رمضان وعاداته، وفرحة إقباله علينا، وبركاته ونفحاته، كلها مظاهر ينتظرها الكبير قبل الصغير من العام إلى العام لنسعد بشهرنا الكريم، وكما تتكرر كل عام نفس الأحداث، وأيضا نفس العادات الخاطئة التي تجعل من الصيام بدلا من أن يكون علاجا شافيا للجسم إلى شهر تزيد فيه الأمراض، عسر الهضم وارتفاع السكر والضغط، والسمنة وهي أكبر وأشهر الآثار المترتبة على سوء استغلال الناس لهذا الشهر العظيم.
ويعدد الدكتور محمد العاني ، استشاري الجهاز الهضمي العادات الغذائية الخاطئة والشهيرة التي نقع فيها جميعا، قائلا: إن من أهمها وأشهرها تناول كميات كبيرة من الأطعمة الشهية، وبعد صيام دام لساعات أصبحت فجأة المعدة ممتلئة عن آخرها، مما يسبب عسر الهضم والتلبك المعوي وهو العرض الأكثر شهرة في رمضان، فيصاب به معظم الصائمين، وذلك لأن المواد الدهنية عسرة الهضم والكربوهيدرات تملأ المعدة.ويضيف أن ثاني تلك العادات الخاطئة الشهيرة هي الكسل والابتعاد عن العمل وعدم الرغبة فيه وكذلك السهر الشديد، تعللا بالصيام ونقص الماء والعطش والأكل، ولكن هذه خطيئة كبيرة في حق الجسم، فعلى الصائم الاهتمام بنشاطه بل بزيادة نشاطاته البدنية أثناء الصيام، حتى لا يتعرض الجسم لخطري البدانة المفرطة والتخمة الزائدة بسبب الخمول المبالغ فيه.أما العادة الأكثر انتشارا في رمضان هي الإكثار من الحلويات وتناولها عقب الإفطار أو بين الإفطار والسحور، أي يظل الشخص أكثر من 8 ساعات لا يأكل طعاما سوى السكريات، ويقول عنها "المنيسي" إنها من العادات الغذائية السيئة التي ينتج عنها ارتفاع في مستوى السكر في الدم، فضلا عن حدوث السمنة، لذا لابد من تناول السكريات بطريقة مقننة بعد الإفطار وبكميات قليلة جدا ويفضل عدم تناولها يوميا في شهر رمضان.ومن العادات المعروفة في رمضان، والخاطئة بالطبع الإكثار من البروتينات الحيوانية، خاصة اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة، وفي هذا الصدد يؤكد "المنيسي" أن اللحوم الحمراء يجب الإقلال منها في رمضان بصفة خاصة، نظرا لأنها تؤدي لعسر الهضم ومشاكل كبيرة في القولون، في حين تزيد اللحوم المصنعة من الإحساس بالصداع، لذا ينصح بتناول اللحوم البيضاء بكميات معقولة كالأسماك والفراخ والأرانب.وهناك عادة معروفة وهي شرب الماء بكميات كبيرة وقت السحور كنوع من التعويض للعطش أثناء الصيام،ويرد "المنيسي "مؤكدا أنه اعتقاد خاطئ لأن الجسم لا يخزن السوائل فكل تلك الكمية مهدرة لا محالة، ويفضل استبدالها بالورقيات كالخس والخيار المليء بالماء والجرجير.ويحذر "المنيسي"بشكل قاطع من التدخين أثناء رمضان لأنه يعمل على تركيز السموم بالجسم بشكل كامل ،ويعد سببا هاما لحدوث قرحة المعدة أثناء الصيام، حيث إن الجسم يدخله كمية كبيرة من نيكوتين في وقت قليل بعد فترة راحة مما يسبب نوعا من الغثيان والتقلبات المعوية والضغط العصبي والاتزان في الجهاز العصبي، وينصح بضرورة الزيادة من الاعتماد على الخضار والفاكهة في الوجبات في رمضان، لإمداد الجسم بالفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية.وكذلك هناك عادة خاطئة عند البعض في رمضان وهي الإقلال من الطعام بشكل كبير بما يشبه المجاعة، ولكن يؤكد المنيسي أن تجويع الجسم بشكل مبالغ فيه خاصة أثناء الصيام، التجويع الشديد خلال رمضان يؤدي حتما إلى خلل في توزيع مكونات الجسم، وقد يؤدي إلى مشاكل في الجهاز،والإحساس بالإرهاق والتعب المستمر.لذا يصف "المنيسي" نظاما غذائيا صحيا أثناء شهر رمضان، يستطيع من خلاله الشخص وعدم الإحساس بالخمول والعطش والجوع أثناء الصيام، والنظام يتكون من أكثر من 3 وجبات، لأن اعتقاد خاطئ وعادة سيئة تلك التي تقول أن رمضان يحتوي على وجبتين فقط، لأن تلك العادة هي أول أسباب التخمة والسمنة بعد رمضان، ويكون الإفطار في هذا النظام عبارة عن شرب سوائل خفيفة مع سلطة، وبعد وقت قصير يأكل الصائم بروتين ويفضل أن يكون بروتين حيواني أبيض، وسلطة وثمرة فاكهة، وإذا أحس بالجوع بعد ذلك يأكل سلطة مرة أخرى، أو الورقيات لغناها بمادة السيلينيوم المفيدة جدا للصائم، وكذلك السحور زبادي وفواكه وسلطة.مما سبق يتضح أن الصائم يستطيع أن يحقق بعض الفوائد الصحية خلال صيام رمضان، وذلك بالحرص على تطبيق العادات الغذائية الصحية والحد من بعض الأخطاء والعادات السيئة، وبذلك يستطيع تغيير نمط الحياة الغذائية لديه وسيجني الفوائد الصحية من ذلك وبمجهود بسيط.