TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > رمضانيات

رمضانيات

نشر في: 15 أغسطس, 2011: 09:19 م

رمضان شهر  العبادة والعملكان سلفنا الصالح من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان، يهتمون بشهر رمضان ويفرحون به وبقدومه.كانوا يدعون الله أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه أن يتقبله منهم، كانوا يصومون أيامه ويحفظون صيامهم عما يبطله أو ينقصه من اللغو واللهو واللعب والغيبة والنميمة والكذب، وكانوا يحيون لياليه بالقيام وتلاوة القرآن، كانوا يتعاهدون فيه الفقراء والمساكين بالصدقة والاحسان، واطعام الطعام وتفطير الصوّام. شهر رمضان ليس شهر خمول ونوم وكسل كما يظنه بعض الناس، ولكنه شهر جهاد وعبادة وعمل، لذا ينبغي علينا أن نستقبله بالفرح والسرور والحفاوة والتكريم.
وكيف لا نفرح بشهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتغّل فيه الشياطين، وتضاعف فيه الحسنات، وترفع فيه الدرجات، وتغفر فيه الخطايا والسيئات فينبغي لنا أن ننتهز فرصة الحياة والصحة فنغمرها بطاعة الله وحسن عبادته وأن ننتهز فرصة قدوم الشهر الكريم فنجدد العهد مع الله على التوبة الصادقة في جميع الأوقات من جميع الذنوب والسيئات، وأن نلتزم بطاعة الله تعالى مدى الحياة بامتثال أوامره واجتناب نواهيه لنكون من الفائزين في الدنيا والآخرة.rnفي الصدق النجاة  الصدق أساس الفضائل والأخلاق، والكذب مصدر الشرور والمفاسد والآثام، والمسلم لا ينظر إلى الصدق على أنه خلق فاضل يجب التخلق به، وصفة كريمة يجب عليه ان يتحلى بها فحسب، بل انه يعتبره من مكملات إيمانه ومتممات إسلامه، لذلك فهو يلتزم به ظاهرا وباطنا، وفي جميع أحواله وتصرفاته، قال، رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا». والله أمر بالصدق ومدح المتصفين به «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين» والصدق من صفات الله «ومن أصدق من الله حديثا» وأظهر ما يتميز به أنبياء الله ورسوله هو الصدق، وقد سألوا الله أن يكونوا من أهل الصدق، «واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا»، «وجعلنا لهم لسان صدق عليا» ولسان الصدق هو الثناء عليهم بالصدق لا بالكذب، ونظر أعرابي إلى وجه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأبصر امارات النبوة ورأى النور يطفح من وجهه الشريف، فقال: والله ما هذا الوجه بوجه كذاب.والمسلم يلتزم الصدق في قوله وعمله، فإذا حدث كان صادقا، وإذا عامل الآخرين تجنب الكذب والغش والتدليس والخداع. وسئل رسول الله، صلى الله عليه وسلم: هل يكون المؤمن جبانا؟ قال: نعم، قيل: هل يكون بخيلا؟ قال: نعم، قيل: هل يكون كذابا؟ قال: لا. وقال عليه الصلاة والسلام: يطبع المؤمن على الخلال كلها، إلا الخيانة والكذب».rnرمضان.. في سوق الشيوخ قبل سبعين عاماباسم عبد الحميد حمّودييستعين كاتب هذه السطور بدراسة كتبها الأستاذ عبد الكريم محمد علي ونشرت في فصل خاص من كتابه ( تاريخ مدينة سوق الشيوخ) الصادر ببغداد عام 1990 تحت عنوان (رمضان المبارك في مدينة جنوبية ) وقد نشره الكاتب قبل هذا في مجلة التراث الشعبي في آب 1971وذلك يعني أن الكاتب يتحدث عن الآثار الفولكلورية والاجتماعية للشهر الفضيل في قضاء (سوق الشيوخ) قبيل أكثر من أربعين عاما.ولا يمكن تقديم كل تفاصيل هذا الموضوع الحيوي فولكلوريا لكن  الكاتب لم يترك شيئا دون ذكر: العبادات – العادات – التقاليد –دور العبادة –المجالس  والدواوين- الاطعمة  ... الخ يبدأ الكاتب إطلالته على رمضان اعتبارا من منتصف شعبان وليلة  الكريكعان (المحية) وصولا الى ليلة الاستهلال وهي ليلة التحقق من دخول رمضان ومغادرة شعبان حيث يجتمع الناس وقت الغروب عند المرتفعات والساحات المكشوفة لمراقبة الهلال والتثبت منه فإذا أطل علت الوجوه امارات السرور وبارك الناس لبعضهم وازدهرت الاسواق وبقيت المقاهي مفتوحة حتى وقت الإمساك. ويصف الكاتب العاب رمضان في المقاهي  ومنها (المحيبس) و(الصوينية ) , وهو يصف استعدادات أصحاب المقاهي لأيام رمضان بالجلي والتنظيف وحسن استقبال الزبائن وخدمتهم ويصف السهرات  في دواوين الشخصيات والعوائل, منتبها الى حركة الاسواق في الايام العشر الاولى منه وتزايد الصرف والشراء في الأيام الأخيرة منه استعدادا لأيام العيد .يقول الأستاذ عبد الكريم محمد علي ما نصه: ((البزازون يضطرون الى فتح دكاكينهم من بعد الافطار الى منتصف الليل لتلبية احتياجات المواطنين من الملابس (الخام) التي يرغبون بشرائها لأيام العيد وأغلب متسوقي المدينة من رجال ونساء يخرجون بعد الافطار ويقصدون محال البزّازين لسببين،الأول أن النساء كلهن محجبات ولا يمكن خروجهن للأسواق نهارا لانتقاء قماش الملبوسات بحرية  حتى أن بعض الأسر لا تدخل نساؤها الأسواق مطلقا لا في الليل ولا في النهار فيرسل البزّازّون لفائف القماش(أطوال الخام) مع أولادهم أو عمالهم الى بيوت تلك الاسر لتنتقي ما تريد، والسبب الثاني ازدحام المحال( الدكاكين ) بالمشترين من أبناء الريف (أبناء العشائر) الذين يفدون الى المدينة  في النهار لشراء ما يحتاجونه ثم يغادرونها بعد الظهر لذا فأن أهل المدينة يفضلون أن يكون وقت شرائهم ليلا)) وهو

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

اقــــرأ: دولة اللادولة

العراق ينعى المخرج محمـد شكــري جميــل

دبلوماسية الاسترداد.. مهمة حكومية لاستعادة الآثار العراقية المنهوبة

الثلوج تنعش أسواق كردستان مؤقتاً وتحول جبالها إلى قبلة للسياح

«ساعة نهاية العالم» تقترب ثانية واحدة من «منتصف الليل»

مقالات ذات صلة

بعد تعاون دولي ومحلي.. أول ميدان للتزلج في العاصمة بغداد

بعد تعاون دولي ومحلي.. أول ميدان للتزلج في العاصمة بغداد

 بغداد / عامر مؤيد افتتحت منظمة "جسر إلى" بالتعاون مع منظمة دولية أوّل ميدان تزلج في العاصمة بغداد في إطار مشروع "ميدان التزلج" بتمويل من السفارتين الألمانية والفرنسية، وبالتعاون مع دائرة شؤون الأقاليم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram