من أغاني رمضان الشعبية باسم عبد الحميد حمّوديعرف الناس في   العراق منذ صغر سنهم  أغنية (ماجينه)  التي يرددها الصغار وهم ينطلقون بعد الإفطار الى البيوت لمطالبة أهلها بالماجينة التي كانت قديما تتكون من الحلويات والكليجة وقد تحولت منذ سنوات الى النقود دون سواها , لكن رمضان لا يقتصر على أغنية الماجينة ففي البصرة وجنوب العراق يردد الأطفال أغنية الكريكعان ،وكذلك الأمر في قطر والكويت. في اليمن يردد الأطفال أغاني التماسي وهو نوع من الشعر الشعبي الذي يتوقع المنشدون أن يتلقوا  بسببها بعض المردود المادي- مثلهم مثل  من يؤدي أغنية الماجينة -  لكنهم بداية يؤدون أغاني  خاصة بالآباء والأمهات إذ ينشدون :
  يا رمضان يأبو الحمائم أدي لأبي قرعة دراهم  يا رمضان يأبو المدافع أدي لنا مخزن مدافعوعندما ينتهي الأسبوع الأول من رمضان ينطلق الأطفال  ليؤدوا أغاني التمسية منشدين : يامساء أسعد الله مساءيا مساجد الله الكساوعندما يقفون عند باب البيت وقد حصلوا على قطعة النقد من أهله يرددون : يا مسا جيت أمسي عندكم يا مسا والجمالة هي لكم وفي فلسطين يجتمع الأطفال قبيل آذان المغرب تحت مئذنة حيهم ينتظرون إعلان الآذان وهم يحملون إفطارهم ويرددون : يا مؤذن  قولها ريت دفنك طولها (طول المئذنة)وأن كنت مابتقولها  توقع من فوق المئذنة في سوريا وفي ليالي رمضان وبعد تناول الفطور يقف أفراد المجموعة المنشدة في منطقة مظلمة من الحارة ليرددوا معاً : لولا( أبو فلان ) ماجيناحلّو الكيس وأعطوناأعطونا حلاوتنا صحنين وبقلاوة جاي علينا جاي بأيدنا العصي نضرب الحوايّة وارغيفين شلبيات وأرغيفين حلبيات حي الله بلاد الشام فيها الخوخ والرمان وينفرد أحد أولاد المجموعة صاعدا على كتف أحدهم ليردد :  الله يخلي له امه الله يخلي له أبوه الله يخلي له  أبنه  وتردد الجماعة خلفه ( آمين ) مثلهم في ذلك مثل الأطفال في العراق وهم ينشدون الماجينة.في مصر يطوف الاطفال في الجارات بعد الافطار وهم يحملون فوانيسهم الملونة ويرددون أغنية الوحوي التي منها :وحوي ياوحوي  أياحةوكمان وحوي اياحة رحت ياشعبان  اياحة وجيت يارمضان أياحةفي الجزائر ينشد الأطفال أغاني شتى منها: رمضان كريم رمضان رحيموبالعبادة تلقي السعادةتلقي السعادة وتلقي النعيمرمضان كريم رمضان كريم وهكذا يردد الأطفال أغانيهم في رمضان وهم يحتفون به ويأنسون لأيامه وأوقاته وفي بقية الدول أغان ومدائح لهذا الشهر الفضيل.rnالسعادة فـي رمضان  سعادة الإنسان أن يجد شيئا كان يفتقده، وهذا ما يحصل في ايام شهر رمضان ، ومما يذكر عن بعض الفلاسفة: إن إنسانا جاء يشتكي اليه الضيق والقلق، فسأله: هل أنت متزوج؟ قال: لا، قال: هل ينقصك من الدنيا شيء؟ قال: عندي أموال كثيرة، قال: هل أحد ينغص عليك وظيفتك؟ قال: أنا أعمل عملا حرا، فأخذ يسأله عن كل الجوانب، فرأى أن كل شيء متوافر عنده، فقال له: اكتب لي أن تعمل ما آمرك به حتى تنال السعادة؟ قال: أعمل ما أردت، فأخذه ودخل به على الطبيب، وقال له: اثن رجله الى فخذه وغطها بالجبس، فخدره، فنام، وجاء من المشرحة برجل مبتورة، ووضعها بجانبه على السرير، فلما استيقظ اذا به يبحث عن رجله فلم يرها، ووجد رجلا مبتورة بجانبه، فظن أن رجله قد بترت، فقال: أنا ما قلت لك أن تفعل هذا، قال: لقد كتبت لي أن أعمل ما أشاء حتى أوصلك الى السعادة، ثم قال له: ان أردت أن أرجع لك رجلك، فإني أريد مالا، قال له: خذ ما تريد، فخدره وفتح الجبس وأعاد تلك الرجل الى المشرحة، فلما استيقظ قال: أنا الآن أسعد مخلوق، لأنه افتقد شيئا عزيزا عليه، ثم وجده وظفر به. ورجل هرب عليه عبد، فقال: من يأتني بعبدي فله عشرة آلاف. فقيل له: العبد لا يساوي أكثر من ألف! قال لهم: ائتوني به، فلما أتوا به دفع عشرة الآلاف، فعوتب على ذلك، فقال: انكم لا تعرفون لذة الظفر! فعشرة الآلاف لم أدفعها لعودة العبد، ولكن لأظفر بمطلوبي. وقد روي أن خالد بن الوليد رضي الله عنه قيل له: شاركت في المعارك، ولك أموال وصحبة، فما هي أمنيتك بعد هذا؟ فقال: أن تكون ليلة شديدة البرد عاصفة الرياح غزيرة الأمطار، وأقوم حارسا للجند تاليا لكتاب الله. كم من غني لا يستطيع أن يأكل عشر ما يأكل أحد الخدم عنده! اعتقد أن البعض الذين يقرأون الدوريات السارية عن ملك الحديد فورد، الذي كان يعيش بربع المعدة، وكان يرى العمال، فمنهم الذي يأكل قرصين وثلاثة أقراص، فكتب للعالم كله: أي طبيب يجعلني استطيع أن آكل نصف قرص في وقت واحد فله نصف مالي. وذلك بسبب قرحة في المعدة، وقصة معدته أنه ما بقي له منها الا شيء بسيط، فيأخذ أشياء على فترات، ماله بين يديه، ولكن لم يطعمه ربه. كلكم جائع الا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم. والسعادة شعور داخلي يحسه الانسان بين جوانبه يتمثل في سكينة النفس، وطمأنينة القلب، وانشراح الصدر، وراحة الضمير والبال نتيجة لاستقامة السلوك الظاهر والباطن المدفوع بقوة الإيمان. والسعادة في المنظور الإسلامي ليست قاصرة على الجانب المادي فقط، وان كانت الأسباب المادية من عناصر السعادة. ذلك أن الجانب المادي وسيلة وليس غاية في ذاته، وفي الحديث: من سعادة ابن آدم: المرأة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركب الصالح. والسعادة في الاسلام جاءت بألفاظ وتعابير متعددة، فقد جاءت باسم الحياة الطيبة، وطمأنينة القلب وانشراح الصدر، كما