اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الغجر فـي دهوك.. من التسوّل والتشرّد إلى مقاعد الدراسة

الغجر فـي دهوك.. من التسوّل والتشرّد إلى مقاعد الدراسة

نشر في: 21 أغسطس, 2011: 06:04 م

عبد الخالق دوسكي/ دهوكيشكل الغجر جزءا أصيلا من المجتمع في محافظة دهوك ويربطهم بأهالي المحافظة تاريخ طويل ،وهم كما هو الحال مع بقية الغجر في العالم قوم يشتهرون بالتنقل والترحال من منطقة إلى أخرى ويعبرون الحدود و لا يمتلكون إية هويات خاصة بهم ويعيشون في الخيام.
في دهوك يعرف الغجر بتسمية (قرج) وهي كلمة ذات أصول  تركية تعني العيش تحت الخيام السوداء .يونس ظاهر مدير مركز(آلوكا) الثقافي الخاص بالغجر الذي تأسس في العام 2006 على يد نخبة من شباب الغجر بيّن في حديث للمدى: ان أصولهم قديمة جدا تعود الى الأقوام الإيرانية  قبل مئات السنين وكانوا يعرفون بالمكريان وأضاف قائلا " يتواجد الغجر في أنحاء مختلفة من العراق ويعيشون بشكل جماعات تحت الخيام إلا في محافظة دهوك حيث قامت الحكومة بجهود من المركز الثقافي ووجهاء الغجر بإنشاء مجمع (آدار) الخاص بالغجر في منطقة تابعة لناحية فايدة التي تبعد مسافة  20 كلم عن مركز المحافظة قبل سنتين ويتألف المجمع من 283 بيتا من الطراز الحديث "وأوضح ظاهر انه قام وبالتعاون مع شخصين آخرين بإجراء مسح ميداني للغجر في إقليم كردستان لمعرفة عدد الغجر المتواجدين في عموم محافظات الإقليم وقال"بدأنا بالإحصائية في العام 2010 واستغرقنا فيها مدة 70 يوما حيث زرنا فيها السليمانية واربيل والموصل وكركوك ومناطق من بغداد وحاولنا الاتصال بالغجر المتواجدين في بقية أجزاء العراق وكانت النتيجة أن عدد الغجر في إقليم كردستان يبلغ (20250) في حين يبلغ عددهم في عموم العراق نحو (41800 غجري) ويشتهر الغجريون بمزاولتهم مهنا خاصة بهم وهي صناعة السلال والغربال والمهود الخشبية والفؤوس التي ورثوها من أبائهم وأجدادهم ويلقبون الشخص المحترف في عمله بلقب(هوستا)وهي كلمة كردية تعني الماهر في عمله (عمر عبد الله) غجري يبلغ من العمر 55 عاما وهو من الغجر الذين يقومون بصنع الغربال والمهود الخشبية قال"إنني تعلمت هذه المهنة من والدي منذ العام 1962 الذي ورثها من جدي وأنا حاليا اعلمها لأولادي الذين سيأتون من بعدي وكنت في السابق أتجول مع والدي في القرى الكردية المتواجدة في محافظة دهوك واربيل ونحن نحمل على ظهورنا الغربال والمهود ونبيعها للناس او نستبدلها بالمؤن والمواد الغذائية واليوم بعد ان تحسنت الأحوال واستقررنا في محافظة دهوك علمت أطفالي هذه الصنعة التي ضعف الإقبال عليها واشتريت لنفسي سيارة صغيرة لحمل المواد التي اصنعها وأتجول في القرى لبيعها"وطالب( عمر) بأن تكون هنالك جهة حكومية خاصة تدعمهم لحفظ التراث الغجري من الاندثار والضياع وقال" نتمنى أن تكون هنالك مؤسسة حكومية ترعى هذه المهن التي نزاولها لأن الإقبال عليها يتناقص يوما بعد يوم وقد يأتي يوم لا نرى فيها هذه المهن لذا فمن الضروري أن تكون هنالك مؤسسات خاصة لحمايتها"أما (سليم حسين) الذي يبلغ من العمر 36 عاما والذي وجدناه يقوم بعمل السلال من عيدان القصب فقد قال" إنني أحب هذه المهنة ونحن ورثناها من آبائنا ونحول إيصالها الى أبنائنا وإنني أقوم بعملها و أوزعها على التجار في السوق، وفي بعض المرات أتجول بها في القرى البعيدة بواسطة السيارة وهي مهنة شيقة وارتاح كثيرا عندما أقوم بها كما إنني أحب التنقل والترحال من منطقة الى أخرى والالتقاء بأشخاص من أجناس واديان مختلفة"وقد جرت محاولات من قبل المركز الثقافي الخاص بالغجر من اجل إخراج الجنسيات العراقية للغجر المتواجدين في دهوك وبحسب قول يونس ظاهر فإنهم قد استطاعوا وبجهود حثيثة ان يحصلوا على الجنسية العراقية وهوية الأحوال المدنية للغجر المتواجدين في محافظة دهوك وذلك بهدف الحصول على البطاقة التموينية التي توفر المؤن الغذائية التي يحتاجها الغجر وأضاف "لأن غالبيتهم من الطبقة الفقيرة وهم بحاجة ماسة الى الحصة التموينية التي يأخذونها الآن ولكي يتمتعوا بحقوقهم كمواطنين عراقيين في الدخول إلى المدارس والحصول على الشهادات و التعيين في المؤسسات الحكومية ونيل السلف والمنح التي ينالها أي مواطن عراقي ،لذا فقد قام المركز بدعم من وجهاء الغجر بالمطالبة من حكومة الإقليم باستصدار هويات وجنسيات عراقية لهم وفعلا تم ذلك وقد استفدنا كثيرا من ذلك لأن أطفالنا قد دخلوا المدارس بواسطة هذه الهويات وتخلصنا من مشكلة الأمية التي لازمت المجتمع الغجري كما استطاع البعض منا استلام وظائف حكومية والكل يمتلكون البطاقات التموينية"ويشتهر الغجر أيضا بأغانيهم الشعبية ولديهم مطربون شعبيون اشتهروا على مستوى المحافظة مثل محمد بيرو وعابد دهوك وغيرهم ،(علي فتاح ) مطرب غجري يغني الأغاني الشعبية ويعزف على آلة (الكمانجة) تحدث إلينا بقوله"نحن شعب مسالم نحب الفن  ونغني الأغاني الشعبية التي تدور حول المعارك التاريخية او قصص العشق او الملاحم البطولية وتكون هذه الأغاني مصحوبة بموسيقى آلة الكمانجة وإنني تعلمتها من أبي وحاليا أقوم بتعليمها الى الجيل الجديد ولدي الآن عدد من التلاميذ الصغار الذين يريدون تعلم هذه الأغاني التي تثير الحماسة والنخوة لدى الجيل الجديد " وبخصوص آلة الكمان

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram