TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: حقوق ضائعة.. ومواقف

كردستانيات: حقوق ضائعة.. ومواقف

نشر في: 21 أغسطس, 2011: 06:33 م

وديع غزوان ما زالت أخبار القصف التركي على مناطقنا الحدودية في إقليم كردستان ،  والذي تزامن مع القصف الإيراني، يثير أكثر من تساؤل عن جدوى  العلاقات المتميزة التي تربطنا بهاتين الدولتين الذي تسعى لإشاعته   في أوساطنا  المؤسسات  السياسية والبرلمانية والحكومية  بمختلف مشاربها وتنوعاتها.
 فكما هو معروف وبديهي  في مجال العلاقات الدولية، فان الدول تستثمر  مثل هذه العلاقات لتحقيق مصالحها المشتركة التي تصب في خدمة شعوبها. لاندعو هنا إلى موقف متشنج ولا إلى قرع طبول الحرب مرة أخرى  فان ما فينا يكفي، كما إننا ما زلنا كشعب ندفع  ثمن  تداعيات  النزاعات وتصعيدها حد  الحرب التي خلفت لنا مآسي إنسانية ومشاكل اجتماعية، إضافة لتحميلنا ديوناً ما زلنا ندفع بعض فواتيرها، نعم هي ليس دعوة حرب، بل تأكيد لما ينبغي أن يمارسه سياسيونا في هذا المجال سواء على الصعيد الحكومي أو البرلماني أو حتى الشخصي، فلم يعد مقبولاً أن نبقى متفرجين على ما يلحق شعبنا من أضرار جسيمة وترويعهم وإجبارهم على مغادرة مناطقهم هرباً من القصف، ولم تنفع كل المناشدات في إيقاف هذه الحملات العسكرية على مناطقنا التي يعرف الأتراك والإيرانيون أنها مناقضة للقوانين والأعراف الدولية التي يبدو أنهم لم يعودوا يكترثون بها. المؤلم والمؤسف  إن تصريحات السلطات التركية والإيرانية على حد سواء تبني حجة استمرار اعتداءاتها العسكرية على حماية سكانها من هجمات حزب العمال الكردستاني، وكأن دم أبناء شعبنا هينة على أولي الأمر منا. لانريد أن ندخل في نقاش سقيم بشأن صحة  هذه الادعاءات، ولا نريد أن نكون طرفاً في شأن داخلي لأية دولة، ومع ذلك بادر مسؤولو كردستان وعلى اختلاف مستوياتهم إلى وضع ما يمكن من إمكاناتهم  للمعاونة في إيجاد حلول دائمة لمشاكل البلدين في هذا الموضوع مبنية على الحوار والاعتراف بالآخر، بعيداً عن لغة القوة التي أكدت التجار فشلها. من حق إيران أو تركيا قبول المشورة من عدمها، لكن من غير المعقول ولا المقبول هذه الاعتداءات التي ما أن تتوقف حتى تعيد إحدى الدولتين  تصعيدها. واخطر ما في الأمر سياسة  عدم الاكتراث من قبل مسؤولي الدولتين الجارتين وترشح الأخبار عن وجود تنسيق بينهما لاجتياح واسع للمنطقة تقوم به قواتهما، ما يؤكد إصرارهما على اتخاذ القوة سبيلاً للتعامل مع العراق، وهو خطأ كبير بحق شعوبهما وبحق العراق وشعبه، لان للسكوت حدودا لايمكن تجاوزها. لن نروج لما يطلق من  اتهامات بين الكتل والشخصيات  في أروقة السياسة ودهاليزها، غير أن ما هو واضح ولايقبل الشك هوان الخلافات بينها  وعدم وحدة الموقف بل اختلافه، وتعويل الأطراف السياسية على  الأجندات الخارجية في أكثر القضايا حساسية بالوطن، كان ابرز أسباب إضعاف موقفنا تجاه دول الجوار  جميعاً دون استثناء. لن ننام في العسل  كما يقول المثل وندعي أن نخبنا يمكن أن تتدارك الموقف  وتتناسى خلافاتها لمصلحة الوطن، غير أن الأمانة تدعونا  لتذكيرها بمسؤولياتها تجاه قضايا كبيرة كالتي تمر بنا مع تركيا وإيران وحتى الكويت، فعسى ولعل  ! فالحقوق  (يراد لها حلوك) كما يقول المثل الشعبي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram