بغداد/ المدىلم يكتف رئيس الوزراء نوري المالكي بتحذير الشعوب العربية من مخطط "صهيوني"، يتربص لرياح "الربيع العربي"، بل تجاوز الأمر ليهدد أمس دول المنطقة بـ"سايكس بيكو" جديدة تتوعد الدول العربية يمكن أن تقسمها إلى دويلات صغيرة.
تأتي هذه التصريحات في وقت تستمر الاحتجاجات المطالبة بإسقاط الأنظمة العربية الدكتاتورية في ليبيا واليمن وآخرها سوريا، مع اقتراب الموعد الذي حدده المحتجون العراقيون في التاسع من أيلول لإقامة تظاهرات من المتوقع أن تكون شبيه لما حدث في الـ 25 من شباط.ويرى المالكي "أن الجميع يتمتع بالحرية، وما نراه اليوم من حركات احتجاجية في بعض البلدان يمثل رغبة تلك الشعوب في الحصول عليها"، إلا انه تراجع ليحذر من "أن تلك الاحتجاجات تتعرض في بعض الأحيان إلى السراق واللصوص، وهؤلاء يطلق عليهم لصوص الثورات، لذلك فان تلك الاحتجاجات والتظاهرات إذا لم يرافقها وعي كامل فإنها لن تكون ربيعا، بل ستتحول إلى خريف يجر تلك البلدان إلى سايكس بيكو جديدة وتقسيم الدول إلى دويلات". أصدقاء المالكي داخل التحالف الوطني، يرون في تصريحاته الكثير من الصواب، مشددين على أن الأوضاع في المنطقة تسير نحو المجهول.يقول النائب رياض الزيدي "نحن لا نخشى من التظاهرات فقد أتينا إلى السلطة عبر الطرق الدستورية من خلال صناديق الاقتراع".وتساءل "من الذي يطالب بإسقاطنا؟"، موضحا "أن التظاهرات التي شهدها العراق للإصلاح وتحسين الخدمات وهي نتاج التجربة الديمقراطية التي عاشها العراق طوال المرحلة السابقة التي تلت سقوط الدكتاتورية".ويظهر التحالف الوطني مقتنعا بأن تظاهرات المنطقة تختلف عمّا هي في العراق، وان المالكي يبغي إيصال رسائل إلى الجوار فحسب، لأنه مطمئن من الداخل. القيادي في التحالف المتواجد في القاهرة يكشف وجود أحزاب سياسية مصرية كانت وليدة قبل سقوط مبارك إلا أنها صعدت إلى الواجهة وبشكل كبير بعد ثورة الشباب هناك، مبينا في اتصال هاتفي مع "المدى" أمس "قد تثار شكوك بوجود أيادٍِ خفية تتلاعب بهذه الأحزاب وتمسك بها لتوجهها نحو خط معين"، متهما الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل بمحاولتهما استغلال ثورة الشباب وعدم وجود تنسيق عربي بين قيادات هذه الثورات في كثير من الأحيان.وعلى الجانب الآخر، فأن زعيم كتلة "حل" داخل ائتلاف العراقية احمد المساري أبدى استغربا من تصريحات المالكي، ويبين "هذه المرة الأولى التي استمع فيها إلى رئيس الوزراء وهو يتحدث عن الصهيونية ونظرية المؤامرة"، مشددا على انه يشعر بتخوف من التظاهرات التي يسعى الشباب العراقي إلى القيام بها خلال المرحلة المقبلة. ويتابع المساري وهو عضو اللجنة المفاوضة في العراقية، باتصال هاتفي مع "المدى" أمس "إن التغيرات التي تشهدها الأنظمة الدكتاتورية دليل على حرص الشعوب في التخلص من القمع وان المالكي إذا ما ابتعد عن التفرد في السلطة والاستحواذ على كل شي سيكون بمنأى عن التغيير، أما إذا استمر في سياسيته هذه، فأن مصيره سيكون كحسني مبارك والرئيس التونسي السابق".
المالكي يجدد تحذيره: "سايكس بيكو" تنتظر التظاهرات العربية
نشر في: 20 أغسطس, 2011: 09:24 م