بغداد/ المدى دعت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، الحكومة العراقية باتخاذ قرار حازم إزاء التسريبات التي تحدثت عن محاولة إيران قطع جميع مياه الأنهر التي تؤدي إلى العراق، يأتي ذلك في وقت انتقد تيار الأحرار أطرافاً سياسية لم تسمها بمحاولة استغلال ملف المياه مع إيران لتحقيق أغراض سياسية. وقال عضو اللجنة، النائب عن التحالف الوطني، رافع عبد الجبار "إن الجوار وبما فيهم إيران لم تجد معها النقاشات والحوارات الثنائية"، مطالبا الحكومة العراقية
وفي حال حدوث أية مشكلة مع دول الجوار اللجوء مباشرة إلى الأمم المتحدة حتى يكون لبغداد موقف حازم إزاء النظر للعراق على انه ضعيف.عبد الجبار وفي حديثه لـ"المدى" يلفت إلى أن الكتل السياسية تتعامل بازدواجية مع اعتداءات الجوار، موضحا أن "التحالف الوطني يرتبط بعلاقات جيدة مع إيران يحاول في الكثير من الأحيان الابتعاد عن تشنيج الشارع تجاه هذه الدولة، وكذلك الحال بالنسبة للسعودية والتي يتخذ ائتلاف العراقية الموقف ذاته"، مستدركا "علينا في هذه المرحلة تغليب المصلحة العامة والبحث عن الحلول لمشاكل الشعب". وكانت تقارير صحفية قد تحدثت عن أن لجنة ترسيم الحدود مع إيران كشفت عن عزم طهران غلق منابع جميع الأنهار المتوجهة إلى العراق لتدارك أزمة حادة تعانيها في المياه لما تعانيه من أزمة حادة بالمياه حسب زعمه.ويؤكد القيادي في التحالف الوطني على عدم قانونية قطع أي دولة للمياه الإقليمية مع الدولة المشاطئة لها دون اخذ وجهة نظرها. وما على العراق في هذه الحالة إلا الورقة الاقتصادية والتجارية للضغط على الجانب الإيراني، خصوصا بعد أن وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين لأكثر من عشرة مليارات دولار هذا العام منوها بأن استعمال هذه الورقة يتطلب قرارا سياسيا وان اللجان الفنية لا تستطيع التدخل بهذا الموضوع. عضو لجنة العلاقات الخارجية، يقول "علينا أن نتخذ قرار اقتصاديا مهما بمنع استيراد البضائع من إيران حتى تتفهم الأخيرة أهمية العراق وتمتنع عن التجاوز عليه".وكانت إيران قد قطعت في وقت سابق مياه الوند فقد أكد نائب رئيس مجلس محافظة ديالى العراقية عامر ثامر، أن الخسائر المادية نتيجة قطع إيران مياه نهر الوند عن العراق، تجاوزت 3 بلايين دولار. ولفت إلى أن الكارثة ستحل بشكل اكبر في حال قرر الإيرانيون قطع مشروع ماء صغير، الذي يعد حالياً المصدر الوحيد لسكان مدن ديالى المحاذية لإيران». وحذّر من عملية «نزوح جماعية ستشهدها المحافظة بسبب نقص المياه". بالمقابل، فأن تيار الأحرار الصدري يدعو الكتل السياسية إلى اخذ موقف موحد تجاه السياسات المائية لجميع دول الجوار وعدم التركيز على الجانب الإيراني فحسب.وقالت النائبة عن التيار أسماء الموسوي في اتصال هاتفي مع "المدى" أمس "إن أزمة المياه تحتاج إلى قرار سياسي عراقي موحد تجاه جميع دول الجوار، وان مناقشة البرلمان قطع مياه الوند دون النظر إلى سياسة تركيا المائية تجاه العراق أمر يثير الريبة والشك"، موضحا "أن إيران من حقها أن تواجه أزمتها المائية بكافة الأساليب التي من شأنها معالجة المشكلة، وعلينا كعراقيين استغلال العلاقات الدبلوماسية الجيدة مع إيران حتى لا نتأثر بالأزمة والابتعاد عن التصريحات النارية كافة التي من شأنها تعكير جو العلاقات. بين الطرفين.واتهمت النائبة الصدرية رئاسة البرلمان بأنها تمتنع عن مناقشة مشاكل المياه مع باقي دول الجوار والأراضي القاحلة التي خلفاها القطع التركي للمياه على العراق، ناقلا عن متخصصين قولهم "إن المياه التي تأتي من إيران تعد جزءا بسيطا ليس ذا أهمية مقارنة مع تلك التي تأتي من تركيا".يذكر أن إيران أقدمت على قطع المياه عن أكثر من 45 رافدا وجدولا موسميا كانت تغذي الأنهر والأهوار في العراق أهمها نهر الكرخة والكارون والطيب والوند وآخر تلك الأنهر التي قطعت خلال الأيام الماضية نهر هوشياري ضمن محافظة السليمانية.
العلاقات الخارجية تطالب باللجوء إلى الأمم المتحدة لوقف الانتهاكات الإيرانية
نشر في: 21 أغسطس, 2011: 09:53 م