د.طالب المحسن الدكتاتور يمزح ايضا... اثناء الحرب العراقيه الايرانية كان الاعلام الايراني شأنه شأن الاعلام العراقي يضخم خسائر القوات الاخرى ويبالغ في اعداد القتلى والاسرى... يومها وفي اجتماع للقيادة العراقية قال صدام ساخرا من البلاغات الايرانية : في نهاية الحرب سوف نطالب ايران بالارقام التي تذكرها ... ضحك صدام , هز كتفيه , ضحك الرفاق بخجل , بكى العراقيون وهم يراقبون الشاشات لان هذه الارقام هي من بيوتهم .
الذي ذكرني بهذه اللحظة هو كثرة الارقام التي تعلنها القيادة العراقية الان من زمر الارهاب التي تقع في ايديها من امراء وقتلة منسوبين للقاعدة،وأظن ان القاعدة سوف تطالب الحكومة العراقية يوما بهذه الارقام!!! وفي سبيل تضييع الامر على القاعدة او على المعنيين بمتابعة الشأن الامني العراقي فأن الحكومة بين وقت وآخر وحسب المساومات تفتح ابواب السجون لتطلق الى الريح بعضاً من زمر القاعدة !! حتى تضيع الارقام , وليس بين الاخوة حساب !! والا كيف نفسر الهروب الجماعي والمتكرر من كل سجون العراق ودائما يأتي الاعلان لاحقا ان الهاربين ينتمون للقاعدة وبعضهم محكوم عليهم بالاعدام!! من هم؟؟ كم عددهم؟؟ كيف يتم الهروب؟؟ وماهي نتائج التحقيق؟؟ لا احد يعلم !! الحرية ثمينة جدا وخصوصا عند اصحاب الفكر , عاشقي الحياة وبناتها , عندهم وعندهم فقط مغامرة الهروب لها ألف معنى، أما الظلاميون الذين تطاردهم ارواح الابرياء فلا أفهم ماذا تعني الحرية عندهم . في الفيلم الرائع الفراشه بطولة الممثل الراحل ستيف ماكوين وداستن هوفمان , يكرر ماكوين تجربة الهروب ويدفع ثمنها هو وصديقه هوفمان المزيد من العذاب , وفي المحاولة الاخيرة لم يوافقه صديقه هوفمان فذهب ماكوين بعيدا في الادغال ليقفز من صخرة تطل على البحر حيث ينتظره زورق الجوز ... في هذا الفيلم كان يصدر الهروب كمعنى من معاني الحرية والفراشة الموشومة على ساعد البطل ارادها ان تحلق بعيدا خارج حدود السجن . اليوم وبسبب الهروب المتكرر , هل سوف تمتلىء سماؤنا بالفراشات ام انها سوف تمتلىء بالغربان التي تنعق على خراب الديار ؟!
فراشات عراقية
نشر في: 20 أغسطس, 2011: 06:32 م