بغداد/ إياس حسام الساموك في أول رد رسمي من الولايات المتحدة على التفجيرات التي حدثت أمس الأول في العراق، أعلن البيت الأبيض، الاثنين، أن الولايات المتحدة ستأخذ بعين الاعتبار أي طلب تقدمه السلطات العراقية لتمديد بقاء القوات الأميركية في العراق لما بعد العام 2011، اثر عمليات التفجير الدامية التي ضربت البلاد خلال الأيام القليلة الماضية.
وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في تصريح صحفي، أن موقف واشنطن بشأن انسحاب القوات الأميركية لم يتغير، أما إذا كان لدى المسؤولين الأميركيين "طلب يريدون تقديمه فسنأخذه حتماً بعين الاعتبار".يذكر أن تفجيرات الاثنين وقعت في نحو 15 مدينة وبلدة عراقية، وأوقعت ما لا يقل عن 67 قتيلا وأكثر من 300 جريح.ولا يزال يوجد حاليا في العراق نحو 47 ألف جندي أميركي يفترض أن يغادروا بنهاية هذه السنة حسب اتفاق امني تم التوقيع عليه في تشرين الثاني 2008 بين بغداد وواشنطن.وأعطى القادة العراقيون الضوء الأخضر لحكومتهم من أجل التفاوض مع الولايات المتحدة حول إبقاء قوات أميركية لما بعد العام 2011 بهدف القيام بأعمال تدريب.بغداد، ترى ما يقول كارني ليس بجديد، لان للولايات المتحدة الكثير من المصالح الأمنية والسياسية والاقتصادية تخشى عليها بعد انتهاء العام الحالي إذا ما حصل الانسحاب.ولم يخفِ مستشار رئيس الوزراء عادل برواري الرغبة الأميركية بالتمديد، بالقول "طلبوا منا ولأكثر من مرة عبر زعيم جيوشهم ونائب الرئيس، فهم يخشون على ما سيتركونه في البلاد إذا ما حصل الانسحاب من سفارة وشركات أمنية". وينقل مستشار المالكي في حديثه لـ"المدى" أمس مخاوف أميركية مما يحصل في المحيط العربي من ثورات وانتفاضات يجعلها تفكر ألف مرة قبل الرحيل من العراق.وزارة الداخلية، من جانبها، قللت من أهمية الهجمات الأخيرة التي شهدها عدد من محافظات البلاد، مشددة على ضرورة أن يحاسب المسؤول والمقصر فيها.ويقول وكيل وزير الداخلية لشؤون الإسناد احمد الخفاجي "إن القوى الإرهابية من تنظيم القاعدة وحزب البعث المنحل، حاولت تجميع قواها وتنفيذ ضرباتها بالتزامن مع ذكرى ثورة الـ 14 من رمضان".وتمسك الداخلية وبحسب وكيلها 3 محافظات فقط، وهي "السماوة والناصرية وكركوك"، فيما تقع باقي المحافظات على عاتق قيادة العمليات، ويدعو الخفاجي إلى "ضرورة محاسبة المقصرين في الأماكن التي شهدت الانفجارات".وعلى ما يبدو، فأن وكيل الداخلية يتهم "العمليات" بالتقصير لان اغلب الانفجارات حدثت في المحافظات التي تقع خارج سيطرة وزارته باستثناء كركوك.وهذه ليست المرة الأولى التي يلمّح فيها قادة وزارة الداخلية، إلى ضعف قيادة العمليات، ما يعد دليلا على تقاطع كبير فيما بينهم، فقد وصف الوكيل الأقدم للداخلية عدنان الأسدي السيطرات الأمنية الموجودة في اغلب مناطق العراق بعديمة الفائدة، وكما هو معلوم فأن هذه السيطرات مرجعيتها إلى قيادة العمليات التابعة للمحافظة.التقاطع بين وزارتي الداخلية وقيادة العمليات، أشار إليه أيضاً مستشار المالكي، عازيا الأمر إلى عدة أسباب بينها ضعف المعلومة الاستخباراتية للعمليات، فضلا عن التفاوت في مستوى التدريب والتأهيل والمقدرة على مسك الأمن الداخلي والتي من المفترض أن تكون خاضعة لقوات وزارة الداخلية. وقال "إن قوات الجيش التي شكلت منها قيادات العمليات يفترض أن تخصص للاعتداءات الخارجية لا لمسك الشارع والقيام بسيطرات أمنية، فالأمر يخضع لاختصاص الشرطتين المحلية والوطنية، وان الجيش حال إشراكه ضمن قوى الأمن الداخلي وفق شرطين، أن يكون لغرض الإسناد فحسب، فضلا عن وجود خطر محدق يهدد البلاد لا تستطيع قوات وزارة الداخلية مواجهته بمفردها". ويمتنع الخفاجي من التعليق على كلام المتحدث باسم البيت الأبيض، إذ قال "ان ما يبغيه كارني قرار سياسي لا علاقة لي به".وتقلل الداخلية من أهمية التفجيرات الأخيرة، إذ يوضح الخفاجي في تصريحات لـ"المدى" أمس، "لا تستطيع القوى الإرهابية مسك الأرض، وبالتالي تلجأ إلى الاستهداف بتفجيرات الأماكن التي تكتظ بالناس لأجل تحقيق اكبر عدد ممكن من الخسائر".هذا الرأي يختلف مع ما أدلى به القيادي السابق في تنظيم القاعدة الملا ناظم الجبوري، والذي قال في اتصال هاتفي مع "المدى"، أمس "لا يعني إمساك القوات الأمنية بالأرض تحقيق النصر على الجماعات الإرهابية، فتنظيم القاعدة ابتعد عن هذه السياسية والتي كان يتبعها زعيمه السابق أبو أيوب المصري، لأنها ألحقت خسائر كبيرة له وتحول إلى انتقاء الأهداف، لاسيما مع مقتل العديد من قيادته غير العراقية".تنظيم القاعدة يستخدم سياسة الأرض المحروقة، ما أكده وكيل الداخلية والذي بدا واثقا من قدرة القوات الأمنية "الداخلية"، إذ أكد أن "تفجيرات هنا وهناك لا تعني شيئا ولن تؤثر على الوجود الأميركي فهم يسيرون على هذا الدرب منذ عدة سنوات وبرحيل الولايات المتحدة لن يتغير شيء". وينتظر العراقيون إيفاء لجنة الأمن والدفاع بمجلس النواب بوعودها التي قطعتها عبر نائب رئيس اللجنة اسكندر وتوت، بإقالة قادة الأجهزة الأمنية في المحاف
واشنطن تستغل التردي الأمني لتجدد طلب التمديد.. ومستشار للمالكي: الأميركان خائفون
نشر في: 16 أغسطس, 2011: 08:40 م