اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > حوار نادر مع الكاتبة أناييس نن..على النسوة أن ينشغلنَ فـي الإبداع لا فـي معاداةالرجال

حوار نادر مع الكاتبة أناييس نن..على النسوة أن ينشغلنَ فـي الإبداع لا فـي معاداةالرجال

نشر في: 22 أغسطس, 2011: 05:54 م

أجرت اللقاء: جودي أورينغر ترجمة وتقديم: لطفية الدليمي في هذا الحوار الذي أجرته مجلة (رامبراتس)  شتاء 1970  تفصح أناييس نن عن مواقف مبكرة ضد  الحركات النسوية  المتعصبة في أميركا والتي آلت في معظمها إلى طرق مسدودة نتيجة الإفراط في شوفينية النساء وهن من  شرعن في  ممارسة الاضطهاد
 ذاته إزاء الرجال وكأنهن يتطابقن في مواقفهن مع النزعات الذكورية المهيمنة على المجتمعات الأبوية،، وعابت أناييس على أولئك النساء انصرافهن إلى شن حروب عنيفة على الرجال بدل أن يثبتن ذواتهن في الإبداع، ولطالما اعتقدت أناييس أنها من خلال تحررها الشخصي وحده ومنجزها الإبداعي ستكون قادرة على تقديم نفسها كامرأة حرة.عندما عزمتُ على ترجمة مختارات من مجلدات يومياتها السبع، كنت مسحورة برؤياها الخاصة وقوة بصيرتها ونفاذها، وبحدسها الأنثوي إزاء أعماق النفس الإنسانية والعالم، وأشد ما أغواني هو غنى حياتها بالتجارب وتنوع الخيارات والتغير الواعي للمواقف الذي يعاب على المثقفين القيام به عندنا بسبب السلطة القامعة للأيدلوجيات المهيمنة سواء كانت  سياسية أم دينية أم اجتماعية، والدوغما المتصلبة التي نعانيها في مجتمعنا المتكلس المستسلم لقوانين وأعراف عتيقة رثة تتحكم بالحياة والوجود والعلاقات الإنسانية.لم تتسع شهرة أناييس نن ـ الكاتبة الإشكالية - إلا بعد أن صدرت المجلدات السبعة أو الثمانية ليومياتها الممتعة. ولم تبلغ رواياتها مرتبة القبول والمجد الذي حظيت به اليوميات، وتكمن أهمية هذه اليوميات المثيرة في كونها رؤية بانورامية القرن العشرين، رؤية إبداعية ونفسية وعاطفية لأحداثه، ولحيوات مبدعيه الكبار، ولأهم المدارس الفنية والأدبية التي ظهرت خلال العقود المبكرة منه في احتدام أحداثها وفوراتها الفكرية والسياسية، حيث عاشت أناييس نن في باريس بصحبة أسماء لامعة من مبدعي العالم الكبار. تقاسمت مع أناييس نن متعة الغوص في أعماق النفس الإنسانية، ثم الامتداد إلى خارجها وإلى هوامشها عن طريق تقصي الأعماق السحيقة لتأسيس ارتباط حقيقي بالآخر والماحول، وكنت ألهث معها وهي تعوم في هيولى المشاعر والنوايا والأزمات الروحية للمبدعين من أصدقائها، وأمضي معها قدما وهي تكابد علاقاتها المعقدة مع الرجال والنساء، لكأنها تعكس صورتي – صورتنا في مرايا يومياتها الفريدة وتؤشر  نقاط الوهج أو  الثقوب السود في أرواحنا القلقة وتؤشر سلطة الحلم على الواقع اليومي لحياة المبدعين.جانب شخصي جدا وأساسي أغواني للعمل على ترجمتها، إنه خط التطور الروحي والنفسي المتنامي والتبدلات الديناميكية في المواقف إزاء أحداث عصرها لتشكيل فهم أو نوع من خبرة مبنية على التراكم المعرفي، واشتباك العقل مع المخيلة وحدس القلب والتجربة الشخصية.ومن هذه المواقف موقف أناييس نن من الموضوعة النسوية وفهمها المغاير للسائد من طروحاتها النظرية، إذ كانت تأخذ على النسويات تبديد طاقاتهن في البحث عن أسباب ومبررات لمعاداة الرجال، وتدعوهن إلى الانشغال بالإبداع الذي يكشف عن ذواتهن الفاعلة، والعمل من خلال الإبداع والعلاقات الإنسانية على إقناع الرجال المحيطين بهن للمشاركة في إنجاز التحرر الإنساني من المخاوف ومعوقات الحرية التي تجابه كلا الجنسين، ليكون كل شخص حقيقيا وأمينا ومدركا لواقعه، قادرا على اجتراح أحلامه الخاصة. عُرفت أناييس نن عالميا بعد  نشر وترجمة اليوميات إلى لغات عالمية عدة، كما اشتهرت في مستهل الأربعينيات بكتابها "دلتا فينوس"، وهو كتاب نصوص إيروتيكية كتبتها من أجل كسب سريع للمال، لكنها لم تتخلّ عن براعتها الفنية وشعرية لغتها وخصوصية رؤيتها للعالم.ولدت أناييس نن في ضاحية "نويي" الباريسية سنة 1903 لأب إسباني كان عازف بيانو ومؤلفا موسيقيا، ولأم ألمانية الجذور كانت ابنة دبلوماسي ألماني عمل في أميركا وتوفيت بالسرطان سنة 1977 في لوس انجليس. تنقلت خلال حياتها بين كوبا وفرنسا وأميركا، ثم استقرت في العقود الثلاثة الأخيرة من حياتها في أميركا بعد أن أمضت بعضا من طفولتها وشبابها في هافانا. انتقلت إلى باريس وعاشت حياة استثنائية حفلت بالأحداث وغزارة الإنتاج وتنوع الأعمال التي مارستها الكاتبة، قبل أن تنطلق شهرتها وتعرف في الأوساط الثقافية الفرنسية. وعملت أناييس نن في مستهل شبابها عارضة للأزياء وموديلا للرسامين وراقصة تؤدي الرقصات الأسبانية ومساعدة للمحلل النفسي الشهير "اوتو رانك". وكانت لا تزال كاتبة مبتدئة ومغمورة حين اقتحمت حياة باريس الثقافية والاجتماعية في عقد الثلاثينيات، والتقت هنري ميللر وأنطونين آرتو ولورنس داريل، وأسست مع رسام وشاعر منفي من البيرو اسمه غونزالو دار نشر صغيرة وكانت تنفق كل ما تحصل عليه من أموال لمساعدة أصدقائها المبدعين: هنري ميللر والآخرين الذين كانوا يعيشون في عوز دائم. قفز اسم أناييس نن إلى قائمة أعلى المبيعات في الولايات المتحدة وبريطانيا بعد وفاتها بأشهر قليلة سنة 1977عندما ظهرت مجلدات يومياتها المترجمة إلى عدد من اللغات، وحفلت السنوات العشر الأخيرة من عمرها بغزارة الإنتاج رغم معاناتها من مرض السرطان وخضوعها للعلاج الكيمياوي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram