 بغداد/ المدىأعلن تنظيم القاعدة في العراق، أمس السبت، عن إطلاقه هجوما يتضمن مئة عملية تشمل أنحاء العراق، مؤكدا أنه باشر بالمرحلة الثالثة من الهجوم تحت اسم "الثأر لابن لادن والقادة". وشهدت محافظات بغداد وكربلاء والنجف وديالى وصلاح الدين ونينوى وواسط، الاثنين الماضي في الـ15 من آب الحالي، عددا من التفجيرات بواسطة سيارات مفخخة وعبوات ناسفة استهدفت القوات الأمنية والمدنيين، أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 307 أشخاص.
وقال تنظيم دولة العراق الإسلامية التابع للقاعدة في بيان أصدره أمس، وحصلت "المدى" على نسخة منه، إن "التنظيم أطلق في منتصف رمضان هجوما جديدا تضمن مئة عملية في كل أنحاء العراق سمي (خطة حصاد الخير)"، موضحا أن "العمليات تتنوع ما بين اقتحام وعمليات انتحارية وتفجير بعبوات واغتيال بالكواتم والقناصات في المدن والأرياف والولايات كافة". وأعلن التنظيم في بيانه عن "البدء بالمرحلة الثالثة من الحملة، بغزوة أطلق عليها اسم غزوة الثأر لأسامة بن لادن والقادة الكبار"، بحسب البيان. بدوره قال القيادي السابق في التنظيم الملا ناظم الجبوري، "إن بيان القاعدة يدل على عدم تأثرها بمقتل زعيمها أسامة بن لادن"، ويضيف في تصريحات لـ"المدى" أمس "بالرغم من توجيه ضربات كبيرة لها فالتنظيم يحاول بين الحين والآخر القيام بعمل من شأنه إثبات الوجود، متابعا "في أوقات يستهدف المواطنين بعمليات إرهابية باعتبارهم الحلقة الأضعف، ويسهل عليه الوصول إليهم من خلال اعتماد خلايا عنقودية موزعة في جميع أنحاء البلاد تستخدم المواد ذات الاستعمال المزدوج والتي يسهل تمريرها إلى المناطق عبر نقاط التفتيش".وأضاف "وفي أحيان أخرى يلجأ التنظيم إلى إصدار بيانات تتهافت عليها وسائل الإعلام من اجل نشرها مما ينشر الرعب في نفوس المواطنين". ودعا بيان القاعدة مقاتلي التنظيم إلى رد الحملة التي يقودها الغرب على طيف من الشعب العراقي والقتال لجعل الحملة بداية عهد جديد من الفتوحات، بحسب البيان.  وكان المتحدث باسم الجيش الأميركي الجنرال جيفري بيوكانن قد أكد في وقت سابق إن الخطر الذي يمثله تنظيم القاعدة والمجموعات المسلحة الأخرى المناوئة للحكومة العراقية لا يزال قائما على الرغم من انخفاض معدلات العنف خلال الأشهر القليلة الماضية. وعزا بيوكانن زيادة عمليات الاغتيال التي تستهدف ضباطا وموظفين حكوميين إلى عدم قدرة القاعدة على تنفيذ هجمات وصفها بالنوعية بعد الضربات التي وجهتها القوات العراقية بدعم من القوات الأميركية لهذا التنظيم على مدى السنوات الماضية.ويصف رئيس لجنة المصالحة الوطنية في مجلس النواب، قيس الشذر تنظيم القاعدة بالمغلق والذي يصعب اختراقه، متابعا "لا أتصور أن أحداً يستطيع معرفة أين سيوجه تنظيم القاعدة ضرباته في مكان". ويخالف الشذر رأي الجبوري بخصوص أساليب التفجير ويوضح، "لو استخدموا المتفجرات ذات الاستعمال المزدوج لما ألحقت أضرارا بالشكل الذي شاهدنا في الهجمات الأخيرة، وبالتالي فأن الأمر يدل على ورود متفجرات جديدة لها من الخارج بعد نفاذ تلك التي كانت يستخدمها النظام السابق"، مؤكدا انه لا يزال يعتمد على التمويل الخارجي من دول المنطقة.يذكر أن تنظيم القاعدة في العراق تبنى، في 17 آب الجاري، تنفيذ 28 عملية في جنوب البلاد خلال تموز الماضي من بينها تفجير أربع سيارات مفخخة استهدفت الزائرين في كربلاء، أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 200 شخص، كما وتبنت جماعة دولة العراق الإسلامية التابعة لتنظيم القاعدة مطلع تموز الماضي، التفجير الذي استهدف مقر شرطة الطوارئ في محافظة البصرة في الـ13 من حزيران الماضي، والتفجير الذي استهدف منزل محافظة الديوانية في الـ21 من الشهر نفسه وأسفرا عن مقتل وإصابة 68 شخصاً.