ســلام خـياط عبر الطريق البري من البصرة لبغداد، تتوقف السيارة ضمن طابور طويل طويل، ونحن نقترب من مدينة ميسان (العمارة). قال أحد الركاب: أعتقد إنه جسر الكحلاء، قال آخر، بل ربما إنه جسر الميمونة، لم يتشبث أي منهما بحدسه، فلا إشارة ولا علامة دالة تفصح عن اسم الجسر أو موقعه. سبب الطابور الطويل إن الجسر هش ومتهالك وذو ممر واحد، لذا فعلى السيارات الآيبة والغادية الانتظار مدة تطول وتقصر– صيفا أو شتاء، ريثما يتاح المرور للطابور من هذي الجهة أو تلك.
لهذا السبب، ولأسباب أخرى لا تخفى على ذوي الألباب.. أتوسل إليكم، ألتمس منكم، أستعطفكم، أرجوكم، أن تنقروا فارة الإنترنيت على الرابط المثبت أسفل هذا العمود، لا لتزجية فراغ، ولا لتسلية فجة، إنما لعقد مقارنة منطقية بين ما هو كائن، وبين ما كان مؤملا له أن يكون.الرابط أدناه الذي التهمه التواقون للإنجاز، كما قطعة حلوى، يصور لقطات متعددة لأطول جسر في العالم، هو آية في فن المعمار الهندسي، يتربع الجسر الصيني على خاصرة البحر. طوله (41,25) كيلو متر.. وعرضه 32 كيلومترا (أذكركم أن الكيلومتر ألف متر!) ثمة نفق ملحق بتضاريسه يندس في الماء (تذكروا جسر الكحلاء) طول الجسر يتجاوز عرض بحر المانش الفاصل بين فرنسا وبريطانيا، استمر العمل في الجسر الصيني المعجزة الهندسية، حوالي الأربع سنوات (تذكروا عمر الاحتلال– التحرير- الذي تجاوز عمره الثماني سنوات)، وبكلفة محسوبة للفلس، بعشرة مليارات –ين صيني– وهي تعادل مليارا ونصف المليار دولار (تذكرواعقود الكهرباء وخروقات وزارة التجارة وصفقة الأسلحة الخلب و...و.. والتي تجاوزت أرقامها الفلكية حاجز التصديق). عدد الدعامات الراسية في عمق البحر بلغ (500)دعامة، تبلغ طاقة حمولة الجسر حوالي ثلاثين ألف سيارة في اليوم الواحد، وسوف توفر الوقت والوقود الذي تستغرقه الرحلة بين تشينغوا وهوانغواو بحدود الثلث. التنين الصيني الذي لا يعترف بالراحة، فما بالك بالكسل؟ رصد لمراكز الأبحاث 68 مليار دولار (لا تسألوا عن مخصصات الأبحاث في العراق).. فككوا الكومبيوترات الغربية، وصنعوا كومبيوترا صينيا يمكنه تبويب (740) مليون صفحة _ رقم خرافي، مع (80) مليون صورة، مع عشرة ملايين ملف للمعلومات.. يتعايش في الصين أكثر من خمسين عرق، يصفون الصين حين يصفونها، إنها دولة من دول العالم الثالث، وإنها تكبت الحريات لشعب تقدر كثافته بالمليار نسمة يتباهون بسياسة الإكتفاء الذاتي... والمفارقة التي تستعصي على التصديق، إن الصين كما تشير المصادر – كانت إلى ما قبل ثلاثين سنة أسوأ حالا بين الدول النامية، والآن يتوقع لها أن تخرج لسان التنين الصيني لأميركا، وتقول لها: اقتصادك مرهون لنا، فمتى السداد؟؟ أرجوكم لا تتذكروا الديون التي على العراقي دفعها صاغرا مرغما وهو واقع بين حيص وبيص، ولكن اغلقوا رابط الجسر الآن، فجرعة أخرى من الهم والغم والألم والندم،، قاتلة لا محالة. CHINANEWS. COM CHINAHIGHLIGHT.COM
السطور الأخيرة: بين جسر الكحلاء وجسر جايوشاو
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 22 أغسطس, 2011: 05:14 م