التسامح في الإسلام أكد الإسلام على «روح السماحة» في موقفه من غير المسلمين، والتي تبدو في حسن المعاشرة، ولطف المعاملة، ورعاية الجوار، وسعة المشاعر الإنسانية من البر والرحمة والإحسان، وهي الأمور التي تحتاج إليها الحياة اليومية، ولا يغني فيها قانون ولا قضاء، وهذه روح لا تكاد توجد في غير المجتمع الإسلامي. كما يقول الدكتور يوسف القرضاوي، ويضيف: وتتجلى هذه السماحة في مثل قول القرآن في شأن الوالدين المشركين اللذين يحاولان إخراج ابنهما من التوحيد إلى الشرك: «وصاحبهما في الدنيا معروفا»، وفي ترغيب القرآن في البر والإقساط إلى المخالفين الذين لم يقاتلوا المسلمين في الدين، كما في سورة الممتحنة،وفي قول القرآن يصف الأبرار من عباد الله: «ويُطْعمُون الطعام على حبّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً». ولم يكن الأسير حين نزلت الآية إلا من المشركين.
وفي قول القرآن يجيب عن شبهة بعض المسلمين في مشروعية الانفاق على ذويهم وجيرانهم من المشركين المصرّين: «ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تُنْفقُوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله». وقد روى محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة ومدون مذهبه: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، بعث إلى أهل مكة مالاً لما قحطوا ليوزع على فقرائهم، هذا على الرغم مما قاساه من أهل مكة من العنت والأذى هو وأصحابه.rnاستراحة الصائم يحكى أن رجلاً اصطاد سمكة كبيرة، ففرح بها، وفي طريق عودته الى زوجته وأولاده قابله حاكم المدينة، ونظر إلى السمكة التي معه، فأخذها منه، فحزن الصياد، ورفع يديه إلى السماء شاكياً لله ـــ عز وجلّ ـــ طالباً منه أن يريه جزاء هذا الظالم. ورجع الحاكم إلى قصره، وبينما هو يعطي السمكة للخادم لكي يُعدَّها له، إذا بالسمكة تعضه في إصبعه، فصرخ وشعر بألم شديد، فأحضروا له الأطباء، فأخبروه أن إصبعه قد أصابه السم من عضة السمكة، ويجب قطعه فوراً حتى لا ينتقل السم إلى ذراعه، وبعد أن قطع الأطباء إصبعه، أحس أن السم ينتقل إلى ذراعه ومنه إلى بقية جسده، فتذكر ظلمه للصياد، وبحث عنه، وعندما وجده ذهب إليه مسرعاً يطلب منه أن يسامحه ويعفو عنه حتى يشفيه الله، فعفا عنه.ذات يوم، اختلف الإمام علي ـــ عليه السلام ـــ مع يهودي في درع (يُلبس كالرداء على الصدر في الحروب)، فذهبا إلى القاضي، وقال الإمام علي: إن هذا اليهودي أخذ درعي، وأنكر اليهودي ذلك، فقال القاضي للإمام علي: هل معك من شهود؟ فقال الإمام علي: نعم، وأحضر ولده الحسين، فشهد الحسين بأن هذا الدرع هو درع أبيه، لكن القاضي قال للإمام علي: هل معك شاهد آخر؟ فقال الإمام علي: لا. فحكم القاضي بأن الدرع لليهودي، لأن الإمام علي لم يكن معه من الشهود غير ولده. فقال اليهودي: أمير المؤمنين جاء معي إلى قاضي المسلمين فقضى على أمير المؤمنين ورضي. صدقتَ والله يا أمير المؤمنين.. إنها لدرعك سقطتْ عن جمل لك التقطتُها، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. فأعطاه الإمام علي الدرع فرحاً بإسلامه.rnحقيقة الزهد وصفات الزاهدين باسم عبد الحميد حمودي الزهد في الدنيا ليس بتحريم الطيبات وكف النفس عنها، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم، أزهد الناس ولم يحرم على نفسه شيئا أباحه الله له، قال الإمام أحمد بن حنبل: الزهد على ثلاثة أوجه، الأول: ترك الحرام، وهو زهد العوام. والثاني: ترك الفضول من الحلال، وهو زهد الخواص. والثالث: ترك ما يشغل عن الله، وهو زهد العارفين. والذي أجمع عليه العارفون: أن الزهد سفر القلب من وطن الدنيا وأخذه في منازل الآخرة وعلى هذا صنف المتقدمون كتب الزهد كالزهد لعبدالله بن المبارك وللإمام أحمد ولوكيع ولهناد بن السري ولغيرهم. ومتعلقه ستة أشياء: لا يستحق العبد اسم الزهد حتى يزهد فيها: وهي المال والصور والرياسة والناس والنفس وكل ما دون الله، وليس المراد رفضها من الملك، فقد كان سليمان وداود، عليهما السلام، من أزهد أهل زمانهما ولهما من المال والملك والنساء ما لهما، وكان نبينا من أزهد البشر على الإطلاق وله تسع نسوة وكان علي بن أبي طالب(عليه السلام)، وعبد الرحمن بن عوف والزبير وعثمان، رضي الله عنهم، من الزهاد مع ما كان لهم من الأموال، وكان الحسن بن علي، عليه السلام، من الزهاد ، وكان عبد الله بن المبارك من الأئمة الزهاد مع مال كثير، وكذلك الليث بن سعد من أئمة الزهاد وكان له رأسمال يقول: لولا هو لتمندل بنا هؤلاء! جاء في الاثر: ليس الزهد في الدنيا بتحريم الحلال ولا إضاعة المال، ولكن أن تكون بما في يد الله أوثق منك بما في يدك وان تكون في ثواب المصيبة إذا اصبت بها أرغب منك فيها لو لم تصبك. والزاهد هو الذي يقنع بما أتاه الله ولا يأسى على ما فاته من الدنيا ولا يعلق قلبه بغير ربه تعالى ويكون بما في يد الله أوثق مما في يده، ويعرض عن كل ما يشغله عن ربه وعبادته، فالزاهد الحق هو من سلك مسلك النبي، صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فمثل هذا هو الزاهد حقا. قال الفضيل بن عياض: أصل الزهد الرضا عن الله عز وجل، وقال: القنوع هو الزهد، وهو الغنى. فمن حقق اليقين، وثق بالله في أموره كلها، ورضي بتدبيره له، وانقطع عن التعلق بالمخلوقين رجاء وخوفا ومنعه ذلك من طلب الدنيا بالأسباب المكروهة، ومن كان كذلك، كان زاهدا في الدنيا حقيقة، وكان من أغنى الناس، وإن لم يكن له شيء من الدنيا. وسئل الزهري عن الزاهد فقال: من لم يغلب الحرام صبره، ولم يشغل الحلال شكره.rnحدث في رمضانفي مثل هذا اليوم من عام 21 للهجرة (20 آب 642 م ) توفي القائد الإسلامي الكبير خالد بن الوليد . قضى حياته في كر وفر وجهاد ، وشاعت أخبار انتصاراته في حروب الردة والفتوحات ، وقد اسلم في السنة السابعة للهجرة وسماه الرسول الكريم سيف الله المسلول .وفي مث
رمضانيات
نشر في: 17 أغسطس, 2011: 08:59 م