اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > رؤوس حيةٌ وأجسادٌ ميتة

رؤوس حيةٌ وأجسادٌ ميتة

نشر في: 17 أغسطس, 2011: 05:30 م

هاتف جنابي رؤوس غادَرَتْنا رؤوسٌ وحلّتْ مكانها أخرى هل تساقطتْ مثل أوراق الشجرْ، كأنْ هزّها العصفُ أو طوّحَ الحظُّ والرعدُ
بها خارجَ الماء والريحِ والذكرى، أو أنّ الغيرةَ قد مَحَتْها،أمْ علّمتها الحوادثُ حتى أصبحتْ شفرةً بيضاءَفي الزمن العالق بين ساطور جلادها وأهداب عينيها؟عَبْرَ تقطيبةِ الوجه التي لا تزول،أو لمعةِ العينين في طريقهما للهلاك،تبقى مرسومة على صفحة الريح شحنةٌ، لا ندرك طاقتها ولا نعرف معناها، خداعٌ أبديٌّ بين الغيمِ والريحِ.رؤوسٌ نشاطرها الذهولَ رغم ظلها وفأسه الراعشِ فوق الجدار: ما زال يُبْحرُ بحثاً عن يدٍ قانيةوأخرى نشتهي أنْ نمدّ أصابعنا تحت خسفةِ الترابالتي صيّرتها، نقبّلها ثم نرسمُ في شوارعنا هالة ومأتماً في كلّ بيت رغمَ هذا كانت الشمسُ تُرسَمُ ضاحكةً والحبيباتُ يَغْمزنَ من أعينِ القمر.هل للهواء جذرٌ، وللتراب رئهْ؟هل للسماءِ رأسٌ، أم أنها غيمةٌ عابره؟ هل للحقد أذرعٌ لا تُرى، تسبح في السحاب؟أجِبْني أيها الرأسُ المدلّى من غُصْنِ نجمةٍأجِيبي أيتها الأيدي التي تلوّحُ بالمناجلِ في الفضاء10-08-2011رأسان رأسان في طبقين، ما زالا يطوفان في الحقول والبراري ينامان في أعشاشِ الحمائمِ والصقور، بعينين نصف مغمضتينوحين يستيقظان، يبحث الأولُ عن تعميده  في كل لوح على لوح ومسمارهُ غائرٌ في صليب اليدينيُصْبحُ الآخرُ طِلّسْما، قطرةً حمراءَ فوق صخرةٍ، منارةً تمخرُ قلب الريح،تلاحقُ الظلامَ بالنورِ، والحالمينَ بقبلةِ الخلوديعبران النهرَ ليلَ نهارَ ولا يشربانعلى ضوء الشموعِ يُرْفى ثوبُ الرجاء وأتباعُهما يقتفون خطى الآخرهْ عجباً، حتى في الحلمِ العابر،لم تسقطِ السماءُ على الأرض!رأسان أبلغا الأَلُوكةَ إذْ حُزّا  باسْمِ الأخوةِ والضلالة واليقين.باسْمِ سوء التفاهم بين الوجود واللا وجود. 11-08-2011رأستمّ تمجيدُه عبر الأنهر والبحار،الزلازلِ والعواصف،النجومِ والكواكب، السهول والجبالِ،الجفاف والمطر، سوءِ الطالعِ والنجاححاضرٌ في غيبته، مخيفٌ في رحمته، بعيدٌ قدْرَ قربه،عيناه هالتان بلا حدود، تريان ما لا يُرى، وتسمعان ما لا يُسْمعُ،زفرته بلسمٌ، ورعشتهُ تشلّ الوجودإنْ تمّ تمجيده صباح مساء يرحمْ،وإنْ جفوْتَهُ، في صورة أخرى، يَزُرْكيُسَطّرُ بالضوء ما لا يُسَطّرُ، دوَاتُهُ بيضاءُ، وحبرهُ لا ينضبُأمس، رأيتُ كابوسا: رأسا مُعلقا في الهواء،سألتُ الريحَ عن صاحبهسمعتُ نشيجاً وعويلا، تحيّرْتُ، هل هذا جسدُ الريحِ أم رأسُ الواحدِ الأحد؟14-08-2011

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram