TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات :نموذج حي

كردستانيات :نموذج حي

نشر في: 14 أغسطس, 2011: 08:45 م

وديع غزوان مثلما نتابع أخبار حركة الاحتجاجات في بغداد والمحافظات العراقية الأخرى، نتابع باهتمام أخبار المفاوضات الخماسية في كردستان بين الحزبيين الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستانيين من جهة وبين ثلاثة أحزاب تمثل المعارضة، ونتلمس ذلك الحرص من جميع الأطراف، على تجاوز ما يعترض مباحثاتها من عقبات، يمكن تجاوزها والتوصل الى معالجات لها إذا ما توفرت حسن النية وحرص حقيقي على التجربة الكردستانية التي هي حصة كل جماهير كردستان وليس حزباً أو كتلة بحد ذاتها.
ومع لحظات القلق التي تصيبنا عند كل توقف لتلك المفاوضات، فان مساحات أمل كبيرة تملأ نفوسنا بأن التأخير قد يسهم بوضع معالجات وحلول بعيدة الأمد لعلاقة جديدة بين المعارضة والسلطة، يجنبنا القرارات المتسرعة التي قد لا تجد مكانها في التطبيق حتى قبل ان يجف حبر التوقيع عليها، لذا فنحن نأمل أن يمنحنا إقليم كردستان، بعد انتهاء جولة المفاوضات بما يلبي مطالب الكردستانيين في الإصلاح ويعكس روح مشروع رئيس الإقليم مسعود بارزاني، نقول نأمل ان يمنحنا الوقت الطويل من المباحثات، تجربة غنية  ونموذجاً حياً لعلاقة السلطة مع المعارضة، خاصة واننا نفتقر الى هكذا تجربة بسبب عقود طويلة من الصراع والاحتراب بين الحركات السياسية في العراق، تركت بصماتها بعدم الثقة ومحاولة الاستئثار حتى بعد 2003 بين أطراف العملية السياسية.المهم إن آخر الأخبار ذكرت ان ممثلين عن الديمقراطي والاتحاد الوطني التقوا قبل أيام بممثلي المعارضة، واتفقوا على معاودة المفاوضات بعد مناقشة مستفيضة وغنية  عن أسباب توقفها، ونتوقع ان تبادر أحزاب المعارضة بدورها الى موقف أكثر مرونة لمعاودة الجلوس الى طاولة المفاوضات مجدداً, مع اعتقادنا بضرورة  اطلاع المواطنين الكردستانيين على أبرز ما يدور فيها بصدق او كما يصطلح عليه بشفافية، والابتعاد عن لغة التصعيد في الخطاب الإعلامي.وما يؤسف له ان بعض وسائل الإعلام تسعى لتوتير العلاقة من خلال التلاعب بالألفاظ وفبركتها بما ينسجم وغاياتها، وهذا ما يتنافى وقيم المواطنة أولاً وشروط المهنية التي تقتضي الأمانة في نقل الوقائع ثانياً، غير ان تمسك المواطن البسيط بما تحقق من مكتسبات تبقى هي صمام الأمان الأول والموجه الرئيس، كما ينبغي  لحركة الأطراف السياسية كافة في كردستان أو غيرها من مناطق العراق الأخرى.ومع مسحة الأمل الممزوجة بالفرح لما يجري في كردستان، فان حزناً لابد من ان يشعر به المرء وهو يلاحظ إصرار بعض أطراف السلطة في بغداد على تجاهل مطالب المواطنين في الإصلاح ومحاربة الفساد، والسعي لتصعيد المواجهة مع مواطنين كل ذنبهم إنهم يتطلعون لتحقيق حلم طالما انتظروه، ودفعوا تضحيات غالية على طريق تطبيقه الذي ما ان اقترب حتى تدافع البعض لتقويض أسسه.. مازال الأمل كبيراً في تجسيد واقعي للإيمان بالحريات في العراق عامة وكردستان خاصة، لكن هذا يتطلب فهماً مشتركاً وواعياً من السلطة بشكل خاص أهمية احترام الرأي الآخر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram