اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > منهج تجاهل الكارثة

منهج تجاهل الكارثة

نشر في: 19 أغسطس, 2011: 06:36 م

ساطع راجيفي يوم الاثنين 15/8/2011 شهدت 15 مدينة عراقية سلسلة هجمات راح ضحيتها مايزيد على 300 مواطن بين قتيل وجريح، في اي دولة حقيقية كان أقل من هذا الحدث سيؤدي الى استقالات وتحقيقات، وفي كل الأحوال سيتمتع الحدث بتغطية اعلامية كبيرة، لكن ماحدث هذه المرة شبيه بما يحدث كل مرة، حيث استمرت فضائية الدولة بعرض برامج الطبخ الرمضاني وغيره من التسالي ،وكان الرد الرسمي سيلا من بيانات الادانة وكأن الجريمة وقعت في بلد صديق لا أكثـر، وربما ستشهد الايام المقبلة قفزا في تصريحات النواب نحو الوضع الامني هربا من سيلان الفضائح الذي زكم الانوف دون اي حقائق او مواقف رسمية،
 إن منهج تجاهل الكارثة تعتمده دول فاشلة وزعامات ورقية للتملص من الازمة، فهي تتجاهل الكارثة لأنها لاتستطيع مواجهتها ونستحضر في هذه الايام موقف حركة الشباب المجاهدين التي تسيطر على مساحات واسعة في الصومال وهي تنكر وجود المجاعة رغم ان المنظمات الدولية وجثث الموتى تؤكد الكارثة التي تواجه مئات آلاف الجائعين، فهل تحكمنا جماعات من الشبان المجاهدين الذين يفضلون موت شعبهم على الاعتراف بالفشل؟قبل أيام قال رئيس الوزراء إن الوزارات الامنية لا تحتاج لوزراء لأنها تحولت الى مؤسسات يمكنها العمل بدون وزراء الى نهاية الدورة البرلمانية، وهذا نموذج لتجاهل كارثة الفشل في تسمية وزراء امنيين على مدار عدة أشهر، والتجاهل هنا يريد دفعنا الى الجهل ،حيث هناك وزراء للداخلية والدفاع حتى في اكثر بلدان العالم امنا واستقراراً وحتى أعتى الطغاة المتفردين بالحكم والممسكين شخصيا بالاجهزة الامنية في بلدانهم يعينون وزراء امنيين على الاقل لتحميلهم المسؤولية في حالة حدوث اي فشل او خرق او كارثة، فمن سيتحمل ما حدث في يوم الاثنين 15/8 وما قبله وما بعده ان حدث لا سمح الله، أم إن برامج الطبخ والحزورات ستكون سلاحا دائما لاشاعة التجاهل والتجهيل؟  منهج التجاهل هو الذي سيطر أيضا خلال الايام القليلة الماضية، على الاحداث في المناطق المتنازع عليها وتحديدا في ديالى رغم ان الازمة في حالة تسخين متواصل وقد تهدد باندلاع مواجهة مسلحة بين القوى والمؤسسات الرسمية للدولة نفسها، وتم تجاهل مناطق العيش المشترك المتنازع عليها طوال ثماني سنوات وتركت لتعبث بها جماعات متطرفة قد تعرض وحدة العراق للخطر وقد تدفع الى مواجهات بين مكونات الوطن الواحد، فهل نفع هذا التجاهل في حل المشكلة أم إنها تركت للمناورات السياسية؟   منهج التجاهل هو القاعدة الاولى في السياسة العراقية وهي قاعدة يلتقي عندها وعليها الفرقاء السياسيون وهم يظنون إن التجاهل يمنحهم الفرصة للتملص من المسؤولية ويمنحهم الفرصة لكسب الوقت في مواجهة المطالب الشعبية والاستحقاقات السياسية، لكن لذة السلطة لا تعترف بالوقت حيث يبدو كل يوم وكأنه اليوم الاول في اغتراف هذه اللذة ولن يشعر الملتذ بخمرة السلطة الا والوقت قد داهمه وحينها لن ينفعه التجاهل، وسيبدو آنذاك كأنه المخدوع الوحيد بهذا المنهج الكارثي، وعليه ان لا يعول كثيرا على ما يعتبره علامات رضا عند المواطنين لأنهم مازالوا يلعبون المحيبس ويتدفقون على ملعب الشعب لمتابعة مباراة ختام الدوري ويذهبون سيرا على الاقدام في ذروة القيظ لزيارة المراقد المقدسة، فهناك أيضا جحافل من الجياع والعاطلين والمقهورين الذين يمثلون وقودا سريع الاشتعال لأي موجة غضب.   

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram