضايا الشباب ووضعها على طاولة النقاش للخروج بخطة وطنية شاملة تعالج الكثير من المشاكل التي تقف عائقا امام مستقبلهم واهمها القضاء على البطالة من خلال توفير فرص العمل المناسبة لملايين الخريجين من خلال العقود التي   تبرمها الدولة مع الشركات الاستثمارية العراقية والعربية   والعالمية، وتشغيل الشباب العاطلين عن العمل في المجالات كافة بزجهم في دورات تأهيلية مجانية لتوظيفهم في مجال الصناعة بقطاعيها العام والخاص ،وتوفير مستلزمات النجاح في مجال   الزراعة بتطوير الشباب من الفلاحين وزيادة خبراتهم والاستفادة من إمكاناتهم حتى تعود الزراعة لتسد حاجة البلد.جولتنا الأولى كانت  في جامعة بغداد في الجادرية ، ومن ثم  الجامعة المستنصرية لاستطلاع رأي الطلبة رغم ان بعضهم قال بسخرية انه لم يسمع بهذه المناسبة ، إلا أن ما قاله الطالب في كلية الآداب في الجامعة المستنصرية عدنان عبد الحسين أثار  فينا الدهشة خاصة وانه كما قال يقيم في بيت زوج أمه بعد وفاة والده وزواج الام من رجل آخر ذاق عدنان في كنفه شتى الوان العذاب ، وان شقيقته المتزوجة كانت تساعده طيلة فترة دراسته ، ويؤكد عدنان انه اضطر للعمل حتى في البناء ( عمالة ) من اجل الحصول على شهادة الدراسة الجامعية ، إلا انه على يقين  من انضمامه الى طابور العاطلين عن العمل الذين تزخر بهم أرصفة  معروفة بالمسطر ، لذا يرى عدنان الحياة من خلال معاناته ، ويتمنى الموت في يوم الشباب العالمي ، أما الطالبة أزهار محمد علي سنة أخيرة في كلية الآداب ايضا فتجد أن الشباب مغبونون في بلد من أغنى بلدان العالم ، حيث ان نسبة الفقر والبطالة الكبيرة تجعل الحياة لا تطاق  ، وتشير ازهار الى ان شبح البطالة يطارد العديد من الخريجين ، وان المحظوظ الذي يجد فرصة للعمل تأتي له من خلال وساطة قريب او رشوة يدفعها الخريج للمسؤول لكي يحظى بدرجة وظيفية هي من اولى استحقاقه على دولته وحكومته المترامية الأطراف

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram