اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > 6 ملايين عراقي تحت خط الفقر!

6 ملايين عراقي تحت خط الفقر!

نشر في: 22 أغسطس, 2011: 06:23 م

المثنى أفقر المحافظات بنسبة 75% عجز حكومي فاضح عن تقليل مستوياته.. ومقدرة على ملاحقة المعدمين بـ"كارت" الإخلاء من بيوت الصفيح! قالت آية والحزن يغلف ملامح وجهها الطفولي البريء ، ليس لدينا ما "نتعشى" به في البيت ...
وهي تقف ضمن  الطابور المكون من عدد كبير من الأطفال يسير على مهل وقد حمل كل طفل منهم صحنه ليصب له الطاهي كمية من ( شوربة العدس ) مع رغيف من الخبز ، لتكون عشاء يغذي تلك الاجساد المنهكة  ، كان ذلك المنظر الذي شاهدته يوم الجمعة من شهر رمضان قد أثار في نفسي الجزع ، فهل يعقل ان تقف طفلة في التاسعة من عمرها في طابور في احد جوامع بغداد لتحصل على عشائها ، و الذي قالت انه قوتها اليومي ؟ واسأل نفسي بحزن ، كيف كانت ستحصل اية على قوت يومها لو لم تكن دور العبادة تقدم الطعام لهؤلاء الفقراء والايتام ،في شهر رمضان كما اعتادت ، مع العلم ان موطن اية هو موطن الذهب الاسود بكل ثقله ومكانته في الاقتصاد العالمي ، والذي كان وما زال نهباً لاطماع كل من هب ودب ،   والحكومة الحالية ما زالت في طور وضع الاستراتيجيات للقضاء على الفقر ! وعندما شاهدتني أم آية أنني اطلت الحديث مع ابنتها تقدمت مني وهي تستفسر عن أمري أخبرتها انني فقط اريد التعرف على ظروف اية المعيشية ولا شيء غير ذلك ، وعندما علمت ام اية انني ( صحفية ) أخذت تشكو لي حالها فقالت : - توفي أبو آية اثر الانفجار الذي حل بمنطقة الصدرية حيث كان يعمل لدى بائع فواكه ،وقد ترك  لي ستة من الابناء اغلبهم لم يدخل المدرسة بما فيهم الصغيرة اية ذلك لان المدرسة حسب ام اية تحتاج الى مصاريف عدة ، وانها تسكن في مكان اشبه ببيت معمول من الحجارة وقطع الصفيح في منطقة الشرطة الرابعة ، وان جهات عديدة تهددهم بالتخلية لانهم متجاوزون على ارض مملوكة لامانة بغداد ، وانها تعيل اسرتها من زرعها لمنطقة صغيرة بالخضار بمساعدة جارهم الشيخ المسن الذي يعاني هو الاخر من الملاحقة والتخلية ، وان ما تحصل عليه من نقود لا يسد رمق العائلة المكونة من سبعة افراد ، هي وابناؤها الستة الذين لا يزيد عمر اكبرهم على 14 سنة ، وانها تحضر الى الجوامع لتناول وجبة ( الفطور ) مع بعض اطفالها وتأخذ معها للباقين ( الفطور السفري ) ، وعندما اخبرتها لماذا لم تراجع شبكة الحماية الاجتماعية اكدت انها راجعت الشبكة ولم تحصل الا على الوعود ، وتختتم ام اية شكواها من ان جميع سكان تلك المنطقة وهي بيوت من الصفيح يشكون العوز والفقر والحرمان ، وتفتك بهم الامراض حيث لا مياه صالحة للشرب  لديهم ولا كهرباء . لجنة التخفيف عن الفقر تبحث عن تخصيصات 2012التقينا الدكتور مهدي العلاق وكيل وزارة التخطيط ورئيس اللجنة الفنية للتخفيف من الفقر التي تضم 23 عضوا من الوزارات ذات العلاقة ، اضافة الى كونه مقررا للجنة العليا التوجيهية  للتخفيف من الفقر البالغ عدد أعضائها 14 عضوا من الدوائر ذات العلاقة الذي قال عن أسباب وأهداف لجان التخفيف عن الفقر .- جاءت إستراتيجية التخفيف من الفقر  في العراق في وقت يتطلع فيه ابناء شعبنا للتخلص من براثن الفقر  في الوقت الذي يزخر البلد بموارد  طبيعية كان ينبغي ان توجه لتحقيق تنمية شاملة تكفل حياة حرة كريمة لأبنائه ، كما ان اطلاق هذه الاستراتيجية جاءت متزامنة مع قرب الانتقال الى مرحلة جديدة تحدد ملامح نتائج الانتخابات البرلمانية لعام 2010 وعلى ضوء اتفاقية التعاون المشترك بين وزارة التخطيط والبنك الدولي تشكلت اللجنة العليا لسياسات التخفيف من الفقر ، وتضمنت الاتفاقية اربعة محاور رئيسة هي توفير قاعدة بيانات ومؤشرات إحصائية حول الوضع الاجدتماعي والاقتصادي للاسرة العراقية من خلال تنفيذ مسح ميداني واسع ، ان هذا الجهد يشكل اول جهد رسمي لقياس الفقر وبناء استراتيجية التخفيف عنه ، وعن اعمال اللجنتين اشار الدكتور العلاق الى ان اللجنة الفنية التي يرأسها تقوم برفع تقارير الى اللجنة العليا التوجيهية ، وان اللجنتين قد تشكلتا في العام الماضي ، وقد تم رصد ميزانية مقدارها 750و1 مليار دولار ونحن الان في طور المناقشة مع وزارة المالية لتخصيص نسبة من التخصيصات  لتغطية فعاليات عام 2012 ، وعن النسبة المعتمدة لخط الفقر فقد اكد الدكتور العلاق انها لا تزيد على 23%، وان ما ذكر من انها 40% فهو رقم مبالغ به وطموحنا ان تنخفض هذه النسبة من 23% الى 16 % خلال الاربع سنوات القادمة ، كما اوضح الدكتور العلاق ان هذه النسبة هي ليست ( تعسفية ) او الفقر المدقع  اي انها ليست الفقر الشديد بل اخذ بنظر الاعتبار الغذاء ، الملبس ، الدواء ، التعليم  فهو  الخط الذي يفصل بين مستوى الرفاه والحرمان ، وان عدد المواطنين الذين يعيشون تحت مستوى خط الفقر كما قال الدكتور العلاق هم 6 ملايين شخصا وليس 10 اشخاص، كما تشير بعض الاحصائيات الى ذلك، ان احصائيات وزارة  التخطيط هي المرجع الاول كونها الجهة صاحبة العلاقة .دور سلبي للبنك الدولي في المكافحة باحث اجتماعي: الفقر نتاج طبيعي لتردي الأوضاع ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram