بغداد/ المدى في وقت يسعى البيت الأبيض لدفع رئيس الوزراء نوري المالكي إلى طلب بقاء قوات أمريكية في العراق بعد الموعد النهائي لانسحابها المرتقب نهاية العام الحالي، يرى بعض المحللين الإستراتيجيين أن بقاء القوات يعطي رسالة لإيران بان الأمريكان لا يخشون الهجمات التي تتبناها جماعات مدعومة من إيران.وفي مقالة نشرتها مجلة "فورين أفيرز" للباحث ميكا زينكو مؤلف كتاب "العمليات العسكرية الأمريكية المنفصلة في العالم بعد الحرب"،
يرى زميل مركز العمليات الوقائية الأميركي إن "القول وداعا للعراق أمر يصعب على الجيش الأمريكي"، بعدما استغرق الانخراط في الشأن العراقي نحو 21 سنة، بما في ذلك ما يقرب من 4000 يوما من حظر الطيران على بعض المناطق و3000 يوم من عمليات تحقيق الاستقرار منذ حرب الخليج الأولى. وقد عمد مسؤولون بوزارة الدفاع الأمريكية مؤخرا إلى التماس المطالبة والحيلة لإجبار الحكومة العراقية على أن تطلب من واشنطن بقاء بعض قواتها. وفي نيسان، وجه الأميرال مايكل مولن، رئيس هيئة الأركان المشتركة إنذارا نهائيا للمالكي: "في حال رغبت الحكومة العراقية مناقشة إمكانية بقاء بعض القوات الأمريكية، فعليها أن تبدأ بذلك قريبا- قريبا جدا– من اجل تجنب أي فرصة لاتخاذ قرارات تنفيذية ولوجستية غير قابلة للنقض في الأسابيع المقبلة".تبدو بغداد حتى الآن غير قادرة على اتخاذ قرارها. ويضغط بعض الزعماء السياسيين من اجل الإبقاء على بعض القوات الأمريكية، ولكن فقط في مجال التدريب وتقديم المشورة. إلا أن معظم العراقيين والعديد من أعضاء في البرلمان العراقي يبدون قلقهم من استمرار الوجود العسكري الأميركي، الذي يعتبر مشكلة مادام المسؤولون الأمريكيون يصرون على أن يصادق البرلمان على تجديد وجود بعض قواتهم. وكان الرئيس العراقي جلال طالباني طلب من الكتل السياسية المنقسمة في بغداد أن تقرر بحلول يوم السبت الماضي ما إذا كانت ستطلب تمديد وجود القوات الأمريكية في العام المقبل. ولم تتمكن الكتل من التوصل إلى توافق وتأجلت المفاوضات حول هذا الموضوع "حتى إشعار آخر".وكان ممثلو الرئيس الأميركي جورج بوش قد وقعوا ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اتفاقية وضع القوات الأميركية (SOFA) ، التي وضعت الإطار القانوني والتنفيذي للجنود الأميركيين ونظرائهم المدنيين في العراق. وتكمن النقطة الأساسية للاتفاقية في المادة 24 ومفادها "ستنسحب جميع قوات الولايات المتحدة من الأراضي العراقية كافة في موعد أقصاه 31 ديسمبر 2011." وفي خطاب ألقاه الرئيس الأميركي باراك أوباما قبل أشهر قليلة، أكد انه يعتزم التمسك بالموعد النهائي.لكن البيت الأبيض، وبحسب مسؤولين أميركيين فضلوا عدم الكشف عن أسمائهم، يستعد للإبقاء على 10 آلاف من القوات البرية في العراق بعد نهاية هذا العام. ولديه على ما يبدو سببان. الأول هو لمنع إيران من تزويد الجماعات المسلحة بالعبوات الناسفة والصواريخ التي استخدمتها تلك الميليشيات لقتل الجنود الأمريكان. وكان مسؤولون عسكريون أميركيون قد أفادوا بان تسعة جنود أميركيين من أصل الـ 15 الذين قتلوا في العراق في يونيو حزيران، لقوا حتفهم بفعل هجمات بتلك الأسلحة. والسبب الثاني هو أن مجرد وجود عشرة آلاف من القوات الأميركية سوف يخفف من نفوذ إيران على المدى الطويل في العراق، والذي كان ساحة معركة بالوكالة بين واشنطن وطهران منذ عقود. الباحث وزميل مركز العمليات الوقائية الأميركي يرى ان "القول وداعا للعراق أمر يصعب على الجيش الأمريكي"، بعدما استغرق الانخراط في الشأن العراقي نحو 21 سنة، بما في ذلك ما يقرب من 4000 يوما من حظر الطيران على بعض المناطق و3000 يوم من عمليات تحقيق الاستقرار منذ حرب الخليج الأولى. وقد عمد مسؤولون بوزارة الدفاع الأمريكية مؤخرا إلى التماس المطالبة والحيلة لإجبار الحكومة العراقية على أن تطلب من واشنطن بقاء بعض قواتها. وفي نيسان، وجه الاميرال مايكل مولن، رئيس هيئة الأركان المشتركة إنذارا نهائيا للمالكي: "في حال رغبت الحكومة العراقية مناقشة إمكانية بقاء بعض القوات الأمريكية، فعليها أن تبدأ بذلك قريبا- قريبا جدا– من اجل تجنب أي فرصة لاتخاذ قرارات تنفيذية ولوجستية غير قابلة للنقض في الأسابيع المقبلة".
الجيش الأميركي: يصعب علينا القول (وداعا للعراق)
نشر في: 19 أغسطس, 2011: 10:46 م