عامر القيسيعندما اندلعت أعمال الشغب والعنف في لندن الأسبوع المنصرم قطع رئيس الوزراء البريطاني إجازته التي كان يتمتع بها ، ليلتحق فورا بمقر عمله ويعقد اجتماعات طارئة واستثنائية مع المسؤولين المتخصصين والمتعلقة أعمالهم بموضوع الاضطرابات في لندن .
وأدلة كثيرة لا نريد ان نستعرضها لمسؤولين يلتحقون فورا بمراكز عملهم بمجرد حدوث مشاكل اجتماعية أو اضطرابات أو كوارث طبيعية لمعالجة الأزمات ويشكلون لذلك خلايا أزمة ولجانا خاصة ولا تهدأ خلية الأزمة إلا بالانفراج الواضح للأزمة أو السيطرة عليها ، لان عدم حصول ذلك يعني أن على المسؤول بما في ذلك رئيس الوزراء وكتيبته ان يقدموا استقالاتهم احتراما لأنفسهم قبل أي شيء آخر . ماذا فعل المسؤولون لدينا بعد التفجير الإرهابية يوم الاثنين المنصرم ؟ هل سمعتم مثلا أن رئيس الوزراء استدعى فورا المسؤولين الأمنيين من وزراء ووكلاء وقادة مواقع ليناقشوا الأمر ويقلبوه ويحددوا المسؤولية ويضعوا الخطط ؟ الجواب لا هل سمعتم أو قرأتم ان كتلا سياسية كلفت نفسها عناء عقد اجتماع طارئ لتدارس الانهيار الأمني؟ بالمناسبة كان هذا التصعيد متوقعا على لسان معظم المسؤولين داخل الحكومة وخارجها ، وقدمت حلولا معقولة أو ممكنة لمنع التكرار المتوقع أيضا !! الجواب .. لا !هل سمعتم أن أية كتلة سياسية أعلنت بعد التفجيرات بأنها من اجل هذه الدماء العراقية الزكية التي أريقت على مذبح الخلافات السياسية ، مستعدة للتنازل عن كذا وكذا من مطالبها من اجل توزير الوزارات الأمنية ؟ هل سمعتم من باب المزاح أن نائبا برلمانيا أو مسؤولا كان في رحلة استجمام أو عمل ، هناك شكوك من وجود عمل للسادة المسؤولين ، قرر قطع رحلته أو إجازته والالتحاق فورا بمقر عمله وإنقاذ ما يمكن إنقاذه ؟ الجواب .. لا طبعا! هل دار في خلدكم أن مجلس النواب تثاءب قليلا ويهرع أعضاؤه لعقد اجتماع طارئ لمناقشة الأسباب وتحميل المسؤوليات وعزل المقصرين ؟ الجواب .. مئة طبعا لا !دلوني يرحمكم الله على فعالية رسمية أو سياسية انتفضت على أصوات الانفجارات التي توزعت شمالا وجنوبا ويمينا ويسارا ، ودعت الى مؤتمر ولو من باب رفع العتب لمناقشة القضية ، ليس لمناقشتها حتى لا نطلب أكثر من المتوقع ، بل من أجل تقديم المساعدات الإنسانية للضحايا؟ طبعا لا!هل شاهدت أيها المواطن المغلوب على أمره ، من شاشات الفضائيات الرسمية وغير الرسمية أن المسؤولين ، باختلاف مواقعهم ، قد هرعوا الى أماكن التفجيرات ليشاهدوا بام أعينهم ويسألوا الناس عما حصل ، وليس انتظار التقارير المبهمة والكاذبة عن الذي حصل وأسبابه ؟ الجواب مليون مرّة لا ! هذا هو نمط المسؤولين لدينا .. ففي الوقت الذي كانت الدماء العراقية تنزف على الشوارع والأرصفة كان السادة النواب يناقشون قانونا للعفو العام سيستفيد منه القتلة والمجرمون أكثر من الأبرياء أو جرائم "النص ردن" بل احتدم القوم وتجادلوا وتنابزوا في التسميات تسميات المجرمين والأبرياء .. في نفس الوقت الذي كان أنين المصابين يملأ غرف المستشفيات في أكثر من ست محافظات دفعة واحدة !!دلوني فقط على رد فعل أو عمل قام به أي مسؤول يدل على أن شعرة من رأسه قد تحركت من مكانها وهو يرى الخراب الذي يحل بالناس أمامه ..الشيء الوحيد الذي لا نجد صعوبة في العثور عليه ، هو الوجوه الباشة في الفضائيات والاتهامات المتبادلة والضحك على الذقون !!
كتابة على الحيطان: ماذا حصل بعد الاثنين الدامي؟
نشر في: 17 أغسطس, 2011: 09:08 م