اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > صناعة الملابس الكردية التقليدية مـوروث فـي طريقه إلى النسيان

صناعة الملابس الكردية التقليدية مـوروث فـي طريقه إلى النسيان

نشر في: 21 أغسطس, 2011: 06:06 م

دهوك/ كورديوهل الملابس الفولكلورية والتراثية الكردية في طريقها إلى النسيان أو الاندثار بفعل تأثيرات الموضة وصرعات الملابس الجديدة واتجاهات الشباب  ؟ يقول احد امهر الخياطين في دهوك :البداية كانت عندما انتقلت للسكن من القرية إلى مدينة دهوك سنة 1961، وبعدها بسنة أو سنتين بدأت العمل في خياطة الملابس الكردية التقليدية (الشـَل وشبك) و (البركيز) أي أنني أمارس هذه المهنة منذ ما يقارب نصف القرن، وأنا بدوري قمت بتوريث هذه المهنة لأولادي الآن.وأضاف "لقد كانت الخياطة آنذاك عملية جميلة ومسلية في نفس الوقت، حيث كنت أتمتع بها إلى جانب أنها كانت مصدر رزقي، وأنا ما زلت أذكر بعضا من تلك الأيام الجميلة، ومازال بعض من زبائني القدماء يزورونني بين الحين والآخر.
وعن آلية العمل؛ في الخياطة الخاصة بالملابس الكردية التقليدية يقول سردار الذي ما زال يرتدي الملابس الفولكلورية الشعبية الكردية : يكون العمل  على نوعين، أولهما الخياطة اليدوية، حيث نقوم بالعمل باستخدام القماش (المحاك يدوياً في الأصل) وخياطته بواسطة خيوطٍ من نفس الخيط المنسوج منه القماش، ومن بعد ذلك نأتي بخيوطٍ ملونة لننقش بعضاً من الزخارف البسيطة عند الكتفين والرقبة، وهذه الطريقة تكون أغلى من الخياطة الآلية، أما الخياطة الآلية فهي أسرع وأسهل وأرخص. وتشهد أسعار البدلات الشعبية ارتفاعا ملحوظا الى الدرجة التي لا يستطيع أصحاب الموارد المحدودة شراءها أو خياطتها ولبسها في الأعياد والمناسبات حيث أن البدلة الواحدة تكلف ما قيمته من 500 إلى 1000$ أو أكثر، لذا ترى أن كبار السن والشخصيات المهمة، هم الزبائن الأكثر زيارة لنا، أما في هذه الأيام فلقد ظهرت بين الشباب ظاهرة ارتداء الملابس التقليدية في المناسبات الخاصة والعامة  فقط، ففي مناسبات الأعياد والزفاف تكثر بين الشباب هذه الظاهرة، وهي وإن كانت قليلة ولكنها تنبئ بعودة حميدة للزي الكردي الشعبي والتقليدي إن توفرت فيها  مقومات العودة.ملحقات تكميلية عادة ما يكون لكل زي من الأزياء ملحقات تكميلية أو تجميلية، والزي الكردي مكون من قطعتين، الأولى وهي العلوية أو السترة، وتسمى الـ(شبك)، والثانية هي الـ( الشـَل) أو الشروال؛ ولكل منها من المكملات والملحقات الخاصة به دون غيره، وهي كالآتي.1. الطاقية أو العمامة: وهي تعتمد على الطاقية الصغيرة المنسوجة من صوف الغنم المحلية، والنساء هن اللواتي ينسجن هذه الطاقيات، ويلف القماش المعروف بالـ"الغتره" حول تلك الطاقية الصغيرة، وكانت هذه الغتره تصنع محلياً، أما الآن فهي تستورد من الصين، والآن يوجد من يلف قطعتين من الـ" الغتره" على رأسه حول الطاقية الصغيرة، وهناك من يضع معها أعواد الريحان لتعطي رائحة زكية.2. الشيتك: وهي قطعة قماش طويلة تمتد من عشرة إلى خمسة عشر مترا، تلف على الوسط لتعطي جمالية للزي ولها فائدة كبيرة في إبقاء الجذع مشدوداً.3. الدوخين: وهو حبل عريض منسوج من الصوف يكون بمثابة الحزام حول الوسط، ويُدخل في الـ(الشروال) لربطه على الوسط.كما يحب البعض أن يرتدوا المكملات التقليدية في القدمين، وهي الجواريب المنسوجة من الصوف والحذاء التقليدي المنسوج من الصوف أيضاً والمعروف بالـ(الشكال).rnنسيج الملابس وحول من ينسج القماش الخاص بهذا النوع يقول الحاج نوري:  هناك عوائل مسيحية معروفة بامتهانها هذه المهنة التراثية والمتوارثة عبر الأجيال، وهذه العوائل متوزعة في مدينة دهوك وفي القرى التابعة لها، مع هذا فلقد ظهر الآن قماش صناعي يحتوي على مادة النايلون وهو أرخص بكثير من القماش التقليدي، ولكن القماش التقليدي المنسوج يدويا هو الأفضل والأرغب خاصة للمهتمين بالزي الكردي التقليدي.بينما الحاج نوري يشرح لنا جوانب من مهنته الجميلة،إذ دخل علينا الحاج أحمد (من مواليد 1926)، وهو أحد زبائن الحاج نوري منذ عشرات السنين، وهو الآخر أدلى بدلوه وذكرياته عن الملابس الكردية التقليدية.حيث قال: كنا في ما مضى من الزمن نسير لأيام سيراً على الأقدام أو على الدواب، بعيدا عن قرانا باتجاه مناطق قرقوش أو برطلة أو غيرها من المناطق ذات الكثافة السكانية المسيحية، وكنا آنذاك لا نمتلك المال، لذا كنا نتعامل معهم بالمقايضة، حيث كنا نأخذ معنا المواد الزراعية والمجففة تحديداً، مثل، الزبيب والحبة الخضراء والتين المجفف والمشمش المجفف والجوز واللوز وغيرها من المواد.ولكن بعد أن فتحت في مدينة دهوك بعض محال الخياطة صرنا نقصدها، فأنا مازلت أخيط ثيابي عند الحاج نوري منذ حوالي اربعين سنة، ولحد الآن.طلبنا من الحاج نوري أن يرشدنا إلى بعضٍ من تلك العوائل المسيحية التي تشتهر بصناعة النسيج التقليدية، فأرشدنا إلى منزل السيد (يوخنا خمو)، فاستغرقنا حوالي ساعتين من البحث للوصول إليه، وكان لنا معه وعائلته هذا الحوار.rnوراثة المهنة الحاج نوري هو الآخر يقول : لقد  ورثت هذه المهنة عن أخي الكبير والذي ورثها بدوره عن والدي، وهو ورثها عن والده صعودا، فهذه مهنة توارثناها منذ القدم، حيث أنني لست أعلم تحديدا منذ متى وعائلتي تعمل في هذه المهنة، أما بدايتي معها، فقد كنت أمارسها في وقت الفراغ وعند العطل، ولكن عندما تقاعدت عن الوظيفة، صار وقتي مخصصا لها، فمنذ حوالي 25 سنة وأنا أمارسها بشكل مستمر و متفرغ لها. ويضيف الحاج :مهما حاولنا أن نحيط بموضوع " صناعة الملابس التراثية والفولكلورية "  في هذه العجالة، فلن نتمكن من إيفائه حقه، ولكن سنعرج عليها باختصار.          ب

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram