حازم مبيضين كنا ننتظر أن يطلع علينا اللواء قاسم عطا, ليخبرنا عن الاجراءات المتخذة لمجابهة تنظيم القاعدة, وهو يعلن إطلاق هجوم جديد, يشمل مئة عملية انتحارية وتفجير واغتيال في كل أنحاء العراق، في غزوة سماها الإرهابيون غزوة الثأر لأسامة بن لادن, وهي غزوة قالوا إنها ستكون متنوعة, ما بين اقتحام وعمليات انتحارية وعبوات وكواتم وقناصات، في كافة أنحاء مابين الرافدين, وبيان القاعدة طائفي بامتياز حيث يدعو مقاتلي التنظيم ليردوا عن أهل السنة, وليس عن العراقيين كافةً, أذى حملة الصليب وعادية المجوس وأفراخهما.
للرد على القاعدة, من المفترض أن اللواء عطا يحضر نفسه لمشهد إعلامي يحدثنا فيه عن التهديد وعن الاحتياطات المتخذة لإحباطه, وعن الخطوات المتخذة للحفاظ على أرواح العرقيين وممتلكاتهم وأمنهم, وبأنهم سيشهدون هلال الشهر ليفرحوا بالعيد, لكن المعتقد أنه اليوم يعيد صبغ الشعر وتشذيب الشوارب, فهذه بعض عدة المشهد المتلفز, وكي لايتوقف الإعداد عند هذه الحدود وعلى أمل أن لايتورط في موقف لانحبه له, نضع بين يديه معلومات نفترض أنه مطلع عليها, وهي أن تنظيم القاعدة ما زال قادراً على التخطيط لاعتداءات, أو أن يكون مصدر إلهام لها, كما أن الجماعات التي تدور في فلكه في المنطقة العربية, ما زالت خطرةً وقادرةً على التعبئة.بعد مقتل بن لادن, كان الاميركيون يظنون – وبعض الظن إثم -, أن نواة القاعدة باتت تحت السيطرة، وأنهم باتوا أضعف مما كانوا عليه من قبل, حتى أن سيد البنتاغون تفاخر معلناً أن الهزيمة الاستراتيجية للقاعدة باتت في متناول اليد, صحيح أنه بعد غياب مؤسس التنظيم, ارتفعت صيحات الدعوة للجهاد من خليفته, الذي يفتقد إلى الكاريزما والهالة التي كان يتمتع بها سلفه, وقد ظلت مسألة خلافته مسألة مثيرة للجدل, إذ أن الفرع اليمني للقاعدة، هو الوحيد الذي أكد ولاءه له علناً، فيما اكتفى كل من الفرع العراقي, وتنظيم بلاد المغرب الإسلامي بالترحيب بتعيينه, كما يقول كاتب ( القصة الحقيقية للقاعدة ), جان بيار فيليو البرفسور في جامعة العلوم السياسية في باريس.هنا يتوجب التأشير, أنه رغم تعرض أعضاء ما يسمى دولة العراق الإسلامية, المتفرعة عن القاعدة, لضربات مؤثرة وشديدة الوطأة, فإنهم أثبتوا خلال شهر رمضان, وعبر سلسلة اعتداءات طالت خمس عشرة مدينة, وأوقعت 74 قتيلاً, وأكثر من 300 جريح، أنهم ما زالوا قادرين على التحرك, وأن بعضاً من حواضنهم الإجتماعية, ما تزال تؤمن بهم, ومستعدة للتعامل الإيجابي معهم, على أمل تحقيقق ما يرون أنه حقوق منقوصة لهم, وأنه على أجهزة الأمن الاحتراس من بأسهم, وأن على اللواء عطا أن يفكر جيداً في ما سيقوله, قبل أن تنسف متفجرة هنا أو هناك كل ما يعلنه, معتمداً على وسامته ومظهره الجذاب.مؤكد أن كل ما قلناه لايستهدف شخصياً اللواء عطا, ونحن نجهل تاريخه العسكري الذي أوصله لهذه الرتبة وهذا الموقع, لكننا نتحدث هنا عن قضية عامة تهم كل العراقيين, نعرف أن المفترض أن يتصدى الرجل لتوضيحها, ونخشى مع غزارة الدم المسال في شوارع المدن العراقية, أن ينصرف كعادته عن الجوهر إلى القشور, وأن يعتبر الأمر – على خطورته – مجرد فرصة للظهور الإعلامي, وليس تهديداً جدياً لحياة البشر وأمنهم, ونتمنى أن لايفعل ذلك.
في الحدث :تهديد القاعدة واللواء عطا
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 21 أغسطس, 2011: 08:48 م