أعلنت الولايات المتحدة، أمس الأول، الاثنين أن "أيام" العقيد معمر القذافي في السلطة "باتت معدودة"، كما رحبت بالتقدم الذي أحرزه الثوار الليبيون على الارض بمواجهة قوات القذافي.وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني "بات واضحا أكثر فأكثر أن أيام القذافي باتت معدودة، وأن عزلته باتت تزداد يوما بعد يوم".
وأضاف "كما سبق وكررنا مرارا نعتقد أن شعب ليبيا له الحق في تقرير مصيره".من جهتها، قالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الامريكية في إشارة إلى المعلومات عن تقدم الثوار في مدينة الزاوية بشكل خاص "نحن نرحب جدا بالتقدم الذي أحرزه الثوار".وأضافت المتحدثة الأمريكية أن الثوار الليبيين أعلنوا سيطرتهم على القسم الأكبر من الزاوية، إلا أن القوات الموالية للقذافي قصفت الاثنين وسط هذه المدينة التي تضم مرفأ استراتيجيا.وقالت المتحدثة أيضا "ما نشاهده هو جهود من قبل الثوار لقطع الطرق المؤدية إلى طرابلس وزيادة الضغط على القذافي".من جانبه نفى المجلس الوطني الانتقالي الليبي أية محادثات مع نظام القذافي في تونس تتعلق بمصير ليبيا، في حين سيطر الثوار الليبيون على ثلاث مدن رئيسية على الطريق الى طرابلس في واحد من اهم اختراقاتهم منذ اندلاع الثورة قبل ستة اشهر.وقال محمود شمام المتحدث باسم المجلس الوطني الليبي مساء امس الاول الإثنين، لقناة "الجزيرة" القطرية، إن المجلس ينفي نفيا قاطعا ما تم تداوله عن مفاوضات له مع نظام القذافي في جربة التونسية.وجدد شمام تأكيد المجلس الانتقالي القاطع بأنه لا تفاوض مع أي جهة، لا يكون على قاعدة رحيل القذافي وعائلته وكل من يدور في فلكه.وقال شمام إن من يتحركون على الساحة التونسية هم مجموعة من الشخصيات الليبية المستقلة ولا تمثل المجلس الانتقالي.وأكد أنه تلقى تأكيدات من هذه الشخصيات على أنها تتبنى موقف المجلس، وستؤكد في مفاوضاتها مع مسؤولي القذافي على ضرورة رحيل القذافي قبل أي حديث عن تفاهم. ونبه شمام مبعوث الأمم المتحدة من ارتكاب خطأ حضور مفاوضات لا يكون المجلس الوطني الانتقالي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي باعتراف العالم، موجودا فيها ويرفضها.ووصل عبد الاله الخطيب مبعوث الامين العام للامم المتحدة الى تونس الاثنين للمشاركة كما قال في محادثات بين الثوار الليبيين ونظام العقيد الليبي معمر القذافي.الا ان الامم المتحدة نفت في نيويورك مشاركة الخطيب في المحادثات قائلة انها لا تملك "اي معلومة حسية تتعلق بالمحادثات التي جرت في تونس بين المجلس الوطني الانتقالي وسلطات طرابلس".وفي بنغازي، نفى نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي عبد الحفيظ غوقة اي محادثات مع النظام "في تونس او خارجها". واكد مصدر قريب من الامن التونسي ان محادثات جرت الاحد الماضي في جربة في تونس بين الثوار وممثلين عن نظام القذافي. لكن يبدو أن المصدر التونسي يشير إلى مجموعة الشخصيات المستقلة التي أشار إليها محمود شمام والتي لا تمثل المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا.وميدانيا، قال القائد الميداني للثوار في جبهة الزاوية عبد الحميد اسماعيل "اغلب مناطق البلدة تحت سيطرة الثوار" في هذه المدينة الساحلية الواقعة على بعد 40 كيلومترا غربي طرابلس.وكان الثوار أعلنوا في وقت سابق امس الاول الاثنين انهم تمكنوا من السيطرة على بلدتي صرمان، 60 كيلومترا غربي طرابلس، وغريان، 50 كيلومترا الى الجنوب، خلال هجومهم على ثلاثة محاور في غرب ليبيا.وجاء تأكيد الثوار السيطرة على تلك البلدات، والذي ان صح سيجعلهم على مشارف طرابلس.وبذلك يضيق الثوار الخناق حول طرابلس معقل نظام معمر القذافي الموجود في السلطة منذ 42 عاما والذي يواجه منذ 15 شباط/ فبراير ثورة شعبية.