اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان :رسالة منسقي الثورة السورية للعراقيين

كتابة على الحيطان :رسالة منسقي الثورة السورية للعراقيين

نشر في: 21 أغسطس, 2011: 09:49 م

  عامر القيسي شباب الثورة في سوريا يتطلعون اليوم إلى موقف تأريخي من الطبقة السياسية الحاكمة عندنا، وهم يراقبون بعناية مواقف هذه الطبقة التي مازالت مترددة في اتخاذ موقف واضح وصريح للوقوف إلى جانب الشعب السوري وهو يتحدى البعث الحاكم بكل جبروته وآلة عنفه وقسوته وشبيحته.
والمفترض من السياسيين العراقيين أن تكون مواقفهم طليعية في دعم شعب عانى من البعث أكثر من أربعة عقود كما عانينا منه تماما على يد صدام وفدائيوه. رسالة شباب الثورة السورية واضحة وهي تتحدث عن المستقبل، لان قضية رحيل الأسد الابن أصبحت مكفولة وليس أمام ولايته إلا قضية وقت ليس إلا. وانتصار الثورة هو دعم للتغيير في العراق وليس تفتيتا للمنطقة، وانتصارهم في كنس هذه النفايات من طريق تقدم الشعوب، سيفتح أمامنا طريقا أسهل وأقل تضحيات لبناء العراق الجديد، ويضع بين يدي طبقتنا السياسية أوراقا من ذهب للتخلص من كل أشكال الضغط الإقليمي على القرار السياسي بما في ذلك الضغط الأميركي. إنها فرصة تاريخية ضيقة الزمن لكي تعيد القوى السياسية لدينا حساباتها مما يجري في الساحة السورية التي لم تعد سورية في اضعف التحليلات وأكثرها سذاجة وسطحية، والعراق تحديدا من سيكون المعني الأول بالتغيير القادم في سوريا والأسباب عديدة وواقعية ومعروفة إلا للذي يحسب ما يجري في المنطقة حسابا بعيدا عن مصالح العراق الوطنية.  شماعات الإخوان والسلفيات والقاعدة، نسفتها تجارب مصر وتونس في ثورة شعبيهما، ففي مصر، الإخوان يحاولون إرسال رسائل للمصريين والمجتمع الإقليمي والدولي أنهم غير إخوان الأمس من خلال مواقفهم السياسية إزاء الانتخابات والترشيح للرئاسة، والتيار السلفي في تونس يحاول أن يحشر نفسه حشرا في المعادلات السياسية فيما تتضح صورة الثورة المسلحة الليبية، ربما يكون القذافي قد سقط أثناء كتابة هذا العمود فالثوار يدخلون طرابلس العاصمة من أكثر من مكان، وقواها بما في ذلك القوى الإسلامية المنخرطة في جو المعارضة الوطنية الشعبية. الشماعات التي نخاف منها في سوريا سبق ان خافت الحكومة منها في ساحة التحرير واتضح فيما بعد أنها مجموعة من الأوهام لسياسيين لا يريدون أن يشموا رياح التغيير!!لاشيء يخيفنا من التغيير القادم في سوريا غير قصر النظر السياسي والحسابات المبنية على اعتبارات، إلى حد ما طائفية، ومخاوف لا علاقة لها بالواقع السياسي ومعطياته.  هذا الخوف الوهمي الذي جعلنا حتى الآن في آخر ركب الدول والشعوب التي حسمت أمرها واتخذت مواقف واضحة من التغييرات في المنطقة. لنسأل أنفسنا فقط من الذي يخاف من التغيير في سوريا، ومن هي القوى التي تدعم سلطة الأسد البعثية ومن القوى التي تقف مع الشعب السوري وهو يواجه سلطة الموت بشعارات " سلمية سلمية" و "الشعب يريد إسقاط النظام". المنطقي والصحيح والسليم والوطني هو أن نكون سبّاقين في اتخاذ مواقف التأييد للشعوب المنتفضة على دكتاتورياتها، لأننا الشعب الوحيد في المنطقة الذي تعرض إلى عسف الدكتاتوريات ومقابرها الجماعية أكثر من أي شعب آخر، وهي الصفة التي "نتباهى" عادة في مجالسنا السياسية. يا من تعتقدون ان سايكس بيكو قادمة إلى المنطقة، ويا من تفزعكم إسرائيل وهي المفزوعة من هذه التغييرات التي حصلت والتي ستحصل قريبا، ويا من تنتظرون وتخافون وتحسبون حتى أرنبة الأذن، اقرأوا رسالة ثوار سوريا جيدا وستعرفون أن المراهنة على الشعوب للسير إلى الأمام أفضل بكثير من المراهنة على أنظمة تدعم إحداها الأخرى لكي لا تقتلعها رياح التغيير في عصر الحرية هذا.فكروا واتخذوا الموقف الوطني المطلوب قبل فوات الأوان! 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram