الكتاب: أين تلتقي الصين بالهند؟ تأليف: ثانت ماينت يو ترجمة: المدى عندما تقع دولة بين قوتين كبيرتين فإنها تجابه خيارات معقدة وبورما التي يقع نصفها الشمالي ما بين شمال شرق الهند وجنوب غرب الصين، اتخذت باستمرار الخيارات الخاطئة عبر القرن العشرين والأعوام التي تلتها.
لقد انبثقت بورما كدولة مستقلة عام 1948، وتحررها من الاستعمار البريطاني ترافق مع عدد من الاغتيالات المبهمة لعدد من قادتها، حصلت قبل الاستقلال بعام واحد ونظامها الديمقراطي سببّ عداءً ما بين الوطنيين والشيوعيين وأيضاً ما بين البوذيين، الأغلبية المعروفة بالبورمانس وقبائل مسيحية، مما أدى إلى نشوب حرب أهلية.وعندما استولى المقاتلون الوطنيون على زمام الحكم عام 1962، كانت النتيجة تماثل الحكم العسكري وأنتقل النظام الاقتصادي من الاشتراكي إلى الرأسمالية.ويكتب ثانت يو عن أوضاع بورما وعن ملوك المخدرات والمجلس العسكري الحاكم ومحاولات الصين للسيطرة عليها اقتصاديا.إن الصين الشعبية في ظل غياب المنافسة الغربية، بإمكانها التقدم لخلق أسواق عالمية، بل وحتى السيطرة على المصادر الطبيعة لبورما، كما أن الهند أيضاً كدولة قوية تحاول بدورها الاستفادة من بورما أما من الناحية السياسية فنجد أن الصين تدعم الشيوعيين البورميين، في حين تدعم الهند الحركات الديمقراطية فيها، وخاصة الحركة التي تقودها أونغ سان صو كيي، الفائزة بجائزة نوبل للسلام وقد تم إطلاق سراح " سان صو" مؤخراً من قبل المجلس العسكري بعد عقدين من السجن، أما حزبها "المجلس الوطني للديمقراطية" والذي كان يتمتع بشعبية كبيرة في الثمانينيات والتسعينيات، أصبح اليوم ضعيفاً بفعل مقاومة السلطات له.وتتعارض الطموحات الصينية والهندية إزاء بورما، ويبدو أن المؤلف – وهو حفيد السكرتير العام السابق للأمم المتحدة (يوثانت)-، نشأ في الغرب، متحررا من الانتماءات القومية، يشارك الدول الغربية في مخاوفها إزاء التدخل الصيني، وخاصة إزاء سياستها الرامية إلى عزل الأقليات والوقوف ضد الحريات الشخصية وكان "ثانت" قد أصدر سابقا كتابا عن بورما أيضاً، بعنوان "نهر الخطوات الضائعة"، يتحدث فيه عن تاريخ بورما الغني وعلاقاتها القديمة مع الصين والهند وكتابه الجديد هذا يتحدث أيضاً عن التاريخ وعن شعب "ناكسي"، الذين ربما أوحوا لجيمس هيلتون لكتابة روايته الشهيرة "الأفق الضائع"، عن التأثيرات الهندوسية والبوذية والإسلامية على المنطقة.ويتحدث المؤلف في كتابه بحكمة عن الحاضر والماضي أيضاً، ويعكس نظرة متفائلة إزاء المستقبل، مرحبا بتوحد الآراء حول بورما من أجل مستقبل أفضل لهذا البلد الواقع بين قوتين كبيرتين.عن/ الغارديان
بلاد الخطوات الضائعة
نشر في: 22 أغسطس, 2011: 05:49 م