بغداد/ المدىبعد مرور ساعات على تأكيدات وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا بأن العراق بات يقترب من تمديد بقاء الأميركان، جاء رد الحكومة مخالف لما يراه بانيتا. إذ أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة علي الدباغ أمس عن إن المفاوضات الرسمية مع الجانب الأمريكي بخصوص بقاء جزء من القوات الأمريكية لم تبدأ بعد نافيا إعطاء الحكومة العراقية موافقتها لبقاء القوات الأمريكية لما بعد العام الحالي.
هذا التصريح، يتضارب مع ما أدلى به مستشار رئيس الوزراء الإعلامي علي الموسوي، والذي أكد أمس الأول أن الانسحاب الأميركي الكامل سيكون نهاية العام الحالي. الدباغ قال في بيان تلقت "المدى" نسخة منه أمس إن الاجتماع الأخير لقادة الكتل السياسية قد أقر بوجود حاجة لتدريب القوات الأمنية و العسكرية العراقية.و لم تبدأ حتى الآن أي مفاوضات رسمية مع الجانب الأمريكي لتقرير نوع و مدة وعدد قوات التدريب المطلوبة ليتقرر على ضوئها الحاجة لوجود قوات تدريب في العراق من عدمه.من جانبه، اعتبر النائب عن تيار الأحرار الصدرية مشرق ناجي أن تضارب التصريحات داخل الحكومة قد يكون وراءه هدف سياسي الغرض منه طرح موضوع معين للنقاش وبالتالي يتم اللجوء إلى المناورات، وتابع في تصريح خص به "المدى" أمس "علينا ألا نأخذ التصريحات الجانبية التي تصدر من هنا وهناك بل التركيز على المخول الرسمي بالتصريح وهو الدباغ".وانتقد ناجي الكتل السياسية التي، وبحسب ما يقول القيادي الصدري، "تمتنع حتى اللحظة من الإدلاء بموقف من قضية الانسحاب الأميركي لأنها تخشى على قواعدها الجماهيرية، مبينا "أن الائتلاف الوطني يعد الوحيد أن رفض وجود الأميركان لما سببوه من مشاكل للعراق من خلال تحريضهم دول الجوار فضلا عن افتعال الأزمات الداخلية". وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فأن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا متفائل من أن العراق سيوافق على بقاء بعض القوات الأميركية إلى ما بعد الموعد النهائي للانسحاب نهاية العام. وتابعت الصحيفة في تقرير لها أمس "لقد كان بانيتا و كبار القادة الأميركان يضغطون على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وغيره من القادة العراقيين على مدى أشهر من اجل القرار على طلب بقاء القوات ام لا. و في مقابلة مع المراسلين العسكريين"، قال بانيتا بان الرئيس أوباما ملتزم بانجاز الانسحاب، إلا أن وزير الدفاع قال إن العراق سيطلب بقاء بعض القوات من اجل تدريب القوات العراقية و ربما لمساعدة العراقيين في حماية بلدهم. و قال إن المفاوضات الجارية حاليا بين الطرفين ستقرر شكل الوجود الأميركي في العراق. كما ذكر الناطق باسم البنتاغون جورج ليتل بان السيد بانيتا لا يستطيع التكهن بنتائج المفاوضات مع الحكومة العراقية. و عند سؤاله عن مدى تقدم النقاشات مع الحكومة العراقية منذ زيارته قبل ستة أسابيع، أوضح بانيتا بان العراقيين وافقوا على مناقشة العلاقة الإستراتيجية ما بعد 2011 و ماهية هذه العلاقة.وشددت الصحيفة على أن وزير الدفاع الأميركي، "وضع القادة العسكريون الأميركان خيارات استمرار الوجود العسكري الأميركي التي تشمل إبقاء عشرة آلاف مقاتل في العراق. خلال زيارته إلى بغداد في تموز".صرح بانيتا باستيائه من السرعة البطيئة لحكومة المالكي في اتخاذ القرار. السيد بانيتا هو المسؤول الأميركي الوحيد الذي صرح بثقته بان القادة العراقيين سيطلبون تمديد وجود القوات العسكرية الأميركية في العراق. مؤيدو تمديد بقاء القوات يشيرون إلى الهجمات العنيفة الأخيرة التي ضربت البلاد. و يعتقد كبار المسؤولين العسكريين الاميركان بان ترك قوة كبيرة بعد هذا العام قد يدعم الاستقرار في العراق و يواجه المطامع الإيرانية، و قد صرح حلفاء اميركا -السعودية و اسرائيل – بقلقهم من قيام ايران بتوسيع نفوذها في حالة انسحاب كامل القوات الأميركية من العراق. مع أن العراق قد فتح الباب أمام المفاوضات، فيبقى من غير المؤكد ما إذا كان الطرفان سيتوصلان إلى اتفاق بشأن بقاء القوات الأميركية، إذ أن هذه القضية على درجة عالية من الحساسية السياسية في العراق، حيث ترغب نسبة كبيرة من أبناء الشعب ببقاء الأميركان، بينما اقر القادة بإمكانية استمرار المساعدة الأميركية في تدريب قواتهم العسكرية و في ضمان الاستقرار في البلاد. قبل عام قام الجيش الأميركي بسحب آخر وحداته القتالية و لازال في العراق ما يقارب 46 ألف مقاتل. وبالفعل بدأت وزارة الدفاع بسحب تلك القوات و من المحتمل إنهاء عملية الانسحاب خلال الخريف الحالي. وقال بانيتا انه في حالة عدم وجود اتفاقية جديدة فان الانسحاب سيستمر و تتم مغادرة القوات الأميركية كافة في 31 كانون الأول، حيث قال "سنستمر بالانسحاب و سنلتزم بإخراج كل القوات القتالية من العراق، انه التزام وعد به الرئيس واعتقد انه يريد تنفيذه".
الحكومة ترد على بانيتا: قرار التمديد لم يتخذ والمـفـاوضـات مـسـتمـرة
نشر في: 20 أغسطس, 2011: 09:22 م