اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > في الذكرى الثالثة لرحيل الرجل النبيل..كـامـل شـيـاع في ذاكرة وطـن

في الذكرى الثالثة لرحيل الرجل النبيل..كـامـل شـيـاع في ذاكرة وطـن

نشر في: 21 أغسطس, 2011: 05:47 م

المدى الثقافيتمر غداً الذكرى الثالثة لاستشهاد المفكر الشخصية الوطنية كامل شياع، الذي امتدت إليه الأيدي الغاشمة، المدججة بكواتم الموت في ظهيرة 23-8-2008، متوهمة أنها ستكتم صوتاً تنويرياً هادراً،
متناسية أنّ ما تركه الشهيد من مقالات وبحوث فكرية وسياسية جريئة، سيبقى في ذاكرة اجيال تنشد بناء وطن معافى من لوثات الفاشية والظلامية.والمدى الثقافي تكرّس اليو م صفحتها لاستذكار هذا الرمز والقامة الثقافية الشامخة.rnحــدث فـي مثــل هــذا اليــومفيصل عبد اللهفي يوم سبتٍ ملعون، هو الثالث والعشرين من شهر آب عام 2008، اغتيل المفكر والكاتب والشخصية الوطنية العراقية كامل شياع. اليوم، وبعد ثلاثة أعوام على تلك الفاجعة الكبرى، نستعيد نحن الأحياء ذكرى غيابه/ حضوره بيننا. كان يمكن لذلك اليوم ان يمر، مثله مثل بقية أيامنا المجلجة بعاديتها، ونطوي صفحته بسلام. لكنه أبى! مانحاً إيانا تاريخاً محدداً لحدث صار معلوماً. ما هو معلوم منه انه بحدود الساعة الثانية بعد الظهر، او حولها، غُمر كامل شياع بوابل رصاص كواتم الغدر. أما المكان فهو ليس بالبعيد عن "الباب الوسطاني" لبغداد، وأمام الأعين الساهرة لنقطتي شرطة على طريق محمد القاسم السريع. ورغم ان الناس في أرض السواد يولدون ويموتون من دون ان يكون لحضورهم او غيابهم معنى، وعبر قناعة يرددها العامة برضى وطمأنينة مفادها المكتوب وحكم القدر.إذاً، وعلى خلاف ذلك الاعتقاد القدري، صار لكامل شياع يوم معلوم لا شريك له فيه إلا سيل دمه. أما وقائعه فهي تستعصي على النسيان، أقله لنا نحن الأهل وطيف واسع من الأصدقاء. هل نغافل الأهل والأحبة ودولتنا العتيدة بإثباته؟ هل نوقد شمعة ذكرى علهم يتذكرون؟ مَن منا سيوقد شمعة لمَن؟ وخلف أي نعش سنسير غداُ، أو بعده؟ كم من أم وزوجة وأخت وابنة ستلفع بالسواد؟ هل سنؤمن بالمكتوب ذلك الذي نقش حروفه بطلقات على جبين مسالم، اسمه كامل شياع؟ ومع دوران الأسئلة تدور آلة القتل المجاني. تدور في بلاد تسبح بحمامات دم وحماقة وحقد وكراهية. يبادلك الفاعل بتكشيرة صفراء يحسبها ابتسامة. ابتسامة من يجلسون على كراسي أمراء الغابات، ويذرفون دموع التماسيح، ويمشون خلف النعوش اليومية، وحاملي أختام الطهارة والعفة والتقوى، وجحافل المرائين من مستجدي النعمة. ومهما يكن، بين أيدينا حضور كامل شياع المادي والمعنوي. بين أيدينا جودة الأداء ولياقة المفردة والحضور الطاغي. بين أيدينا كتابات لا تنبع من الإيهام والتنجيم والانتحال، بل من متعة التفكير العقلاني الحر. بين أيدينا سيرة عصامي انتقل من حياة آمنة، على خلاف ما يتمناه ملايين البشر في العيش على صدقة دول الكفر، الى موظف في وزارة وبيئة تعج بنزق تدخلات هواة السياسة. بين أيدينا ذكرى رجل شعاره الأمل والضوء وحب الحياة. بين أيدينا رفعة مقام تليق بسفير سلام فوق العادة. بين أيدينا كامل شياع بإرثه وذكراه الطيبة، مقابل قاتل هارب يلوذ بعاره، وعار دولة الإنكشارية. بين أيدينا مئات المقالات التي كتبت بحقه، وتلك المكتوبة على شكل إهداءات في الصفحات الأولى لمجاميع الشعر والرواية والدراسات الفنية والفلسفية والأدبية. بين أيدينا نخبة تنادت لإحياء ضفاف ذكراه في ذلك اليوم المعلن. بين أيدينا قضية كبيرة، ان أحسنا توظيفها، تعنى بقيم الحياة المدنية ومشروع الحداثة. أياً يكن... كأنه لم يرحل*.  لا بأس إذاً ان نستعيد وسامة ذلك الوجه الباسم أبداَ. ان يدخل كامل شياع بوابة التاريخ الواسع برصاص الغدر ليكون صنواً لبرج الأسد. ان نحمل الجرح ونمضي في رحلة الحياة وتشعب دروبها. ان نتعالى على التفاصيل الصغيرة لصغار القوم. ان نستجمع قوانا لنرمم تلك المكتبة المرصوفة بمئات الكتب والمصادر المتعددة اللغات، لا من أجل العودة الى الماضي بل لاستشراف المستقبل والعيش فيه. ان نسقط خبر "كان" من قاموسنا طالما انه لم يغادرنا. أن نبحث عن المعنى وسط خراب أيامنا العميم "سأجرّب إذاً أن أبدّل المنفى بالوطن، أو أن أبدّل متاهة بأخرى. لا تهمّني كثيراً التسميات، لأن الأمر يتعلق بالمعنى. وهو ما يبدو لي واضحاً وبسيطاً: أنا شخص عاش من موقعه قصة استمرت ٢٥ عاماً. وحين بلغت تلك القصة نهايتها، عليه أن يأتي بفعل يتناسب معها، عليه أن يبحث عن حياة أخرى. وإذا لم يحدث هذا ولا ذاك، تتحول معايشته الطويلة، بما فيها من قسوة وحرمان وإصرار وأمل، ضرباً من العبث والتفاهة. تخيل ما سيحدث لفلاديمير واستراغون لو ظهر غودو؟ لا أقصد هنا أنّ ظهور غودو ـ المستحيل على المسرح ـ ممكن على أرض العراق «المحرر»! مكان غودو الوحيد خارج المكان، أي داخل النفس"**. أن نقول "حدث في مثل هذا اليوم" بملء الفم. ان لا يمر ذلك التاريخ دون ان نستذكر فيه نشوة ذلك المهجوس بدفق الحياة. أن نستذكر تلك الكلمات الأثيرة على شاخص قبره "أي أوجاع سرية يورث المنفى، أي شفاء يحمل الوطن". ان نقلب البيت العربي الشهير "يعز عليّ أراك طريح التراب تعد النجوم"، رأساً على عقب. لكأنك

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram