عن : واشنطن بوست ارتفعت في السنوات الأخيرة أعداد العمليات القيصرية في العراق، حيث بلغت 79 % من مجمل الولادات في المستشفيات الأهلية، مما يجعل المسؤولين قلقين من تأثيراتها الصحية على النساء. يقول المسؤولون الصحيون بان الاطباء يدفعون النساء الى عمليات جراحية لا ضرورة لها قد تكون لها عواقب خطيرة، من اجل جمع المزيد من المال.
اساسا تتركز العمليات القيصرية في المستشفيات الاهلية و تكون لها تداعيات على النساء و على نظام العناية الصحية المثقل في العراق.يقول الأطباء بان النساء اللواتي يخضعن لعمليات قيصرية يبقين لفترات طويلة بعد العملية من اجل العناية الطبية، فمعظمهن بحاجة الى نقل الدم و يعانين من العدوى، كما ان الأطفال الرضع يتعرضون لمشاكل خطيرة في جهاز التنفس.يقول الدكتور عادل محسن، المفتش العام لوزارة الصحة، رغم ان العملية القيصرية يمكن ان تنقذ الحياة عندما تكون ضرورية، فان الجشع هو الذي يكمن وراء اتخاذ قرار إجرائها، ففي المستشفيات الأهلية تكلف العملية القيصرية ثلاثة اضعاف كلفة الولادة الطبيعية. تقول الدكتورة الفت النقاش، المدير العام لمستشفى العلوية للولادة في بغداد " عندما اصطحب مرضاي الى المستشفيات الاهلية، فان الكادر الطبي هناك، و الذي يشبه العصابات، يتشاجرون فيما بينهم من اجل الاستحواذ على النساء لإجراء عمليات قيصرية لهن و كسب المال ". لقد ارتفعت نسبة العمليات القيصرية في العراق من 18 % عام 2008 الى 32% في 2010. و هذه تعادل النسبة في الولايات المتحدة ( 30% )، لكنها أعلى من النسبة العالمية البالغة 15 % حسب منظمة الصحة العالمية. و قال د. عادل ان المستشفيات الأهلية قد أجرت 10 % من عمليات الولادة في البلاد عام 2010. لكن مع تحسن الاقتصاد العراقي و ميل المواطنين الى المستشفيات الأهلية، فمن المتوقع ارتفاع نسبة العمليات القيصرية. حتى المستشفيات الحكومية المجانية قامت بفتح أجنحة خاصة تقدم فيها خدمات افضل بقليل، كل ذلك من اجل الاسعار، كما انهم يحثون النساء على إجراء العملية القيصرية. و حسب التقرير الصحي لعام 2010 الخاص بوزارة الصحة العراقية فان حوالي 26% من النساء يلدن في المستشفيات الحكومية عن طريق اجراء العملية القيصرية. من غير الواضح ما اذا كانت المستشفيات الاهلية تعالج حالات الحمل الأكثر خطورة المسؤولة عن ارتفاع نسبة العمليات القيصرية، الا ان المسؤولين يقولون ان العامل المشترك بين النساء في المستشفيات الأهلية هو قدرتهن على دفع المال. و يقول المسؤولون في المستشفيات الأهلية ان النساء انفسهن يطلبن اجراء العملية الجراحية. نبراس محمد، 30 سنة موظفة حكومية، ولدت طفلين عن طريق اجراء العملية القيصرية في مستشفيات اهلية. و قد استغرق شفاؤها من العملية الاولى عاما كاملا كانت تتناول خلاله مضادات حيوية لمدة اربعين يوما لعلاج عدوى اصابتها نتيجة التهاب الرحم. و عندما جاء حملها الثاني قالت انها تشعر بالخوف. انها تشك بضرورة العملية القيصرية خلال ولادتها الاولى. و اضافت قائلة " لقد اخافتني الطبيبة عندما اكتملت فترة الحمل و اخبرتني بضرورة اجراء العملية و الا فاني سأخسر طفلي لأن السائل المحيط بالجنين كان اقل من المعدل الطبيعي ". ان قلة السائل المحيط بالجنين يعتبر سببا مشروعا لإجراء العملية القيصرية، الا ان السيدة نبراس تشك بانها كانت تعاني من ذلك و ان الطبيبة اخترعت هذا العذر لتحملها على الموافقة على اجراء العملية. ترجمة عبدالخالق علي
"الـــولادات القيصريـــة": تكاليــف باهـضة وتأثـيـرات صـحيـة سيئة
نشر في: 16 أغسطس, 2011: 08:36 م